رئيس وزراء لبنان: من الطبيعي أن يخرج الناس للشوارع ويفجروا غضبهم مجددا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أكد رئيس وزراء لبنان حسان دياب، الثلاثاء، أنه "من الطبيعي" أن يخرج اللبنانيين إلى الشوارع و"يفجروا غضبهم" مجددا، مشددا على أن الحكومة "تتفهم صرخة الناس" ضد السياسات التي أوصلت لبنان إلى هذا الوضع.
وقال دياب، خلال جلسة مجلس الوزراء: "نحن اليوم أمام واقع جديد، واقع أن الأزمة المعيشية والاجتماعية تفاقمت بسرعة قياسية، وجزء منها بفعل فاعل، خصوصا مع ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق السوداء إلى مستويات قياسية"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وأضاف أن "النقاش في أسباب ارتفاع سعر الدولار لا يحتاج إلى كثير من الخبراء، هناك عوامل موضوعية، وهناك عوامل تجارية بخلفيات سياسية، وهناك قصور في المعالجة، عن قصد أو عن عجز، لكن النتيجة أن هذا الارتفاع تسبب بزيادة الضغوط على اللبنانيين".
وتابع بالقول: "لكن في مطلق الأحوال، فإنه من الطبيعي أن يخرج الناس إلى الشارع، وأن يفجروا غضبهم مجددا، كما فعلوا في انتفاضة 17 أكتوبر/تشرين الأول، خصوصا بعدما تبين لهم وجود محاولات سياسية لمنع الحكومة من فتح ملفات الفساد. نحن نتفهم صرخة الناس ضد السياسات التي أوصلت البلد إلى هذا الواقع الاجتماعي والمعيشي والمالي والاقتصادي، ونتفهم المطالب الشعبية بالإصرار على محاسبة الفاسدين الذين تسببوا بحالة الانهيار".
وأكد رئيس الوزراء اللبناني على تأييده للتعبير الديمقراطي عن الرأي لكنه حذر من تحويله إلى شغب، قائلا: "نحن مع كل تعبير ديمقراطي، خصوصا الذي يترجم وجع الناس، لكننا نرفض بشدة كل المحاولات الخبيثة لتشويه هذا التعبير بحرفه عن مساره عبر تحويله إلى حالة شغب تؤدي إلى الإساءة لهموم الناس ومطالبهم المحقة، وبالتالي الاستثمار السياسي في حالة الشغب لخدمة مطامع ومصالح وحسابات شخصية وسياسية".
وأضاف: "لذلك، وكما قلت سابقا، ممنوع العبث بالاستقرار الأمني، ويجب أن تكون هناك محاسبة لهؤلاء العابثين، والدولة لن تقف مكتوفة الأيدي. إن ما حصل في بعض المناطق من اعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وما تخلله من استهداف للجيش اللبناني والاعتداء على جنوده، يؤشر إلى وجود نوايا خبيثة خلف الكواليس لهز الاستقرار الأمني، وهذا لعب بالنار، وسيحرق أصابع أولئك الذين يريدون الاستثمار بدماء الناس لمصالحهم، وقد سقط شاب ضحية في طرابلس، نتقدم من ذويه بأحر التعازي".
وتابع دياب بالقول: "أنا أناشد اللبنانيين الذين خرجوا ضد الفساد والفاسدين الذين تسببوا بهذه الأزمة الخانقة، أن يقطعوا الطريق على أي محاولة لخطف ثورتهم على الفساد لاستثمارها في السياسة"، مؤكدا في الوقت نفسه أن "الحكومة ماضية في تلبية مطالب اللبنانيين بمكافحة الفساد، ولن يردعها شيء عن الاستمرار في مواجهة هذا التحدي".