سوريا.. داعش استغرق 6 أشهر ليخطط لاقتحام سجن الحسكة.. والقتال مستمر لرابع يوم
أتلانتا، الولايات المتحدة (CNN)-- قالت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المتحالفة مع الولايات المتحدة، الأحد، إن الاشتباكات مع المسلحين مستمرة لليوم الرابع قرب سجن غويران في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا. ويضم السجن الآلاف من عناصر تنظيم داعش الإرهابي.
وشارك ما لا يقل عن 200 من مقاتلي داعش في هجوم على السجن، بحسب قوات سوريا الديمقراطية، التي قالت إن بعضهم جاء من مناطق رأس العين وتل أبيض في سوريا وآخرون من منطقة الرمادي في العراق. وقالت "قسد" إن هذه التفاصيل تم الحصول عليها بعد اعترافات من "الإرهابيين" الأسرى الذين شاركوا في الهجوم.
وأشارت قوات سوريا الديمقراطية إلى أن المعتقلين قالوا إن الهجوم استغرق ستة أشهر من التخطيط.
وقالت "قسد"، الأحد، إن قواتها تتعامل مع "خلايا إرهابية مجهولة الهوية" قادمة من حي غويران، في محاولة لتقديم الدعم لمسلحي داعش والأسرى المحاصرين في القسم الشمالي من السجن.
"السجن تحت سيطرة قواتنا، وقد تم اتخاذ الإجراءات التي أحبطت كل محاولات الهروب من الأسرى"، حسب "قسد"، التي أضافت أن "قواتنا تعمل على فرض سيطرتها داخل السجن".
وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في بيان يوم الأحد، إن تنظيم داعش أصبح يشكل تهديدًا فعليًا، وإنه يساعد قوات سوريا الديمقراطية بشن غارات جوية على المسلحين.
وأضاف: "استولى العديد من معتقلي داعش على أسلحة من حراس السجن الذين قتلوهم، ثم اشتبكوا مع قوات الرد السريع التابعة لقوات سوريا الديمقراطية".
وقال قائد قوة المهام المشتركة، اللواء جون برينا، إن التحالف اتخذ تدابير كبيرة لضمان عدم وجود تهديد نشط عبر تنفيذ غارات جوية.
ونشر تنظيم داعش مقاطع فيديو بعد الهجوم على سجن غويران - يُزعم أنها تُظهر عددًا من أعضاء قوات سوريا الديمقراطية الذين تم أسرهم من قبل التنظيم.
وأضافت قوات سوريا الديمقراطية أن 175 على الأقل من مسلحي وأنصار داعش، بينهم 15 معتقلا حاولوا الفرار من السجن، قتلوا، إضافة إلى مقتل 27 من قوات سوريا الديمقراطية منذ بدء الهجوم.
وزعم داعش، السبت، في بيان صدر عن جناحه الإعلامي، أعماق، أن نحو 800 من أعضائه ومنتسبيه تمكنوا من الفرار من سجن غويران وأن مقاتليه قتلوا ما لا يقل عن 200 من قوات سوريا الديمقراطية، بمن فيهم مدير السجن. لا يمكن لـ CNN التحقق من هذه الادعاءات بشكل مستقل.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، الأحد، إن قرابة 850 طفلاً معرضون لخطر مباشر مع استمرار العنف في شمال شرق سوريا.
وأضافت أن "تصاعد العنف في مدينة الحسكة، والمتعلق بمحاولة الهروب من سجن" الغويران "الخميس الماضي، عرّض سلامة قرابة 850 طفلاً رهن الاعتقال لخطر جسيم. البعض لا تزيد أعمارهم عن 12 سنة. وبحسب التقارير، قُتل أكثر من 100 شخص ونزح الآلاف في أعمال العنف المستمرة".
بدأ الهجوم على سجن غويران الواقع في شمال شرق مدينة الحسكة، الخميس، بانفجار سيارة مفخخة خارج المنشأة، بحسب "قسد".
وقوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية هي القوة العسكرية المهيمنة في المنطقة وشريك أمريكي رئيسي في القتال ضد داعش.
وهجوم سجن غويران هو أكبر عملية لتنظيم داعش في شمال سوريا منذ نهاية ما يسمى بالخلافة بعد سقوط بلدة الباغوز بمحافظة دير الزور في 23 مارس/ آذار 2019، مُنهية رسميًا ادعاء الخلافة سيطرتها على أي أرض.
ما بين 11 إلى 12 ألف من مقاتلي داعش محتجزون في السجون ومعسكرات الاعتقال في شمال سوريا التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية. على الرغم من أن هذه ليست المحاولة الأولى من نوعها للفرار من السجن - فقد هرب العديد في عام 2020 عن طريق تمزيق الأبواب واستخدامها لتدمير جدار - إلا أن المخاوف تتزايد من أن توقيت الهجوم وجرأته تشير إلى القوة المتجددة للتنظيم الإرهابي.