السودان: مظاهرات حاشدة في نطاق القصر الرئاسي بالخرطوم بذكرى الثورة ضد البشير
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تظاهر عشرات الآلاف من السودانيين، الأحد، في نطاق القصر الرئاسي بالخرطوم، احتجاجًا على الانقلاب في البلاد، تزامنا مع الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة ضد حكم الرئيس السابق عمر البشير.
وقدم المتظاهرون من مختلف مناطق الخرطوم ومناطق أخرى خارج العاصمة لإحياء ذكرى الثورة، التي انطلقت شرارتها الأولى من مدينة عطبرة (على بعد 310 كيلومترات شمالي الخرطوم) في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2018.
وردد مشاركون في التظاهرات هتافات مناهضة للسلطة الانتقالية في السودان، برئاسة الفريق عبدالفتاح البرهان وحكومة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك.
وأظهرت لقطات مصورة متناقلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي اشتباكات بين قوات الأمن وعدد من المتظاهرين، فيما أطلق الأمن الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لفض التجمعات قرب القصر الرئاسي، فيما حدثت اشتباكات بين الطرفين قرب قصر الرئاسة.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن "بعض المواكب القاصدة إلى القصر (الرئاسي) لعنف شديد من قوات المجلس الانقلابي، ما أدى إلى حدوث إصابات نعمل الآن على حصرها".
وتحدثت اللجنة عن تظاهرات تزامنية في عشرات المدن السودانية، مُشيرة إلى خروجها في "مواكب لإسقاط حكم العسكر والاتفاق الذي يختبئون من خلفه".
وتأتي تظاهرات الأحد ضمن احتجاجات مستمرة منذ إطاحة رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبدالفتاح البرهان، بحمدوك نهاية أكتوبر/تشرين الأول، قبل إعلانهما التوصل إلى اتفاق بعودته إلى منصبه الشهر الماضي.
وفي وقت سابق اليوم، قال البرهان، في بيان له نشرته وكالة الأنباء السودانية بمناسبة الذكرى الثالثة للثورة: "نأمل أن نصل في نهاية الفترة الانتقالية إلى حكومة منتخبة (...) لاستكمال مطلوبات ثورة ديسمبر المجيدة".
ويوم السبت، دعا حمدوك قوى الثورة إلى ضرورة التوافق على ميثاقٍ سياسي "يُعالج نواقص الماضي ويُنجِزُ ما تبقى من أهداف الثورة والانتقال الديموقراطي".
وقال حمدوك، في بيان: "إننا نواجه اليوم تراجعًا كبيراً في مسيرةِ ثورتنا، يهدد أمن البلاد ووحدتها واستقرارها، ويُنذرُ ببداية الانزلاق نحو هاويةٍ لا تُبقي لنا وطناً ولا ثورة"، بحسب وكالة الأنباء السودانية.
وأكد "أن توقيعي على الاتفاق السياسي في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 لم يأتِ استجابةٍ لتقديراتٍ ذاتيةٍ غير ناضجة أو تحت ضغطٍ من أحد، إنما جاء عن قناعةٍ تامةٍ منِّي أن هذا الاتفاق في حدِّه الأدنى سيؤدي إلى حقن دماءِ شبابنا وشاباتنا رغم اقتناعي باستعدادهم للبذل والتضحية من أجل أحلامهم للوطن".