الأردن يرصد 160 شبكة تهريب مخدرات تعمل في الجنوب السوري

نشر
6 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون

الحدود الشمالية الشرقية، الأردن (CNN)-- كشفت قيادة المنطقة العسكرية الأردنية الشرقية، ارتفاع حصيلة القتلى من مهربي المخدرات القادمة من الأراضي السورية شمال البلاد، لتصل إلى 30 مهربا منذ بداية العام الجاري، فيما رصدت القوات المسلحة الأردنية أكثر من160 شبكة تهريب في الجنوب السوري.

محتوى إعلاني

وتحدث عدد من قيادات المنطقة الشرقية المتاخمة للحدود السورية، ضمن جولة صحفية لوسائل إعلام محلية وعالمية بمشاركة CNN بالعربية الخميس، عن أبرز التطورات الميدانية والعملياتية المتعلقة بالتهريب، في أعقاب تطبيق قواعد اشتباك جديدة أقرت مؤخرا.

محتوى إعلاني

ومن قلب منطقة الوشاش الأردنية شمال شرق المملكة، قال مدير الإعلام العسكري العقيد الركن مصطفى الحياري إن "الأردن يخوض حربا غير معلنة" وبالنيابة عن دول الجوار، وأن قوات حرس الحدود تواجه محاولات تسلل يومية.

وردا على سؤال للموقع حول مصادر المخدرات المهربة وجنسيات المهربّين بعدما تم الإعلان في وقت سابق أن سوريا أصبحت مركزا رئيسيا لتصنيعها، قال الحياري إن هناك "تعاون لمخافر سورية" مع بعض المهربين في بعض الحالات، مؤكدة لدى الجانب الأردني ووفقا لما تم رصده بالصور والفيديوهات.

وأضاف في السياق ذاته "هناك جماعات ميليشيوية على الحدود هذا مصّور لدينا واستخدامهم للطائرات المسيرة، لكن أن نحدد منشأ هذه المخدرات إن كانت من الداخل السوري أو أبعد من ذلك فنعتذر عن ذلك."

وأحبط الجيش الأردني وفقا لإيجاز صحفي للحياري منذ بداية العام الجاري، دخول أكثر من 17 ألف كف حشيش و16 مليون حبة مخدّر من الحدود الشمالية والشمالية الشرقية مع سوريا، وبيّن أن تغيير قواعد الاشتباك جاءت "ثقيلة على المهربين" والتي طبقّت نتيجة التغير الذي طرأ على "طبيعة عمليات التهريب".

وأكد الحياري أن هناك محاولات لإدخال المخدرات للمملكة لتصل إلى الجميع، وقالت إن بعض أنواع المخدرات وصل ثمنها محليا بين 70-80 قرشا (نحو دولار أمريكي)، مشيرا إلى أن موقع الأردن الاستراتيجي نافذة لبقية دول الاقليم وتحديدا دول الخليج العربي، منوها بأن الأردن ملتزم بإحباط وصول المخدرات للمملكة ولتلك الدول.

وكشف الحياري أيضا، عن استخدام "عصابات التهريب" للآليات ومعدات حديثة ومعدّلة، وأضاف "ما لاحظناه أن هناك فرق للمراقبة وفرق للتنفيذ وفرق للإرهاب، ولدينا دلالات واضحة على أن المجموعات منظّمة ونحن لهم بالمرصاد"، موضحا أنهم يقومون بعمليات متزامنة في عدة مناطق.

وفيما فتح الأردن قنوات أمنية للتواصل مع الجانب السوري في هذا الملف، قال الحياري إن تجاوبا إيجابيا سجّل من الحكومة السورية لكنه لم يثمر لفترات طويلة، وقال: "يبدو أن هناك إشكالات في الداخل السوري هم اعرف بها، لكن نحن نتعامل مع ما هو أمامنا على الارض، هذا التعاون لم يثمر لفترات طويلة ما دعانا لتغيير قواعد الاشتباك".

وتسلّم القوات المسلحة الأردنية جثث المهربين عبر قنوات أمنية محددة، وفقا لما أكدته قيادة المنطقة الشرقية، وقال العقيد الركن زيد الدباس، إن الجانب السوري هو المعني باتخاذ إجراء بحق جماعات التهريب، مؤكدا أن القوات المسلحة الأردنية "تتعامل بشكل رسمي مع القوات النظامية السورية"، وأية معلومات متعلقة بالتهريب يتم تبادلها معهم.

وبين الدباس أن القوات المسلحة الأردنية، رصدت نحو 160 شبكة تهريب تعمل في الجنوب السوري، وقال: "استطعنا أن نعرف أين تتم عمليات تصنيع المخدرات وكيف تتم في الداخل وأين يتم تخزينها، وللأسف استطاع المهربون الوصول إلى مواقع متقدمة جدا من الحد الأردني، مستخدمين" تكتيكات جديدة منها عمليات التمويه"، وكشف عن لقاءات سابقة مع وزير الدفاع السوري وكل قيادات الأجهزة الأمنية المعنية في عمّان وعند المعبر الحدودي.

واعتبر الدباس أن الملمح الأخطر مؤخرا تمثل في تنفيذ عمليات مسلحة، والرماية على مرتبات القوات المسلحة الأردنية، وقال: "وليس الحديث هنا عن مسدسات أو أسلحة فردية بل رشاشات وآليات مسلحّة".

من جهته، قال العقيد الركن يوسف الدهام، إن من التكتيكات الجديدة للمهربين، استخدام مجموعات كبيرة من 150-200 شخص في العمليات، ضمن واجهات حدودية صغيرة لتنفيذ عمليات التهريب، وتنفيذ عمليات تهريب متوازية على أكثر من جهة.

ولفت الدهام إلى أن الأردن، قد طوّر نظام الطائرات المسيرّة لتحقيق نتائج أفضل في التصدي لعمليات التهريب، فيما أشار إلى أن مسؤولية قيادة المنطقة الشرقية الحدودية تمتد إلى مسافة 531 كيلومترا بالاشتراك مع 3 دول مجاورة.

وتشير الأرقام الرسمية التي اطلعت عليها CNN بالعربية، إلى تضاعف كميات المخدرات المهربة بصورة قياسية منذ العام 2021 حتى بداية العام الجاري إلى أراضي المملكة، إذ ضبطت كميات من الحبوب المخدرة في شهر يناير/ كانون الثاني 2022 لوحده، تعادل كميات الحبوب المخدّرة على مدار العام الماضي 2021.

وتعتمد قواعد الاشتباك الجديدة على استهداف المهربين بشكل فوري، إلا أنها تخضع في الوقت ذاته إلى ظروف ميدانية متباينة، حيث تتفاوت مساحات المنطقة الحرام (منطقة بين الحدين لا يسمح للجانبين بتجاوزها) على طول الحدود الشرقية مع سوريا بين 4 و10 كيلومترات، بحسب المعلومات التي وردت من قيادة المنطقة.

وتقبع نحو 10 قرى سورية على طول شريط الواجهة الشرقية الحدودية، من بينها قرية المغيّر وخربة عوّاد التي لوحظتا بوضوح من الجانب الأردني خلال الجولة، حيث يزيد وجود قرى سورية مأهولة بالسكان محاذية للمنطقة الحرام، من التحديات أمام القوات المسلحة الأردنية للحفاظ على أمن السكان المدنيين في ظل تنفيذ عمليات التهريب من مناطق قريبة من القرى.

نشر
محتوى إعلاني