خريطة توضح مجريات أحداث "الانقلاب العسكري" في السودان
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— حلّ الجيش السوداني حكومة تقاسم السلطة وأعلن حالة الطوارئ يوم الاثنين، مما دفع البلاد إلى أكبر أزمة سياسية في الفترة الانتقالية المستمرة منذ عامين.
يأتي الانقلاب بعد أشهر من التوترات المتصاعدة في البلاد، حيث تقاسمت الجماعات العسكرية والمدنية السلطة في تحالف انتقالي هش، يسمى مجلس السيادة، منذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير من السلطة في عام 2019.
اقتحمت القوات العسكرية، صباح الاثنين، محطة الإذاعة الحكومية السودانية واحتجزت عاملين في مدينة أم درمان قرب العاصمة الخرطوم، بحسب وزارة الإعلام.
مع انتشار تقارير عن استيلاء عسكري على ما يبدو في جميع أنحاء البلاد، شوهد المتظاهرون يتجمعون في الخرطوم ويشعلون النيران ويقيمون حواجز على الطرق.
وتعرض حمدوك لضغوط لإصدار بيان "يدعم الاستيلاء"، كما جاء في بيان صادر عن وزارة الإعلام، لكنه دعا المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية إلى النزول إلى الشوارع باحتجاجات سلمية.
وقالت الوزارة إن "رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك يطلب في رسالة من إقامته الجبرية من السودانيين التمسك (بوسائل الاحتجاج) السلمية واحتلال الشوارع دفاعا عن ثورتهم".
أظهرت مقاطع فيديو متعددة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الاثنين مئات المتظاهرين وهم يسيرون باتجاه مقر الجيش وهم يهتفون: "نحن نسير ونحن نحمل القلق في قلوبنا والقلق ينام في صدور الناس".
وأظهرت بعض مقاطع الفيديو متظاهرين وهم يزيلون الأسلاك الشائكة التي كانت موضوعة عبر طريق وسط تقارير عن إغلاق شوارع في عدة أجزاء من المدينة.
وقالت وزارة الإعلام في بيان آخر إن رصاصات أطلقت على متظاهرين كانوا يتظاهرون ضد الانقلاب أمام القيادة العامة السودانية بالمدينة. وقالت الوزارة إن هناك ضحايا لكنها لم توضح عدد الطلقات التي أطلقت أو من أطلق النار على المتظاهرين.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية المتحالفة مع المكون المدني لمجلس السيادة المنحل، إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 80 في الحادث. وقالت الجماعة في وقت سابق إن شخصين على الأقل تعرضوا للقتل.
في وقت سابق يوم الاثنين، قال شاهد عيان لشبكة CNN إن المتظاهرين أغلقوا ثلاثة جسور رئيسية في الخرطوم، بما في ذلك جسر يربط أم درمان بالعاصمة ويؤدي إلى القصر الرئاسي. وقال شاهد عيان إن قوات الأمن أطلقت لفترة وجيزة الغاز المسيل للدموع بالقرب من ذلك الجسر لتفريق المتظاهرين، موضحا أن قوات الأمن التي تقوم بدوريات في الشوارع هي بالأساس عسكرية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية. وأضاف شاهد العيان أنه كان هناك تواجد ضئيل للشرطة في الشوارع.
مع انتشار الفوضى في جميع أنحاء العاصمة، تم إلغاء الرحلات الجوية من مطار الخرطوم الدولي، وتعطل شبكات الهاتف المحمول والوصول إلى الإنترنت.