العاهل الأردني: تعليق اتفاق السلام مع إسرائيل "أحد الخيارات" إذا ضمت أراضي الضفة الغربية
عمان، الأدرن (CNN)-- حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الجمعة، من أنه في حال قيام إسرائيل، بضمّ أجزاء من الضفة الغربية في يوليو تموز المقبل، فإن ذلك سيؤدي إلى صِدام كبير مع المملكة الأردنية الهاشمية، بحسب تعبيره.
وأضاف الملك عبد الله الثاني، في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية، ونقلتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا"، الجمعة، أنه "لا يريد إطلاق التهديدات بشأن تعليق العمل باتفاقية السلام مع إسرائيل، أو تهيئة جواً للخلاف والمشاحنات، مؤكدا دراسته لجميع الخيارات".
واعتبر العاهل الأردني، في المقابلة، أن "القادة الذين يدعون لحل الدولة الواحدة لا يعلمون تبعاته"، موضحًا: "ماذا سيحصل إذا انهارت السلطة الوطنية الفلسطينية؟ سنشهد مزيدا من الفوضى والتطرف في المنطقة".
وتساءل الملك عبد الله، عما إذا " كان التوقيت مناسبا فعلاً لمناقشة ما إذا أردنا حلّ الدولة الواحدة أو حل الدولتين لفلسطين وإسرائيل، ونحن في خضمّ المعركة ضد جائحة كورونا؟ أم هل ينبغي علينا أن نناقش كيف بإمكاننا مكافحة هذا الوباء؟"، مؤكدًا موقف بلاده، "حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد الذي سيمكننا من المضي قدما."
وعن سعي الأردن لتعليق العمل باتفاقية السلام مع إسرائيل، قال :" لا أريد أن أطلق التهديدات أو أن أهيئ جواً للخلاف والمشاحنات، ولكننا ندرس جميع الخيارات. ونحن نتفق مع بلدان كثيرة في أوروبا والمجتمع الدولي على أن قانون القوة لا يجب أن يطبّق في الشرق الأوسط."
وحول فيما إذا كان "يشعر بالخذلان" في ظل اهتمام قادة الخليج بالحرب على إيران أكثر من الصراع "الفلسطيني- الإسرائيلي"، قال: "لقد واجه الأردن التحديات من قبل، لكن دعوني أكون منصفاً بحق أخي العزيز سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي وآخرين؛ فإن حلّ الدولة الواحدة ما زال مرفوضاً بشدة في اجتماعات جامعة الدول العربية. وعندما تم طرح خطة حل الدولة الواحدة قبل 6 أو 7 أشهر، رفضها أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأكدّ وقوف السعودية مع الدولة الفلسطينية."
وعن إدارة بلاده لأزمة فيروس كورونا وتداعيته، قال إن اتخاذ الأردن قرار" بإغلاق البلاد في وقتٍ مبكرٍ"، و عزل جميع الذين دخلوا إلى الأردن مباشرةً عبر المطار في فنادق، "سيطر على سرعة انتشار الفيروس"، فيما أشار إلى أنه يلتزم بقواعد التباعد الاجتماعي ويتنقّل بين شمال المملكة وجنوبها ويزور الاجهزة الأمنية، ويعمل على رفع معنويات شعبه، بحسب وصفه.
وعبّر الملك عن خشيته عالميا من تصاعد "خطر الموت جوعا" بشكل أكبر من خطر الفيروس نفسه، في ظل "واقع جديد يتسم بعدم اليقين، وبتقدم الأمن الغذائي والصحة كأولويات"، مشيرا إلى بدء الأردن بالاستثمار في تخزين القمح، الذي يكفيه مخزونه "لعام ونصف العام بشكل مريح"، على حد تعبيره.
وعن خشيته من وقوع احتجاجات في بلده الذي يستضيف مليوني لاجئ، ووجود مواطنين يواجهون الفقر قبل الأزمة، قال: "نحن جميعاً في العالم تحت ضغوطات اقتصادية، وفي الأردن يتلقى اللاجئون نفس الخدمات التعليمية والصحية التي يتلقاها المواطنون، وهذا بالطبع يمثل تحديًا".