اعتصام مفتوح داخل البرلمان اللبناني حتى انتخاب رئيس للجمهورية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ما زال الاعتصام المفتوح الذي بدأه النائبان اللبنانيان، نجاة عون وملحم خلف، مستمرًا، بعدما باتا ليلتهما الأولى بالأمس، تحت قبة البرلمان اللبناني، دفعًا منهما لانتخاب رئيس للجمهورية. وقد آزرهما نواب كتلة التغيير في موقفهما، ونواب آخرون من خارج الكتلة، توجهوا إلى المجلس حتى ساعات متأخرة من الليل، وصباح الجمعة.
وفي الصباح، وجّه النائبان رسالة مصوّرة إلى الشعب اللبناني، استهلّتها نجاة عون بـ"صباح الخير، نحن نمنا مبارح هون، واليوم الشمس مضوية علينا من قبة المجلس. نحن منعتقد إنو نهار جديد وأمل". ثم قال خلف إنه "أكيد، نهار حلو لكل لبنان، ولنعتبر هذه الخطوة بجديتها، ونذهب صوب يوم جديد لوطن يحلو فيه العيش".
وكانت الجلسة الحادية عشرة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي، لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية خلفًا للرئيس المنتهية ولايته ميشال عون، انتهت كسابقاتها، مع تسجيل تقدم ملحوظ للورقات البيضاء. بالتوازي، تخطّى الدولار الأمريكي عتبة الخمسين ألف ليرة لبنانية للمرة الأولى، مع كل ما يترتّب عن ذلك من ارتفاع في الأسعار يطال كل السلع الحيوية الأولية.
لكنّ الجديد في الأمس، كان إعلان النائب ملحم خلف، العضو بكتلة نواب التغيير في البرلمان اللبناني، اعتصامه المفتوح حتى انتخاب رئيس للجمهورية، عبر رسالة وجّهها إلى الشعب اللبناني بعد انتهاء الجلسة. وانضمّت إليه في هذا الاعتصام بشكل دائم النائبة نجاة عون، المنضوية أيضًا في كتلة النواب التغييريين.
وقال خلف في رسالته: "التزاماً بالمواد الدستورية وانتظاماً لها، ودَفعاً لانتخاب رئيس للجمهورية، بدورات متتالية مِن دون انقطاع، اتخذتُ القرار، اليوم، بعدم الخروج من قاعة المجلس النيابي والبقاء بداخلها، وحتى تحقيق هذه الغاية!".
أما النائب نجاة عون فغرّدت على صفحتها الرسمية على تويتر بما يلي: "التزاماً بواجبنا الدستوري بانتخابنا لرئيس الجمهورية بأسرع وقت، قرّرنا البقاء في القاعة طالبين من السادة النواب الانضمام لانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت. البلد ينهار المطلوب التواصل والحضور الدائم في مجلس النواب لهذه الغاية. نبقى لمصلحة الشعب اللبناني، نبقى لمصلحة بقاء الدولة".
دعم أعضاء كتلة التغيير في المجلس النيابي هذه المبادرة حتى ساعات متأخرة من ليل البارحة، ووافوهما اليوم باكرًا إلى المجلس. كما حفّز هذا الإعلان العديد من النواب في كتل أخرى للمجيء ودعم النائبين في مطلبهما حتى انتخاب رئيس جمهورية، كما نزلت مجموعات من النشطاء إلى الشارع ليلًا لتقديم الدعم للنائبين في خطوتهما.
حوار سياسي دستوري مفتوح
وفي اتصال مع النائب حليمة القعقور قالت لـCNN بالعربية: "نحن موجودين في المجلس. نحن نجري حوارًا مفتوحًا هنا، حول ما يمكننا فعله. نقوم بتحديد مكمن المشكلة التي هي بالنظام، وبالآلية المتبعة".
وأضافت: "هناك حوار سياسي دستوري مفتوح، بحثًا عن حل لهذه الأزمة التي تطال كل اللبنانيين واللبنانيات".
وحول إن كان الأفق مفتوحًا أجابت: "من الواضح أنه حين يدعو رئيس المجلس اللجان المشتركة الخميس المقبل، معنى ذلك أنه يصعّد". وأضافت: "حين ترشحت لهذ المنصب كان الهدف المواجهة، وهدفي الاشتباك مع هذه السلطة من الداخل ومن الخارج. وهذه هي الآلية التي نتبعها الآن: اشتباكنا دستوري وقانوني وإنساني وأخلاقي في هكذا أزمة".
وإلى كتلة نواب التغيير انضمّ كل من النواب الياس حنكش من حزب الكتائب اللبنانية، وأسامة سعد، وعبد الرحمن البزري وشربل مسعد ونبيل بدر. وحول هذا الأمر علّقت القعقور بالقول إننا لا نتّبع كلنا الخط السياسي عينه لكنّنا نتفق على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، ونريد آلية ديمقراطية لتحقيق ذلك، ونعيد الروح لهذا المجلس".
وفي اتصال آخر لـCNN بالعربية مع النائب بولا يعقوبيان، من كتلة نواب التغيير علقت بالقول: "في نهاية المطاف لم يترك لنا خيارات. أجرينا مبادرة رئاسية وطلبنا منهم عدم الدخول بالشغور الرئاسي، وأطلقنا مبادرتنا الرئاسية في الأول من سبتمبر/ أيلول كنواب تغيير، وللأسف لم تترك وسيلة وطريقة إلا واستخدمت قبل الذهاب إلى خطوة الاعتصام. كررنا مرات عدة في المجلس أنه دستوريا يجب أن يبقى المجلس ملتئمًا حتى انتخاب رئيس لكن ما من جواب".
وعن كيف تلقّف الشارع ومجموعات 17 تشرين هذه الخطوة أجابت أنّ "هناك دعوة للنزول إلى أمام المجلس عند الساعة 3 بعد ظهر الجمعة، كي نعاين التفاعل حول هذه المبادرة على الأرض".
المطلوب هبّة لنوّاب الأمة
أما النائب ملحم خلف فأكد لـCNN بالعربية أنّ "المطلوب منا اليوم كنواب تحمّل مسؤوليتنا البرلمانية والوطنية، حتى انتخاب رئيس للجمهورية". ولفت إلى أنّ الإنطلاق دومًا "من هم الناس. الدولار الأمريكي اليوم وصل إلى 50 ألف ليرة لبنانية. ويترتب عن ذلك نتائج يومية لا يمكن لأحد معالجتها. أمام عدم وجود حكومة، وعدم وجود رئيس للجمهورية، وعجز المجلس النيابي علينا القيام بأمر ما. هذا واقع صعب جدًا، كيف يسعنا ترك الناس بهذا الوجع والمعاناة. هذا موضوع أساسي ولا يمكننا ترك الناس لمصيرها".
وحول إن كان ينتظر هبة شعبية تتلقّف مبادرته أجاب: "المطلوب منا اليوم هبّة لنواب الأمة. الشعب يحتاج إلى طمأنينة جرّاء ما نعيشه من أزمات متتالية ومتراكمة. لا يمكننا إلقاء هذا الثقل على الناس. المسؤولية داخل المجلس".
وخلص إلى أنّ ثمّة "خطر على الديمقراطية في لبنان اليوم، و128 نائبًا يتحمّلون مسؤولية الإنقاذ وتطبيق الدستور".