مفتي مصر يستدل بالإمام مالك ويبرر التوسل عند أضرحة الأولياء
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—تناول مفتي مصر، شوقي علام، موضوع أضرحة الأولياء وذهاب الناس إليها في رد على سؤال حول حكم التبرك وطلب المساعدة من "أصحاب الكرامات" مستدلا بما كان الإمام مالك يفعله في المدينة المنورة.
جاء ذلك في مقابلة لعلام على قناة صدى البلد، حيث سُئل: "دور السينما تستقبل فيلم يتحدث عن الشكاوى لأصحاب الكرامات، يعني أن أذهب وأضع شكوى لسيدنا الحسين؟ وفي هذه الشكوى أقول يا سيدنا الحسين أشف إبني حاجات أخرى في هذا السياق، التوسل بالأضرحة على هذه الطريقة جائز؟"
أجاب علام قائلا: "أنا أذهب إلى المعنى والعمل الصالح الذي كان، ولا أذهب إلى مكان بذاته، بمعنى: عندما انحدرت صخرة على غار كانت فيه ثلاثة أشخاص من بني إسرائيل كما يرويه البخاري وهذه الصخرة العظيمة سدت باب الغار وأنه لا يمكن النجاة بحال من الأحوال، عند ذلك قال أحدهم لن ينجينا ولن يخرجنا من هذا المأزق إلا بأن نذكر صالح الأعمال، ماذا قدمت أنا في حياتي؟ وكنت في هذا العمل مخلصا إخلاصا شديدا فكل منهم قدم.. فكأنما فكرة العمل الصالح وفكرة القرب من الله سبحانه وتعالى لها مكان عظيم جدا.."
وتابع قائلا: "ولذلك لما تلحظ مسلك الإمام مالك وهو في الجيل الثالث بعد سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم، يعني قريب جدا من مسلك سيدنا رسول الله وفاهم المسألة إزاي، فلما يأتي احد الناس يرفع صوته في مسجد رسول الله، يقول لا ترفع صوتك، فيقول له الرجل لماذا؟ فيجيب لأن الله تعالى يقول: يا أيها الذين آمنو لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي، ولا تجهروا له بالقول، يقول لكن رسول الله ليس معنا فيقول بل هو معنا رسول الله حي بسنته وحي في مكانه فلا نرفع صوتنا معه.."
وأردف: "عندما يمشي في المدينة وهذا هو الأمر المهم، كان لا يركب دابة، فلما سئل رضي الله عنه، لماذا لا تركب دابة في المدينة؟ قال أخشى أن تطأ الدابة بقدمها موضعا كان يمشي فيه رسول الله صل الله عليه وسلم، أنت يا إمام مالك تقدس التراب؟ لا، لا أقدس المكان ولكن أذهب إلى المعنى، من يعيش في هذا المكان؟ رسول الله صل الله عليه وسلم.. لذلك عندما نذهب إلى المدينة المنورة والطائرة بدأت تنزل بتشعر بأمور أخرى لم أشعر بها وأنا في مصر وكلما نقترب منه صل الله عليه وسلم المعنى بيزداد، لأجل المكان أم لأجل صاحب المكان؟ والمكان لم يشرف إلا به صل الله عليه وسلم .."
وخلص المفتي بالقول: "لذلك عندما أذهب إلى أولياء الله الصالحين، فانا أذهب إلى هذا المعنى الراقي، الولي الذي قدم لله عز وجل تاريخا مضيئا منيرا فكان أقرب على الله سبحانه وتعالى، فلأجل هذا القرب ولأجل هذه البركة أنا معه.."