كيف تحولت قطر من دولة منبوذة إقليميًا إلى حليف رئيسي لبايدن؟
(CNN)-- قطر في طريقها لأن تصبح حليفًا رئيسيًا من خارج الناتو للولايات المتحدة، في إشارة إلى ارتباطها المتزايد بجدول أعمال واشنطن العالمي.
أصبح الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أول زعيم خليجي يزور البيت الأبيض في عهد بايدن يوم الاثنين. رحلة تؤكد طموح الدولة الصغيرة الدؤوب للبقاء لاعبا دوليا رئيسيا وقدرتها على الابتعاد عن الحافة بعد 5 سنوات من حظر إقليمي هدد بتحويلها إلى منطقة منعزلة في الشرق الأوسط.
في يونيو 2017، قطعت السعودية والإمارات ومصر والبحرين العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدوحة، متهمين إياها بالتقرب من خصومهم بما في ذلك الجماعات الإسلامية وإيران. وبدا أن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب ينسب الفضل لهذه الخطوة، وبدا الأمر كما لو أنها مسألة وقت فقط قبل أن تستسلم الدوحة، مع تضاؤل نفوذها الإقليمي.
لكن قطر ثابرت، وتحولت حظوظها الآن على ما يبدو. وستكون الدولة الخليجية الثالثة بعد الكويت والبحرين التي يتم تصنيفها على أنها حليف رئيسي من خارج الناتو، وهو تصنيف يُمنح للأصدقاء المقربين الذين لديهم علاقات عمل استراتيجية مع الجيش الأمريكي. وقال بايدن: "أعتقد أن الوقت قد حان منذ زمن طويل".
ومن المفارقات أن السياسات التي شُيطنت بها قطر من قبل جيرانها ربما كانت هي التي أعادتها إلى دائرة الضوء الدولية.
في عام 2020، توسطت قطر في محادثات واشنطن مع طالبان، وهي ثمرة عقود طويلة - غالبًا ما كانت مثيرة للجدل - من العلاقات التي حافظت عليها قطر مع الجماعة المتطرفة. كانت تلك المحادثات بمثابة مقدمة لانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان. كما خففت الدوحة من عملية الخروج الفاشلة العام الماضي من خلال تسهيل عمليات الإجلاء وأصبحت مركزًا للسفر بالنسبة لكابول.
ويبدو أن العلاقات الودية بين الدوحة وطهران كانت مثمرة أيضا. مع وصول إيران والولايات المتحدة إلى منعطف حاسم في المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، يبدو أن الدوحة منخرطة في دبلوماسية مكوكية. وتأتي زيارة الشيخ تميم لواشنطن بعد أيام فقط من زيارة وزير خارجيته لطهران. من غير الواضح ما إذا كان الأمير يحمل رسالة.
تلعب قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، دورًا أيضًا في نقطة ساخنة عالمية أخرى بعرض المساعدة في التخطيط الطارئ لإمكانية حدوث اضطرابات في إمدادات الطاقة في أوروبا في حالة غزو روسيا لأوكرانيا.
لا يمكن أن يكون التناقض بين رؤية إدارتي بايدن وترامب للخليج أكثر وضوحًا. صنع ترامب التاريخ باختيار المملكة العربية السعودية في أول رحلة خارجية له، وأقامت عائلته علاقات وثيقة مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. بعد مرور أكثر من عام على رئاسته، لم يجر بايدن مكالمة هاتفية مع ولي العهد.