العراق يواجه مأزقا بعد تعليق ترشيح هوشيار زيباري "صديق الغرب"

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: HADI MIZBAN/POOL/AFP via Getty Images

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) – يمكن القول إن الكردي هوشيار زيباري هو أشهر وجه للعراق في الخارج، فهو كان وزير الخارجية الأطول خدمة في بلاده، وغالبا ما كان يتجاذب أطراف الحديث مع الدبلوماسيين والصحفيين الغربيين، ولكنه أيضًا أقام علاقات قوية مع الدول العربية المجاورة للدفاع عن بلاده.

محتوى إعلاني

ولكن محاولة زيباري لتتويج حياته السياسية بالترشح للرئاسة واجهت، الأسبوع الماضي، عقبة كبيرة عندما علقت المحكمة الاتحادية العراقية ترشيحه بسبب تهم فساد سابقة، مما تسبب في تأجيل الانتخابات ما يهدد بتفاقم الانقسامات بين الفصائل.

محتوى إعلاني

ويوم الاثنين، تم تأجيل الانتخابات الرئاسية إلى أجل غير مسمى، ما أدى إلى تعطيل تشكيل حكومة جديدة، المتأخر بالفعل.

وبسبب الخلافات السياسية حول نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت في أكتوبر/ تشرين الأول، والتي تعرضت خلالها الفصائل الموالية لإيران لخسارة كبيرة، تم تأكيد النتائج في ديسمبر/ كانون الأول، وسيقوم الرئيس الجديد بتكليف الكتلة الفائزة بتشكيل حكومة.

وكان التعليق المحكمة الاتحادية لترشيح زيباري للرئاسة ضربة لطموحات مقتدى الصدر رجل الدين الشيعي الشعبوي الذي ظهر كأنه صانع للملوك والمصمم على حكومة تستبعد منافسيه الشيعة الموالين لإيران، وهو الداعم الرئيسي لهوشيار زيباري.

وكان يُنظر إلى زيباري (68 عامًا) على أنه صديق للغرب وكان يُعرف باسم المفاوض الناجح لكن حياته السياسية دخلت منعطفا جديدا في عام 2016 عندما اتُهم، كوزير للمالية، بالفساد وسوء إدارة الأموال ولكنه نفى هذه المزاعم.

ووفقا لنظام الحكم في العراق بعد صدام حسين، فإن الأقلية الكردية تتولى الرئاسة، بينما يدير الشيعة رئاسة الوزراء ويتولى السنة رئاسة البرلمان.

منذ عام 2005، احتل الاتحاد الوطني الكردستاني، منافس الحزب الديمقراطي الكردستاني ، المنصب الشرفي على أساس أن الاتحاد الوطني الكردستاني سيتولى الرئاسة بينما سيحكم الحزب الديمقراطي الكردستاني إقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي.

وكان زيباري يخوض الانتخابات ضد رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني الحالي برهم صالح لكن نفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني في برلمان بغداد نما في الآونة الأخيرة، مما شجع الحزب وكسبه حلفاء جدد مثل الصدر.

لكن إحياء مزاعم الكسب غير المشروع أثار قلق مؤيدي زيباري الشيعة والسنة، مما قلل من احتمالات فوزه بالرئاسة.

واضطر الصدر، الذي برز باعتباره الفائز الأكبر في الانتخابات بعد أن خاض حملته الانتخابية على أساس برنامج لمكافحة الفساد، إلى سحب دعمه.

ومن غير الواضح ما إذا كان الحزب الديمقراطي الكردستاني سيرشح مرشحًا آخر مقبولًا للصدر أم سيقف إلى جانب زيباري.

وجدد الصدر دعوته لتشكيل حكومة أغلبية وطنية، الثلاثاء، بعد لقاء إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وقال على تويتر "لا شرقية ولا غربية .. حكومة أغلبية وطنية".

ويذكرنا هذا الشعار بشعار الثورة الإيرانية في عام 1979 "لا شرقية ولا غربية جمهورية إسلامية"، والتي تحتفل إيران هذا الشهر بالذكرى الـ43 لثورتها الإسلامية.

وإذا شق الصدر طريقه وانتخبت الكتلة التي يقودها رئيسًا يناسبها، يمكن أن يكون للعراق حكومة لها نهج مختلف تمامًا تجاه إيران لكن فكرة تشكيل حكومة عراقية خالية من حلفاء إيران الشيعة لن تكون جيدة في طهران، وتلك الاحتمالات تخاطر برد فعل عنيف من الجماعات الموالية لإيران، والكثير منهم مدججون بالسلاح.

نشر
محتوى إعلاني