إرثه الطويل على المحك.. من هو بنيامين نتنياهو وكيف شكل إسرائيل الحديثة؟
(CNN) بنيامين نتنياهو هو أطول رؤساء وزراء إسرائيل حكماً، متجاوزاً الأب المؤسس للبلاد دافيد بن غوريون. نتنياهو، المعروف باسم بيبي، ناج سياسي.
بنى مسيرته على وعد أنه سيبقي إسرائيل آمنة ونهج لا هوادة فيه تجاه جيرانها. ولد في تل أبيب، ونشأ في منزل صهيوني محافظ.
انضم إلى القوات الخاصة بالجيش الإسرائيلي، وقاد مهاماً لفرقة الكوماندوس. شقيقه الأكبر، ياني، قاد مهمة عسكرية في أوغندا عام 1976 لتحرير ركّاب، العديد منهم إسرائيليون كانوا داخل طيارة مخطوفة. أُنقذ الركاب لكن ياني تعرض للقتل، وترك ذلك الأمر أثره.
في أواسط الثمانينيات، كان نتنياهو وجه إسرائيل في أمريكا، حيث خدم كسفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة. ومع اندلاع حرب الخليج في 1991، أصبح شخصية إعلامية.
بالعودة إلى الوطن، بدأ نتنياهو بالصعود في سياسة الحزب اليميني، محتجاً على أي صفقة مع الفلسطينيين، بما فيها اتفاقيات أوسلو للسلام في عام 1993، التي كان يقودها رئيس الوزراء حينها، إسحق رابين.
في عام 1996، وبعد وقت وجيز من اغتيال متطرفين يهود لرابين، فاز نتنياهو بالانتخابات، ليصبح أصغر رئيس وزراء في إسرائيلي، لكنه يواجه حتى اليوم انتقادات لتحريضه على العنف ضد سلفه باستخدام صور خطرة، تهمة لطالما رفضها.
كرئيس وزراء، وقع اتفاقيتين مع الفلسطينيين، بناء على تلك التي وقعها أسلافه، مع قيامه في الوقت ذاته بزيادة إنشاء المستوطنات التي تعتبر غير شرعية بحسب القانون الدولي.
لكن فترته كرئيس وزراء كانت قصيرة، بعد خسارة الانتخابات في عام 1999.
إحدى إنجازاته المحلية كانت النجاح الاقتصادي، حيث أشرف على ظهور إسرائيل كمركز للتكنولوجيا والابتكار.
أما كرئيس وزراء، يواجه هجمات صاروخية من غزة، فقد خاض حربين ضد حماس، ولا تزال عملية حصار مليوني شخص في غزة مستمرة باسم الأمن. لكن محادثات أصبحت جزئاً من الماضي، مع قول نتنياهو إنه لا يرى شريكاً فلسطينياً. غير أن الفلسطينيين قالوا إن اهتمامه ليس صادقاً.
وبالمضي قدماً، لطالما وظف نتنياهو مصداقيته في السياسة الخارجية، محتجاً بشكل ثابت ضد إيران، ما وضعه في موقف معاكس مع الاتحاد الأوروبي ومع إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما.
علاقة نتنياهو مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أتت بنتائج عظيمة لنتنياهو، إذ نُقلت السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، بينما اعترفت الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان - لتعكس سياسة طويلة الأمد - بجانب إلغاء معارضة الولايات المتحدة بناء مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
شهد عام 2020 اتفاقيات تطبيع مع الإمارات وغيرها من الدول العربية، كما شهد أيضاً فيروس كورونا. كان سجل نتنياهو في التعامل مع الجائحة متبايناً، لكن تركيزه على اللقاحات وقدرة إسرائيل على تطبيق سياسات التطعيم السريعة جلب له إشادة كبيرة في البلاد، وخصوصاً في الخارج.
لكن هناك ظل قانوني فوقه قد يعيد تشكيل إرثه، فهو أول رئيس وزراء إسرائيلي قائم يمثل أمام المحكمة كمُدعى عليه متهم في 3 قضايا مختلفة. نتنياهو يُحاكم الآن بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، دفع ببراءته ضد كل هذه التهم.
ومهما كانت نتيجة المحاكمة، فبعد ما مجمله 15 عاماً من قيادة إسرائيل، لا يوجد شك بأن بنيامين نتنياهو فعل المزيد لتشكيل هذا البلد الصغير أكثر من أي شخص آخر في الآونة الأخيرة.