رأي.. بشار جرار يكتب من واشنطن: "جولة وحملة ورحلة" طيران مباشر
هذا المقال بقلم بشار جرار، متحدث ومدرب غير متفرغ مع برنامج الدبلوماسية العامة - الخارجية الأميركية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
لم يمهل معارضو "اتفاقات إبراهيم"، وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حتى يتم جولته فيصدروا أحكامهم المسبقة التي عادة ما تتسم إما بالقطعية أو الرغائبية. أما وقد اختتمت الزيارة بنجاح في محطاتها كافة على الأقل بحسب ما صدر عن الجانبين (الأمريكي والدولة المضيفة)، فإن الفرصة متاحة أمام الجميع للبناء على ما تم تحقيقه، ويبدو أن ذلك سيتم سريعا عبر جولة جاريد كوشنير مستشار الرئيس دونالد ترامب وصهره خلال ايام قليلة.
وشكلت جولة بومبيو سابقة في التاريخ عندما حطت طائرته في مطار الخرطوم قادمة من مطار بن غوريون في إسرائيل في أول رحلة مباشرة. تماما كما سيقوم كوشنير بعد أيام باصطحاب مسؤولين إسرائيليين في أول رحلة جوية رسمية من إسرائيل إلى الإمارات لحث الخطى فيما قد يكون مؤتمرا إقليميا للسلام قد تستضيفه الولايات المتحدة أو الإمارات لعدد من الدول من بينها تشاد إضافة إلى الدول التي شملتها جولة بومبيو وهي بالإضافة إلى إسرائيل والإمارات كلا من السودان ومملكة البحرين وسلطنة عمان.
لعل من أكثر النقاط حساسية هو ما تصدر الجولة وسبقها، وهي مسألة شراء الإمارات طائرات الشبح الأكثر تطورا في العالم من طراز F-35. بصرف النظر عن اللغط الذي ما زال موضع تراشق كلامي مؤسف بات يقدح كثيرا من الشرر المتطاير هنا وهناك، فإن الصفقة ماضية لا محالة. كل ما في الأمر هو تجديد بومبيو الالتزام الراسخ العلني الأمريكي على اختلاف إداراته الجمهورية والديمقراطية بضمان التفوق الاستراتيجي لإسرائيل في المنطقة. ولا أذيع سرا أن تلك المسألة لم تغب عن أي صفقة سلاح لأي دولة عربية أو إسلامية من سادة تصدير السلاح في العالم وليس أمريكا وحدها.
والمتتبع للتصريحات الصادرة عن المحطات الخليجية في جولة بومبيو يرى ملف إيران طاغي الحضور، وما كان حضور بريان هوك على يمين بومبيو بالأمر العفوي، فهو مسؤول الملف الإيراني في الخارجية الأمريكية الذي حققت حملة "أقصى الضغط" أهدافها قبل قراره الاستقالة من منصبه.
بطبيعة الحال، لم تخل تصريحات المعارضين أو المتحفظين على جولتي بومبيو وكوشنير (المرتقبة) من إشارات إلى ربط التطبيع بمبادرة السلام العربية أو الجهة صاحبة السيادة في الانضمام لاتفاقات إبراهيم كما هو الحال مثلا في البحرين والسعودية والكويت والسودان. لكن ما يعلو صوته على منصات التواصل الاجتماعي يشير إلى أن تسمية ترامب لل"اختراق التاريخي العظيم" بـ"اتفاقات إبراهيم" بصيغة الجمع لم يكن خطأ مطبعيا.