"فحص كورونا" يؤجل لقاء معتقلين أردنيين مفرج عنهم في سوريا بعائلاتهم
عمان، الأردن (CNN)-- تلقّت عائلات أردنية، الأربعاء، خبر الإفراج الرسمي عن أبنائهم الذين كانوا معتقلين لدى السلطات السورية، بفرحة عارمة بعد فقدان الأمل في عودتهم منذ أشهر طويلة، تخللها ظروف اعتقال قاسية وغامضة في سوريا، فيما أجّل خضوعهم لفحص الإصابة بفيروس كورونا التقائهم بعائلاتهم بحسب ما تحدث بعضهم لـCNN بالعربية.
وأعلنت وزارة الخارجية الأردنية وشؤون المغتربين، الأربعاء، نبأ إفراج السلطات السورية عن 7 موقوفين أردنيين، تم نقلهم إلى الأراضي الأردنية، عبر إجراءات راعت الاحتياطات الوقائية ضد جائحة كورونا، بحسب بيان تلقت CNN بالعربية نسخة منه، مع الاشارة إلى إخضاعهم لفترة الحجر الصحي في أماكن عزل، لم تفصح عنها الحكومة الأردنية.
وبحسب ضيف الله الفايز، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، فإن "الجمهورية العربية السورية" أفرجت عن الموقوفين الأردنيين، بعد أن استجابت السلطات المعنية في الجمهورية العربية السورية الشقيقة مشكورة"، لطلب الأردن بالإفراج عنهم، ما أسفر عن إطلاق سراح 7 منهم.
وقال الفايز، لـCNN بالعربية، إن خلفيات توقيف الأردنيين المفرج عنهم، متفاوتة، كما أن مدد توقيفهم كذلك، مؤكدا أن أي "جهد يتعلق بالإفراج عن أي أردني في سوريا أو غير سوريا هو جهد مرحب به"، مضيفًا "لقد أجروا اتصالاتهم بعائلاتهم وسيتم نقلهم إلى مواقع للحجر الصحي حسب البروتوكول المعمول به في المملكة للعائدين من الخارج".
في هذه الأثناء، قالت إسراء ابنة الأردني المفرج عنه أحمد رحيب (49 عاما)، إن والدها الذي يعمل في تصدير واستيراد برادات الخضار والفاكهة، كان قد توجه إلى تركيا للعمل مع أحد أصدقائه من لبنان، إذ فقدت العائلة الاتصال به في 23 أكتوبر تشرين الأول الماضي 2019، ولم يبلغ عائلته أنه بصدد السفر إلى سوريا، حيث تم توقيفه واعتقاله، إلا أن العائلة علمت بنبأ الاعتقال، بعد أسبوعين من فقدان الاتصال به من صديقه الذي أفرج عنه بعد مفاوضات مع السلطات اللبنانية.
وأشارت إسراء في حديثها، إلى أن والدها سافر إلى سوريا للمرة الأولى حينها، وفي اتصاله مع العائلة، فور وصوله إلى الأراضي الاردنية عبر معبر نصيب جابر شمال المملكة، ظهرت تغييرات واضحة في نبرة صوته رغم الفرحة بالعودة، مبينا لهم أنه تعرض لوكعة صحية خلال الشهر الأول من اعتقاله وأجريت له عملية قسطرة قلبية، عدا عن الحبس الانفرادي لأشهر والانتقال بين سجن وآخر دون الاشارة إلى سبب الاعتقال والظروف التي مر بها.
وتابعت إسراء التي تعيش عائلتها في العاصمة عمّان، "كنا قد فقدنا الأمل في عودته، وعرض علينا سماسرة، دفع مبلغ 5 آلاف دينار أردني لإعادته.. وعندما اتصل بنا كانت نبرة صوته قد تغيرت ووجدنا أنه خسر وزنه، بعدما أرسل لنا صورة له عبر تطبيق "واتس آب" من خلال هاتف أحدهم".
أما عيسى عبد المحسن شقيق المفرج عنه الأردني، مصطفى عبد المحسن وهو من مواليد 1969 ويعمل مع إحدى الجهات الرسمية في البحرين، فأكد لـCNN بالعربية أن شقيقه جاء في إجازة سنوية إلى المملكة، وقرر زيارة دمشق دون إعلام أسرته المقيمة في محافظة جرش شمال البلاد، لزيارة بعض الأصدقاء.
وبين الشقيق عيسى، أن مصطفى غادر إلى سوريا عبر حدود جابر، بتاريخ 28 آب أغسطس 2019 وأن عائلته فقدت الاتصال به في 13 أيلول سبتمبر 2019، وهو التاريخ الذي كان من المقرر فيه أن يعود فيه إلى المملكة.
وأشار عيسى إلى أن شقيقه الذي يعمل في البحرين منذ سنوات، لم ترد أي معلومات بشأنه سوى قبل نحو يومين من وزارة الخارجية الأردنية، حيث اتصل دبلوماسي في القنصلية الأردنية في دمشق وأخبرهم بزيارته والاطمئنان عليه.
ومن المتوقع أن يصل المفرج عنهم إلى عائلاتهم، بعد انتهاء فترة الحجر الصحي، بحسب ما تم إبلاغهم به، وفقا لعيسى، لافتًا إلى أن شقيقه، خضع لفحص فيروس كورونا، وأنه من المتوقع نقله إلى موقع للحجر الصحي في شارع المطار بالعاصمة عمّان.
واعتقلت الحكومة السورية، عشرات الأردنيين، كانوا قد سافروا إلى سوريا من الأردن، منذ افتتاح معبر جابر نصيب الحدودي بين البلدين، منتصف أكتوبر تشرين الأول 2018، إضافة إلى عدد من المعتقلين في سنوات سابقة.