ملك الأردن يدعو لاستمرار مساعي التهدئة: العالم سيتأثر بعدم الاستقرار في الشرق الأوسط
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عبر الملك عبد الله بن الحسين عاهل الأردن، عن أمله في أن يستمر التوجه نحو التهدئة، على حد وصفه في الشرق الأوسط، على خلفة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
وقال الملك عبد الله في حوار مع قناة فرانس 24 الفرنسية، قبل بدء جولة أوروبية تشمل فرنسا وبلجيكا وستراسبورغ، إن منطقة الشرق الأوسط لا تتحمل عدم الاستقرار، معتبرًا أنه في حالة عدم استقرار الشرق الأوسط، فإن أوروبا والعالم سيتأثر بذلك.
وأضاف العاهل الأردني في الحوار، أن لقاءاته مع المسؤولين الأوروبيين، ستتمحور حول الملف الإيراني والعراق، "أعتقد أن في هذه المرحلة، وفي نهاية المطاف، أن الشعب العراقي هم الذين قد عانوا ودفعوا الثمن، ويستحقون الاستقرار والمضي نحو المستقبل، كما أن النقاش في أوروبا سيتركز على كيفية دعم الشعب العراقي، ومنحهم الأمل بالاستقرار وبمستقبل بلادهم، وسنناقش أيضا كل المواضيع التي، للأسف، تشهدها منطقتنا"، حسبما نقل الديوان الملكي الأردني.
وحول القرار الأمريكي باغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قال الملك عبد الله "ما نود نحن فعله هو التأكيد على أن هذا أمر قد حصل، ونحن الآن على أعتاب عقد جديد وليس فقط عام جديد، ونأمل أن نقوم في الأشهر القليلة القادمة بتصويب الاتجاه في المنطقة، من خلال السعي للتهدئة والحد من التوتر"، وتابع "كل شيء في هذه المنطقة متشابك، فما يحصل في طهران سيؤثر على بغداد ودمشق وبيروت، وعملية تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولذلك أعتقد أن زيارتي إلى أوروبا تأتي في توقيت مناسب، وهناك يجب أن نبحث في تعزيز التواصل بعقلانية واحترام، بدلا من أساليب الخطاب التي تؤجج المشاكل، وقد تقود إلى الهاوية"، على حد وصفه.
واعتبر ملك الأردن، في حواره مع فرانس 24، أن قرار تركيا بإرسال قوات إلى ليبيا، "سيخلق مزيد من الارتباك، على ما أعتقد، لقد كان هناك قرار روسي مهم اليوم"، في إشارة إلى مفاوضات وقف إطلاق النار التي ترعاها روسيا وتركيا بين قوات شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر وحكومة فايز السراج، مضيفًا "نرجو أن يسهم ذلك في تهدئة الأمور، ولكن عدة آلاف من المقاتلين الأجانب قد غادروا إدلب وانتهى بهم المطاف في ليبيا، وهذا أمر علينا جميعا في المنطقة وعلى أصدقائنا في أوروبا مواجهته في عام 2020، لأننا لا نريد دولة فاشلة في ليبيا، ومواجهات مفتوحة أخرى للتحالف ضد المنظمات الإرهابية المتطرفة".
وفيما يتعلق بموقف الأردن من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نيته ضم مستوطنات الضفة الغربية وغور الأردن إلى السيادة الإسرائيلي، قال الملك عبد الله إن "الأردن ملتزم بالسلام كخيار إستراتيجي، وهو عامل مهم لاستقرار المنطقة، نحن، وللأسف، ندرك حقيقة استمرار أجواء الانتخابات منذ عام تقريبا، الأمر الذي يعني أن إسرائيل تنظر إلى الداخل وتركز على قضاياها الداخلية، وبالتالي فإن علاقتنا الآن في حالة توقف مؤقت".
وأوضح "نريد للشعب الإسرائيلي الاتفاق على حكومة في القريب العاجل لكي نتمكن جميعا من النظر إلى كيفية المضي قدما، أعلم أن حل الدولتين برأيي وبرأي معظم الدول الأوروبية هو الطريق الوحيد إلى الأمام، أما بالنسبة لمن يدعم أجندة حل الدولة الواحدة، فهذا أمر غير منطقي بالنسبة لي، وهناك ازدواجية في المعايير، وفئتان من القوانين لشعبين اثنين، إن هذا سيخلق المزيد من عدم الاستقرار، الطريق الوحيد الذي بإمكاننا المضي من خلاله قدما هو الاستقرار في الشرق الأوسط، ولتحقيق ذلك علينا أولا تحقيق الاستقرار بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وعن أزمة اللاجئين، أكد ملك الأردن، أن بلاده لجأت للاقتراض الخارجي لتوفير المسكن والرعاية للاجئين السوريين، والذين يشكلون نحو 20% من سكان المملكة، مشيرًا إلى أنه "يؤمن بأن اللاجئين مسؤولية المنطقة، ولا نهدد بدفعهم إلى أوروبا"، لافتًا إلى أن بلاده "توفر عبئًا كبيرًا على أوروبا باستضافة هذا الكلم الهائل من اللاجئين"، بحسب تعبيره.