لقاء البرهان ونتنياهو في أوغندا.. الحكومة السودانية تنفي علمها به.. وعريقات: طعنة في الظهر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--أثار لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في أوغندا، عاصفة سياسية في السودان، فيما وصفت فصائل فلسطينية الاجتماع بأنه "طعنة في الظهر".
ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) عن وزير الثقافة والإعلام الناطق باسم الحكومة الانتقالية فيصل محمد صالح، قوله إنه "لم يتم الإخطار أو التشاور معنا في مجلس الوزراء بشأن اللقاء، وسننتظر التوضيحات بعد عودة رئيس مجلس السيادة".
وأضاف صالح، في بيان له، الاثنين، أن الحكومة السودانية تلقت الخبر "عبر وسائل الإعلام".
وفي وقت سابق من يوم الاثنين، كشف نتنياهو، عبر حسابه في تويتر، عن لقائه البرهان، بدعوة من الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، قائلا إنهما اتفقا على إطلاق تعاون سيؤدي إلى تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل.
وذكر نتنياهو أن البرهان يريد مساعدة بلاده في الدخول في مرحلة تطوير وتحديث عبر "إخراجها من العزلة ووضعها على خريطة العالم"، على حد تعبيره.
والبرهان هو ثاني مسؤول سوداني كبير يلتقي مسؤولين إسرائيليين، بعد لقاء الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري برئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرييل شارون، وذلك عندما كان وزيرًا في حكومة مناحن بيغن، في 13 مايو/أيار
ويرأس البرهان مجلس السيادة السوداني، بعد تشكله رسميًا في 20 أغسطس/آب الماضي. يتولى المجلس تسيير شؤون البلاد بموجب وثيقة دستورية موقعة بين المجلس العسكري الانتقالي وتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، الذي يُمثل قوى المعارضة المدنية السودانية.
وبموجب الاتفاق، سيتبادل العسكريون والمدنيون قيادة مجلس السيادة - المؤلف من 11 عضوًا - خلال الفترة الانتقالية المُمتدة لـ 39 شهرًا، فيما تُجرى بعدها انتخابات عامة.
من جانبه، أدان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، لقاء البرهان ونتنياهو، بحسب ما أوردته وكالة وفا الرسمية الفلسطينية.
ووصف عريقات اللقاء بأنه "طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وخروجًا صارخًا عن مبادرة السلام العربية في وقت تحاول فيه إدارة الرئيس دونالد ترمب ونتنياهو تصفية القضية الفلسطينية وضم القدس بالمسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، وضم أراضي دولة فلسطين المحتلة كما حدث في ضم الجولان العربي السوري المحتل".
كما استنكر عريقات إعلان أوغندا نيتها نقل سفارتها إلى القدس، داعيًا دول الاتحاد الإفريقي للمحافظة على ثوابتها السياسية تجاه الصراع الفلسطيني والإسرائيلي، المُستندة إلى الشرعية الدولية.
وعلى ذات الوتيرة، استنكرت حركة حماس اللقاء، قائلة إن هذه اللقاءات التطبيعية تشجع الاحتلال على مواصلة جرائمه وعدوانه بحق شعبنا الفلسطيني.
ونقل موقع حركة حماس عن الناطق باسمها حازم قاسم قوله إن "الاحتلال الصهيوني هو الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي، ويمارس عدوانه على حقوق أمتنا التاريخية، مُؤكدا ضرورة وقف مسلسل التطبيع الذي لا يخدم إلا الاحتلال وأطماعه التوسعية، وهو بالضرورة ضد مصالح شعوبنا العربية وأمنها القومي".
في حين اعتبر أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، اللواء جبريل الرجوب، أن لقاء برهان مع نتنياهو، "يتناقض مع موقف الشعب السوداني المناصر لحق شعبنا في إقامة دولته الحرة والمستقلة ذات السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
ودعا الرجوب، مكونات تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير السوداني، بإدانة اللقاء، واتخاذ المواقف التي تعكس تطلعات الشعب السوداني ومواقفه التاريخية تجاة القضية الوطنية الفلسطينية.
وقال الرجوب إن مثل هذه اللقاءات ستفشل في احتواء حركة الشعوب العربية، وقوى التحرر العالمية المناصرة لحقوق شعبنا، والرافضة لـ"صفقة القرن"، الاسم المتعارف عليه لخطة السلام المطروحة من قبل الرئيس الأمريكي.