مستشار أردوغان يجدد مهاجمة الإمارات رغم استنكار خليجي رسمي لسفير تركيا في السعودية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN—اشتدت وتيرة تبادل التصريحات وتعليقات مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية بشأن العلاقات بين الأمارات العربية المتحدة وتركيا.
فبالأمس جدد ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، هجومه على الإمارات وما وصفه بـ"الموقف العدائي الذي تسلكه وتبنيها سياسة ضد تركيا في كل الأصعدة".
جاء ذلك في مقال لأقطاي بصحيفة يني شفق التركية، بعنوان "صداقة الإمارات أخطر من عداوتها"، حيث قال: "لا أحد يجهل الموقف العدائي الذي تسلكه الإمارات ضد تركيا، حيث تتبنى الإمارات سياسة ضد تركيا في كل الأصعدة، ظانة أنها تحاول قطع الطريق أمامها. وبالطبع نحن لا نتحدث عن منافسة ضمن قواعد مشروعية وحدود مضبوطة، بل نتحدث عن عداء لا يمت للأخلاق بصلة ولا يعترف بقواعد، يقوم على الدسائس والألاعيب والحملات الممنهجة. بينما تركيا طالما تحاول عبر سياساتها الأكثر إنسانية وإيجابية، أن تكبح جماح هذه التحركات اللاأخلاقية وغير القانوني."
وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش كان قد عقّب في تغريدة سابقة على تصريحات "استفزازية" لوزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، حيث قال: "التصريح الاستفزازي لوزير الدفاع التركي سقوط جديد لدبلوماسية بلاده. منطق الباب العالي والدولة العليّة وفرماناتها مكانه الأرشيف التاريخي. فالعلاقات لا تدار بالتهديد والوعيد، ولا مكان للأوهام الاستعمارية في هذا الزمن، والأنسب أن تتوقف تركيا عن تدخلها في الشأن العربي".
وأضاف أقطاي في جزء من مقاله المطول: "دعونا نتذكر؛ حينما خرجت السعودية والإمارات في اتفاق رباعي ضد قطر، انبثق عن 13 مطلبًا على قطر أن تنفذه دون شروط مسبقة، ألم يكن حينها من بين تلك المطالب قطع العلاقات التجارية تمامًا مع إيران!. بينما الإمارات فرضت حصارًا وعقوبات على قطر بسبب علاقاتها التجارية مع إيران، فإنه بحسب بيانات منظمة الجمارك الإيرانية، بلغ حجم التبادل التجاري بين الإمارات وإيران 13.5 مليار دولار. نحن نأمل أن يتطور هذا التعاون أكثر وأكثر، فلا مشكلة لدينا في ذلك، وليرتفع حجم التبادل التجاري بين الدول الإسلامية أكثر من ذلك بكثير؛ إلا أنه لماذا قطر فقط تُلام وتُعاقب على ذلك؟".
وتابع قائلا: “هذا التناقض اللافت في منهجية العلاقات الإماراتية، لا بد أن يطرح على الأذهان سؤالًا حول نوع الولاء والصداقة الذي يمكن أن تتمتع به الإمارات إزاء حليفتها الأهم السعودية. يعني هل تقتضي العلاقة الاستراتيجية الجديدة بين الإمارات وإيران، أن يكون الهدف الجديد لها هو السعودية، التي تعتبر العدو الأبرز لطهران في جميع المحافل؟"
ويذكر أن مقال أقطاي يأتي بعد يومين من لقاء جمع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف فلاح مبارك الحجرف، مع سفير تركيا في السعودية، أردوغان كوك، حيث أعرب عن "استنكاره للتهديدات والتصريحات التي وجهها بعض المسؤولين في تركيا تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة"، مؤكداً على أن "أمن دول مجلس التعاون الخليجي كل لا يتجزأ، انطلاقا من مبدأ الدفاع المشترك في إطار مجلس التعاون والتمسك مجلس التعاون بالحفاظ على الأمن العربي ورفض التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية".
وأكد الحجرف في لقائه وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية حينها "حرص مجلس التعاون على أمن واستقرار المنطقة وتطوير العلاقات مع دول الجوار بما يحقق المصالح المشتركة على أساس احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والالتزام بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة المبنية على حل الخلافات بالطرق السلمية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها".