بايدن: سنعيد تقييم علاقتنا بالسعودية.. وهيومن رايتس ووتش تطالب بعدم المشاركة بـ"تبييض صورة" الحكومة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – أكد المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية، جو بايدن، أن إدارته ستعيد تقييم العلاقات الأمريكية مع السعودية وستنهي دعم واشنطن للحرب في اليمن ولن تساوم على قيمها بهدف بيع الأسلحة أو شراء النفط، في الوقت الذي وجهت فيه منظمة "هيومن رايتس ووتش" تحذيرا للمشاهير والمستثمرين على حد سواء، من المساهمة بـ"تبييض صورة" الحكومة السعودية وتغطية انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها، وذلك في بيانين منفصلين صدرا عن بايدن والمنظمة بمناسبة الذكرى الثانية لمقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده بإسطنبول التركية.
وقال المرشح الديمقراطي في البيان الذي نشره عبر موقعه الرسمي: "قبل عامين، أقدم عملاء سعوديون، بما يعتقد أنه توجيه من ولي العهد، محمد بن سلمان، على قتل وتقطيع الصحفي السعودي المنشق والمقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، جمال خاشقجي".
وأضاف بايدن في بيانه قائلا عن خاشقجي: "تهمته، التي دفع حياته ثمنا لها، كانت أنه انتقد سياسات حكومة بلاده"، وتابع: "أحد (الحداد) اليوم مع الكثير من الرجال والنساء السعوديين الشجعان، والناشطين والصحفيين والمجتمع الدولي، على موت جمال وأكرر نداءه للشعوب في كل مكان بأن تمارس حقها الكوني بالحرية"، على حد تعبيره.
وفيما يتعلق بالخطوات التي يخطط لاتخاذها بهذا الصدد في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، قال بايدن: "بظل إدارة بايدن وهاريس (نائب الرئيس المحتمل كامالا هاريس) سنعيد تقييم علاقاتنا بالمملكة،وسنوقف الدعم الأمريكي لحرب السعودية في اليمن، وسنضمن ألا تساوم أمريكا على قيمها من أجل بيع الأسلحة أو شراء النفط"، حسب قوله.
وتابع بايدن قائلا: "التزام أمريكا تجاه القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان سيكون أولوية، حتى مع أقرب شركائنا على الصعيد الأمني"، وأضاف: "سأدافع عن حقوق الناشطين، والمنشقين السياسيين، والصحفيين حول العالم، ليقولوا ما يفكرون به دون خوف من المحاسبة والعنف".
وأكد المرشح الديمقراطي أن موت خاشقجي "لن يمر عبثا"، وشدد على أن الجميع مدين لذكراه بالقتال من أجل الوصول إلى عالم حر وعادل، وفقا للبيان.
من جانبها، أصدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بيانا حذرت فيه المشاهير من فنانين ورياضيين إلى جانب المستثمرين من المشاركة بالمناسبات الي تنظمها الحكومة السعودية، منوهة إلى أن الرياض تتبع استراتيجية استقطاب المشاهير وإقامة فعاليات فنية ورياضية لـ"تبييض صورتها"، وتغطية انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها وتنفق في سبيل ذلك مليارات الدولارات.
وأعلنت المنظمة إطلاق حملة لمكافحة محاولات المملكة "تبييض صورتها" وتغطية انتهاكاتها، عبر إبلاغ القطاعين الترفيهي والرياضي حول سجل السعودية المتعلق بحقوق الإنسان، وأشارت إلى أن الحملة ستشمل المنظمين والمشاركين بفعاليات ضخمة ترعاها الحكومة السعودية، مطالبة إياهم بالتحلي بالشجاعة والحديث علنا عن انتهاكات حقوق الإنسان أو عدم المشاركة بالفعاليات التي يكون الهدف منها "تبييض صورة" الحكومة.
وقال نائب مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، مايكل بيج: "حاولت الحكومة السعودية على مدار عامين بشتى الوسائل، دفن قضية قتل جمال خاشقجي عبر محافل وفعاليات رياضية"، وأضاف قائلا: "وحتى يُحاسب الجناة على هذا وجرائم أخرى ارتكبتها القيادة السعودية، أولئك الذي يتنفعون بصمت من المملكة يعرضون أنفسهم لخطر الاتهام بالمشاركة بتبييض الانتهاكات السعودية"، وفقا للمنظمة.
ودعت المنظمة رجال الأعمال إلى الحذر من المشاركة في عملية تبييض سمعة الحكومة السعودية، منوهة بما تنص عليه المواثيق الأممية ذات الشأن.
وحاولت CNN التواصل مع السفارة السعودية في واشنطن عبر البريد الإلكتروني للتعليق على بيان المنظمة وعرضها صورة خاشقجي على مقرها، لكن (السفارة) لم تجب.
يذكر أن السعودية كانت قد أصدرت أحكاما نهائية بحق 8 من المتهمين بالضلوع بمقتل خاشقجي وحكمت عليهم بالسجن لمدد مجموعها 124 عاما، وأغلقت ملف الدعوى بعد أن أسقط ذوو الضحية حقهم.