آيات الرفاعي قُتلت بسبب "مفك براغي" و "إبريق ماء ساخن".. اعترافات صادمة للمتهمين
دمشق، سوريا (CNN) -- قوبل نشر وزارة الداخلية السورية اعترافات "الجناة" بقضية مقتل الشابة آيات الرفاعي، الخميس، بنوعٍ من الارتياح على مواقع التواصل، وسط هول الصدمة من إقرار زوج الضحية ووالده ووالدته بكمية العنف الذي تعرضت له الضحية ليلة مفارقتها للحياة في ٣١ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢١.
وظهر زوج آيات، ووالده، ووالدته مكبلي الأيدي، وهم يدلون باعترافاتهم، بالتسبب في مقتلها، نتيجة تعرضها للضرب ٣ مرات ليلة وفاتها، اثنين منهما على يد والد الزوج، إحداهما بعصاة خشبية يغطى رأسها المسامير، قبل أن يكمل الزوج على ضحيته بضرب رأسها بالحائط بقوة لـ٤ أو ٥ مرات حتى سقطت مغشيًا عليها، وتركها وغادر غرفته بحسب اعترافه.
"صار الحيط يرج"؛ هكذا وصف والد ووالدة المتهم بقتل زوجته قوة الضربات التي تعرضت لها آيات، ورغم ذلك لم يبادروا للتدخل أو تفقد حالتها، بل أكملا حياتهما بصورةٍ طبيعية، إلى أن اكتشف حفيدهما بعد ساعة أنها "فاقدة للوعي" حينما أراد إحضار المكواة من غرفتها بطلبٍ منهم.
"لا من تمها ولا من كمها"؛ بهذه العبارة وصفوا حالتها حينما فوجئوا بفقدانها الوعي، وحاولوا إيقاظها دون جدوى، قبل أن ينقلوها للمشفى الحكومي القريب من منطقة سكنهم، وكانت قد فارقت الحياة.
المتهم بقتلها اختصر علاقته بزوجته السابقة، وضحيته: "اتزوجت آيات من ٣ سنين، وما كانت تعجبني، ولا تعجب أهلي..."، وأقر والده بتعريض ضحيتهم المستمر للتعنيف وإساءة المعاملة: تصرفات البنت ما عجبتنا، وصرنا نضربها عالطالعة والنازلة، ونمنعها من الطلعة من البيت أنا، وابني، ومرة عمها..."
ورغم بشاعة مسألة التعنيف، بدا مذهلًا الأسباب التي تعرضت آيات لكل هذا الضرب بسببها والذي أفضى لمقتلها، كسؤالها من جانب والد زوجها عن إبريق ماء ساخن، ومفك براغي نفت علهما بمكان وجوده، وذلك بحسب ما أقر في فيديو الاعترافات الذي نشرته وزارة الداخلية السورية.
وكان وزير الداخلية السوري اللواء محمد رحمون قد استقبل عائلة آيات الرفاعي، واستمع لمطالبهم بشأن حادثة مقتلها، وأخبرهم بإحالة الموضوع لفرع الأمن الجنائي للتوسع بالتحقيق ومتابعة كل المتدخلين، وأكد أن "هذه القضية تخص المجتمع، ولا يمكن السماح بالتدخل أو حرف مجريات التحقيق"، وبناء عليه تم اعتقال شقيق المتهم بعدما قام بتهديد ذوي الضحية.
وهزت قضية مقتل آيات الرفاعي الرأي العام السوري، بعد انتشار خبر مقتلها على يد عائلة زوجها مطلع العام الجديد، ونشرت وزارة الداخلية في سوريا بيانًا قبل أيام تحدثت فيه عن خلاصة التحقيق الأولي بمقتلها.
وأكد أديب المهايني المحامي العام الأول بدمشق في تصريحاتٍ إعلامية قبل يومين، أن "التحقيقات لا تزال مستمرة في قضية المغدورة آيات الرفاعي... وعندما تؤكد التحقيقات أن سبب الوفاة هو التعنيف، فإن عقوبة القتلة ستتراوح بين الإعدام والسجن المؤبد، وفاعل الجريمة والمساعد فيها والمتستر عليها سوف ينالون عقابهم العادل" على حد وصفه.
وأعادت قضية مقتل الشابة آيات الرفاعي قضية النساء المعنفات في سوريا إلى الواجهة، ما دفع "الهيئة العامة لشؤون الأسرة والسكان"، إلى إطلاق حملة "لا تسكتي" التي تستهدف حماية النساء السوريات المعنفات.
وبينت سمر السباعي رئيسة الهيئة في تصريحاتٍ نقلتها وكالة الأنباء السورية "وجود حالات كثيرة مشابهة لحالة آيات في المجتمع"، وذكرت أن "العنف ازداد خلال سنوات الحرب بكل أشكاله، وأغلب الحالات التي تتعامل معها الهيئة يبلغ عنها المجتمع المحلي..."
وأصدرت "الهيئة العامة لشؤون الأسرة والسكان"، بيانًا عبر حساباتها على مواقع التواصل بيانًا، ذكّرت فيه بالرقم الهاتفي المخصص للتبليغ عن حالات العنف الأسري، وأشارت إلى تقديمها "عددًا كبيرًا من الخدمات بسرية تامة، وأهمها حماية الناجين من العنف، وتقديم الخدمة القانونية، والدعم النفسي، والتمكين الاقتصادي.