الأسد عن كورونا: نتجه لإعادة فتح الاقتصاد.. وقد نشهد "كارثة" أكبر من طاقتنا الصحية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – أكد الرئيس السوري بشار الأسد، الإثنين، أن البلاد تمضي نحو إعادة فتح الاقتصاد مجددا بعد الحظر الجزئي الذي فُرض سابقا لمواجهة جائحة كورونا ضمن ضوابط وتدابير معينة، وأشار إلى أن العالم يتعايش مع وجود هذا المرض، محذرا في الوقت نفسه من "انفجار" في أعداد الإصابات قد يفوق طاقة البلاد الصحية واللوجستية.
وقال الأسد خلال لقائه المجموعة المعنية بمواجهة جائحة كورونا، إن السلطات السورية كانت أمام خيارين، أولهما فرض حظر كامل وإغلاق الاقتصاد لاحتواء المرض وبالتالي إلحاق ضرر كبير بالظروف المعيشية للمواطنين، أو عدم اتخاذ إجراءات في هذا الصدد ما سيعني تفشي المرض على نطاق واسع.
وأكد الرئيس السوري أن حكومته رأت أن تذهب باتجاه "حل وسط" عبر فرض حظر جزئي وهو القرار الذي وصفه بـ"الأمثل" بناء على المعطيات التي كانت تشير إلى أن انتشار هذه الجائحة "مؤقت".
ولفت الأسد إلى أنه وبعد التوصل إلى قناعة بضبابية المستقبل بشأن انتهاء تفشي الجائحة، اتُخذ القرار بإعادة فتح الاقتصاد ضمن تدابير وضوابط بناء على الأولويات وشدد على ضرورة التعايش مع المرض وقال: "الحياة ستستمر بداء أو بدون داء"، على حد تعبيره.
ولفت الرئيس السوري إلى أن التدابير التي سترافق عملية إعادة فتح الاقتصاد ستكون "مرنة"، أي أنها قد تتغير وفقا للمعطيات والنتائج التي ستسفر عنها.
وتطرق الرئيس السوري إلى أعداد الإصابات في البلاد قائلا إن الأعداد قد تكون أكبر من المعلنة بكثير لأن الجهات المختصة لم تجر فحوصات لكافة أفراد المجتمع، لكنه رأى أن قلة أعداد الوفيات تؤشر إلى أن الإصابات غير المكتشفة ليست بالكبيرة.
وحذر الأسد من الظن بأن الأعداد القليلة للإصابات لا تعني بأن البلاد "خرجت من دائرة الخطر" بما يخص فيروس كورونا، وقال إن سوريا قد تشهد انفجارا بأعداد الإصابات خلال أيام أو أسابيع في حال تم التساهل في التعاطي مع هذا المرض من قبل المواطنين، وبالتالي ستكون البلاد أمام "كارثة" تفوق قدراتها الصحية واللوجستية.
وفي سياق متصل، تطرق الرئيس السوري إلى التحدي الاقتصادي في ظل الجائحة قائلا: "بالتوازي مع التحدي الصحي هناك تحد آخر هو التحدي الاقتصادي الذي نواجهه بعد حرب مستمرة منذ أكثر من 9 سنوات وحصار جائر على الشعب، وأتت جائحة كورونا لتخلق حالة من الانغلاق والانكماش الاقتصادي العالمي"، على حد تعبيره.
وأضاف الأسد قائلا: "وإضافة إلى كل ما سبق، هناك من استغل هذه الجائحة من بعض الجشعين وخلقوا حالة من الاحتكار من أجل تحقيق أرباح فاحشة على حساب المواطنين عبر رفع الأسعار".
ورأى الرئيس السوري أن على الحكومة أن تكسر "الحلقة الوسيطة" بين التاجر والمواطن عبر السماح للمزارعين ببيع منتجاتهم بالأسواق ليكون الفلاح والمواطن المتحكمين الرئيسيين بالأسعار كما دعا مؤسسة التجارة العامة إلى أن تكون "التاجر الأساسي" لصالح المواطن.