مصر: محطة "بحر البقر" تسجل 3 أرقام قياسية.. وخبراء يوضحون تأثيرها على توفير المياه والحد من التلوث
القاهرة، مصر (CNN)-- افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، مشروع محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، بتكلفة بلغت 18 مليار جنيه (1.14 مليار دولار)، بطاقة إنتاجية 5.6 مليون متر مكعب يوميًا، لتصبح أكبر محطة لمعالجة المياه ثلاثيًا في العالم.
وسيتم نقل المياه المعالجة لتساهم في استصلاح 476 ألف فدان لتنمية سيناء، فيما أشاد خبراء بالأهمية الاقتصادية لهذه المحطة في معالجة أزمة المياه التي تواجهه مصر وفي الوقت نفسه الحد من التلوث باستغلال مياه المصرف في استصلاح أراضي صحراوية جديدة في سيناء بدلًا من إلقائها في بحيرة المنزلة.
وسجلت موسوعة "غينيس"، 3 أرقام قياسية جديدة لمشروع محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر في مصر وهي أكبر محطة معالجة على مستوى العالم بإنتاجية 64.8 م3/ث، وأكبر محطة معالجة حمأة بإنتاجية 360 كجم/ث، وأكبر محطة توليد و تشغيل أوزون ( وحدة واحدة) بإنتاجية 0.1792/ث، وتضم المحطة 4 وحدات بتصرف 1.4 مليون م3/ يوم/ وحدة، وتم إقامتها على مساحة 155 فدان، بحسب بيانات وزارة الري.
وتعاني مصر من الشح المائي، وتعد من أكثر دول العالم التي تعاني من فجوة كبيرة بين الموارد والاحتياجات المائية، واتخذت الحكومة خطة لتعويض هذه الفجوة من خلال إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي، بهدف معالجة ملوحة مياه الصرف الزراعي، ومنع تداخل مياه البحر مع المياه الجوفية وتحسين البيئة، ونفذت محطتين معالجة مياه الصرف بشرق الدلتا وهما محطة مياه مصرف المحسمة بطاقة مليون متر مكعب يوميًا، ومحطة مياه مصرف بحر البقر بطاقة إنتاجية 5.6 مليون متر مكعب في اليوم، وفي غرب الدلتا تبني محطة معالجة مياه المصارف بطاقة إنتاجية 6 ملايين متر مكعب يوميًا، سوف تستخدم في توفير مياه لمشروع الدلتا الجديدة، بالإضافة إلى إنشاء أكثر من 450 محطة خلط وسيط.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، على الأهمية الاقتصادية لمحطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، قائلًا إن مياه مصرف بحر البقر كانت تصنف كأسوأ أنواع المياه في مصر، نظرًا لأن المصرف كان يستقبل كميات هائلة من الصرف الصحي للمساكن والقرى المار بها، وفي الوقت نفسه مخلفات عدد كبير من المصانع، علاوة على مخلفات أخرى تلقى بالمصرف، ولذا كان يتم تجنب استخدام مياهه في ري الأراضي الزراعية الواقعة شرق الدلتا أو في الأراضي المستصلحة بسيناء"، مضيفًا: "لذلك مع إنشاء محطة لمعالجة مياه هذا المصرف يمكن استغلالها في استصلاح نحو 400 ألف فدان في شمال سيناء وكذلك لإمداد المصانع بالمياه".
وأشار نور الدين، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، إلى أهمية أخرى لمحطة معالجة بحر البقر في الحد من التلوث البيئي، موضحًا أن مصرف بحر البقر كان يصب المياه في بحيرة المنزلة، وهي إحدى أكبر البحيرات في مصر، مما يؤثر سلبًا على بيئة البحيرة ويتسبب في انخفاض إنتاجية الأسماك، ولكن مع تشغيل المحطة سيتم معالجة كافة مياه المصرف وبالتالي سينخفض التلوث ببحيرة المنزلة، مما سيؤدي إلى زيادة الإنتاجية من الثروة السمكية بالبحيرة وزيادة دخل الصيادين علاوة على منع انتشار الأمراض.
وتؤثر الزيادة السكانية والتغيرات المناخية سلبًا على موارد مصر المائية، وفي سبيل معالجة هذا التحدي تعمل الحكومة المصرية على عدة مشروعات ضخمة لتوفير مياه للري أبرزها محطات معالجة مياه الصرف، ومشروعي تأهيل وتبطين الترع، والتحول لنظم الري الحديث، وبحسب وزير الموارد المائية والري محمد عبدالعاطي، فإن مصر ستصبح الدولة الأولى على العالم في إعادة استخدام المياه بعد اكتمال إنشاء مشروعات محطات معالجة مياه الصرف وتبطين الترع.
من جانبه، أكد المهندس علي عيسى رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، على الفرص الاستثمارية الضخمة التي توفرها محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر سواء خلال إنشائها، حيث تم تنفيذها بواسطة القطاع الخاص، والذي ساهم في إمداد المشروع بكافة المكونات، أو في استغلال مياه المحطة في مشروعات استصلاح الأراضي الواقعة في شمال سيناء، مشيرًا إلى أن القطاع الخاص يشارك بشكل كبير في مشروعات استصلاح الأراضي الجديدة التي تطرحها الحكومة.
ولفت عيسى، في تصريحات خاصة لـ"CNN بالعربية"، إلى أن المياه المعالجة بمحطة مصرف بحر البقر يمكن استغلالها في الاستصلاح الزراعي بأمان نظرًا لجودة إنتاجية مياه المحطة ومطابقتها للمعايير العالمية، منوهًا إلى أن محطات معالجة مياه الصرف إحدى حلول الدولة لمواجهة أزمة ندرة المياه في مصر.