إسرائيل والضفة الغربية على حافة الهاوية مرة أخرى.. إليك 5 أشياء قد تحتاج لمعرفتها

نشر
8 دقائق قراءة
Credit: AFP via Getty Images

القدس (CNN) -- أعادت سلسلة الهجمات الإرهابية والحوادث العنيفة وضع إسرائيل والأراضي الفلسطينية على حافة الهاوية مرة أخرى.

محتوى إعلاني

في أسبوع واحد فقط، قُتل 11 شخصًا في ثلاث هجمات في بلدات ومدن إسرائيلية. وكان هذا الأسبوع الأكثر دموية تشهده إسرائيل منذ سنوات ويأتي بعد أسابيع من التوترات المتصاعدة التي شهدت استهداف إسرائيليين بهجمات طعن وقتل عدد من الفلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

محتوى إعلاني

قد يؤدي تداخل ثلاثة أعياد دينية رئيسية خلال الشهر المقبل - رمضان وعيد الفصح وعيد القيامة - إلى زيادة التوترات، مما يؤدي إلى تفاقم مزيج قوي من العوامل التي قد تؤدي إلى اندلاع دائرة أخرى من العنف.

فيما يلي خمسة أشياء تحتاج إلى معرفتها حول التصعيد الأخير للعنف.

هجمات في عمق إسرائيل

لم تحدث الهجمات المميتة في المناطق الساخنة المعتادة، أو المناطق المتنازع عليها مثل القدس أو الضفة الغربية، التي يعتبر المجتمع الدولي الكثير منها أراض محتلة. وبدلاً من ذلك وقعت في البلدات والمدن الإسرائيلية التي لم تعتاد على مثل هذا العنف.

وعلى غير العادة، نفذ عرب إسرائيليون اثنتين من هذه الهجمات. قالت الشرطة الإسرائيلية إن مواطنا إسرائيليًا من أصل عربي قتل في 22 مارس/ آذار أربعة مدنيين إسرائيليين في هجوم دهس وطعن في مدينة بئر السبع الجنوبية. وكان المهاجم قد سُجن في السابق بتهمة دعم تنظيم الدولة الإسلامية.

أفادت وسائل إعلام محلية أن رجلين من عرب إسرائيل قتلا ضابطي شرطة حدوديين وأصابا ستة من المارة، الأحد، في مدينة الخضيرة بشمال البلاد. كما كان الاثنان مواليين لتنظيم الدولة الإسلامية، الذي تبنى المسؤولية عن الحادث - وهو أول بيان من نوعه لداعش عن هجوم في إسرائيل منذ عام 2017.

ثم، مساء الثلاثاء، أطلق فلسطيني من الضفة الغربية النار وقتل خمسة أشخاص في بني براك، وهي مدينة ذات أغلبية أرثوذكسية شرقي تل أبيب. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن اثنين من القتلى مواطنان أوكرانيان واثنان من المدنيين الإسرائيليين وضابط شرطة هب إلى مكان الحادث. في جميع الحالات الثلاث، قُتل المهاجمون إما على أيدي مدنيين أو من قبل قوات الأمن.

أفراد الطوارئ وقوات الأمن الإسرائيلية في موقع إطلاق نار في بني براك في 29 مارس/ آذار.

تصاعد التوترات في الضفة الغربية والقدس

كانت التوترات في تصاعد منذ أسابيع، حتى قبل الهجمات الثلاثة. ووقعت عدة عمليات طعن نفذها فلسطينيون ضد إسرائيليين في القدس في مارس/ آذار. وقتلت القوات الإسرائيلية بالرصاص عدة فلسطينيين، من بينهم مراهقون، في الضفة الغربية خلال اشتباكات على مدى الأسابيع العديدة الماضية.

والوضع الأمني ​​في تصاعد. في حين استهدفت العديد من الهجمات الأخيرة قوات الشرطة أو الجيش داخل البلدة القديمة بالقدس، استهدفت عملية الطعن الأخيرة شخصًا إسرائيليًا لممارسة رياضة العدو في حي شعبي خارج البلدة القديمة. استهدفت اثنتان من الهجمات الثلاث التي وقعت الأسبوع الماضي مدنيين.

استمرت دائرة العنف منذ ذلك الحين. يوم الخميس، قُتل فلسطينيان - أحدهما مراهق - وأصيب 15 آخرون خلال مداهمة للشرطة الإسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية استهدفت المشتبه بهم على صلة بحادث إطلاق النار في بني براك.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إنه من المقرر أيضًا هدم منزل عائلة المهاجم، وهي ممارسة معتادة من قبل القوات الإسرائيلية "لخلق الردع" (يقول الجيش الإسرائيلي إنه يمكن للعائلات محاولة الاستئناف على عمليات الهدم).

وبعد ساعات قليلة، طُعن إسرائيلي في حافلة في الضفة الغربية جنوبي بيت لحم. وقال الجيش الإسرائيلي إن المهاجم، وهو فلسطيني، قُتل برصاص مدني مسلح في الحافلة.

وعلى مدى شهور، حذّر نشطاء فلسطينيون وإسرائيليون من أن العنف الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق. تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، بالتعامل مع عنف المستوطنين بـ"اليد الثقيلة"، واصفاً الجناة بأنهم "إرهابيون" ووعد بفرق عسكرية خاصة من المفترض أن تساعد في مراقبة المناطق التي تتجه فيها الاشتباكات إلى الاندلاع - على الرغم من أن معظم الفلسطينيين القلقون بالفعل من الجيش الإسرائيلي، يقولون إنهم يعتقدون أنهم يساعدون فقط في حماية المستوطنين.

رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يتحدث في القدس يوم 20 مارس/ آذار.

رئيس الوزراء يدعو المدنيين إلى حمل أسلحة نارية تزامنا مع رفع إسرائيل حالة التأهب القصوى

تم رفع حالة التأهب الأمني ​​لإسرائيل إلى أعلى مستوياتها. وهذا يعني أن الشرطة أصبحت أكثر ظهوراً في الشوارع، وتعمل لفترات أطول وتركز وجودها على المدارس وأماكن التجمع الشعبية.

كما زاد تواجد القوات في الضفة الغربية حول قطاع غزة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي عن إضافة 14 كتيبة وجنود مقاتلين من وحدات القوات الخاصة. وقال بينيت إن الجنود الذين يحملون فئة معينة من الأسلحة سيُطلب منهم أيضًا أخذ أسلحتهم معهم حتى أثناء الإجازة.

قوات الأمن الإسرائيلية تقوم بدورية في البلدة القديمة في القدس، 8 مارس/ آذار.

كما وجّه بينيت دعوة غير عادية لجميع المدنيين الذين لديهم رخصة لحمل سلاح ناري للاحتفاظ ببنادقهم معهم في جميع الأوقات، قائلاً إن الإسرائيليين بحاجة إلى أن يكونوا "يقظين".

وقال في بيان مصور يوم الأربعاء "افتح عينيك. من لديه رخصة لحمل سلاح فهذا وقت حمله".

تحرك الجماعات الفلسطينية المسلحة

أشادت جماعات فلسطينية مسلحة بالهجمات ودعت إلى اتخاذ مزيد من العمليات، خاصة ردًا على مداهمات في الضفة الغربية وأعمال عنف من المستوطنين اليهود.

وقالت حماس، الجماعة المسلحة التي تسيطر على غزة، في بيان لها: "إن جرائم الاحتلال المستمرة تنذر بانفجار شامل، سيكون أقوى وأكثر إيلاما، يشارك فيه شعبنا في جميع أنحاء أرضنا المحتلة".

أعلن أبو حمزة المتحدث العسكري باسم سرايا القدس، التابعة لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عن "رفع الجهوزية الكاملة لدى مقاتلينا في كافة التشكيلات العسكرية".

الفلسطينية هديل أبو عطية تبكي في جنازة شقيقها سند أبو عطية في الضفة الغربية في 31 مارس/ آذار.

حكومة بينيت تواجه اختبارًا صعبًا

قد يهدد العنف الهامش الضئيل لبينيت في البرلمان. يتكون الائتلاف الحاكم الحالي من أحزاب اليمين واليسار والوسط بما في ذلك، ولأول مرة على الإطلاق، حزب عربي.

يلقي زعيم المعارضة (رئيس الوزراء السابق) بنيامين نتنياهو وأنصاره باللوم في موجة العنف على الحكومة الائتلافية. ووصف مسؤولون أمنيون سابقون الهجمات بالفشل الاستخباري، خاصة أن بعض المهاجمين في الأسبوع الماضي كانوا في السابق في السجن بتهمة دعم أو نشاط إرهابي.

كما كتب الصحفي الإسرائيلي البارز باراك رافيد، في موقع أكسيوس هذا الأسبوع، "لسنوات، كان الأمن الشخصي أحد القضايا الرئيسية التي صوت الإسرائيليون عليها. قد يؤدي الشعور بعدم الأمان بين الجمهور إلى تآكل قاعدة الدعم الضيقة للغاية التي تتمتع بها الحكومة".

نشر
محتوى إعلاني