هل ستغير خسارة حزب الله للأغلبية البرلمانية أي شيء في لبنان؟

نشر
5 دقائق قراءة
Credit: GettyImages

تقرير من تمارا قبلاوي، ضمن نشرة الشرق الأوسط البريدية من CNN. للاشتراك في النشرة (اضغط هنا)

محتوى إعلاني

بيروت، لبنان (CNN)-- خسرت جماعة "حزب الله" اللبنانية، المدعومة من إيران، أغلبيتها الائتلافية البرلمانية في انتخابات هذا الأسبوع. بالنسبة للبنان، قد يعني هذا كل شيء أو لا شيء على الإطلاق.

محتوى إعلاني

يظل البرلمان الجديد في البلاد منقسمًا إلى حد كبير بين كتل موالية لإيران وأخرى موالية للسعودية. ولا يزال حزب الله يقود الكتلة البرلمانية الأكبر، والتركيبة السياسية الجديدة يشير إلى أن البلاد تتجه، مرة أخرى، إلى جمود مكلف.

ومع ذلك، فقد حدثت تحولات سياسية مهمة داخل تلك التقسيمات التي تبدو ثابتة. وفاز الإصلاحيون من خارج المؤسسة السياسية التقليدية في لبنان بنحو 10٪ من المقاعد. وأزاح الإصلاحيون، ولو بشكل هامشي، هيمنة النخبة السياسية القديمة.

قوض ذلك أقوى حزب سياسي في لبنان. عندما خسر حزب الله كتلة الأغلبية التي شكلت أساس السنوات الأربع الأخيرة من السياسة اللبنانية، كانت هذه نكسة غير عادية.

اعتادت الجماعة على الانتصار على مر السنين. في عام 2000، قادت جنوب لبنان خارج احتلال إسرائيلي دام 22 عامًا. في عام 2006، صمدت في وجه هجوم إسرائيلي وحشي سعى إلى نزع سلاح الجماعة. خلال الحرب الأهلية في سوريا، نجحت في التدخل لصالح الرئيس السوري بشار الأسد وساعدت في تعزيز دفاعاته بعد أن قام الديكتاتور بقمع انتفاضة شعبية ضد حكمه. وبدا أن النفوذ السياسي للجماعة في تصاعد مستمر، على الرغم من محاولة محلية - مدعومة من السعودية - للحد من نفوذ الجماعة الذي كان يمتد بسرعة إلى خارج حدود لبنان.

لكن الانتخابات التي جرت، الأحد الماضي، كانت بمثابة انعكاس في الحظوظ. في حين أن التركيبة البرلمانية لحزب الله وحليفته الشيعية، حركة أمل، لا تزال على حالها، تعرض عدد من حلفاء الجماعة للهزيمة أو خسارة المقاعد، على يد الإصلاحيين في الغالب.

وقال محللون إن هذا يشير إلى خسارة في قوة الحشد الهائلة التي كانت لدى الجماعة ذات يوم. قد يكون هذا علامة على الإحباط المتزايد بين ناخبي حزب الله من الطريقة التي تعامل بها مع أزمة اقتصادية مدمرة، وتكتيكات التخويف المتزايدة القسوة ضد المعارضة، بما في ذلك محاولاته لخنق التحقيق في انفجار مرفأ بيروت الذي وقع عام 2020.

من غير الواضح كيف سيرد حزب الله على هذه الخسائر، أو كيف سيرسم البرلمان الجديد في البلاد مساره إلى الأمام وسط الانهيار المالي. نواب البرلمان المعارضون لحزب الله هم مجموعة غير مكتملة من الأحزاب والمرشحين المستقلين، ويمثل حزب "القوات اللبنانية" المسيحي المتحالف مع السعودية أكبر كتلة برلمانية بينهم. و"القوات اللبنانية" هي ميليشيا من حقبة الحرب الأهلية تحولت إلى حزب سياسي، بعيد كل البعد عن التغيير الذي دعت إليه الجماهير عندما اجتاحت المظاهرات البلاد في أكتوبر 2019.

البلد عند مفترق طرق، يمكن أن تواجه المزيد من عدم الاستقرار الذي حدث في العقدين الماضيين: سلسلة من المآزق التي تكبد الاقتصاد اللبناني خسائر فادحة. من ناحية أخرى، يثير البرلمان الجديد خيال ما كان لا يمكن تصوره في السابق، تراجع سياسي لحزب الله.

هذه خطوة يود منتقدو الجماعة وبعض مؤيديها أن يروها. قال المحلل المؤيد لحزب الله سالم زهران في مقابلة مع محطة LBC اللبنانية، الثلاثاء، إن حزب الله يجب أن يكون مسرورًا لأنه فقد "أغلبيته الوهمية" في البرلمان. وأضاف أن إقامة مسافة سياسية من الأزمة المتصاعدة يمكن أن تساعد حزب الله على تعزيز شعبيته.

ويقول محللون آخرون إن انسحابا سياسيا قد يسهل أيضا عملية تشكيل الحكومة، الجارية حاليا، ودرء المزيد من الاضطرابات.

وقال الباحث في جامعة لندن إبراهيم حلاوي: "يمكن أن تكون فرصة لحزب الله للتنازل تكتيكيا لنوع ما من التعافي الاقتصادي يمنح هذا البلد بعض الوقت". وأضاف: "لأنه بخلاف ذلك سيكون هذا مأزقا وسيكون مكلفا للغاية على نظام يشعر بالفعل بعبء الأزمة الاقتصادية".

في كلتا الحالتين، فإن التداعيات الأكبر للتصويت في الانتخابات البرلمانية اللبنانية واضحة. وبشكل كبير، يرى المراقبون أن الانتخابات بمثابة لائحة اتهام لنخبة سياسية تضم كلا من تحالف حزب الله وخصومه التقليديين. وما سيحدد مصير الدولة هو ما إذا كان قادة لبنان سيتعاملون مع ذلك ويغيرون المسار.

نشر
محتوى إعلاني