اجتماع طرابلس.. انقسام عربي وانتقادات ليبية بعد غياب وزراء مصر والسعودية والإمارات
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- وجّهت وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة المعترف بها دوليًا، نجلاء المنقوش، الأحد، انتقادات إلى أمانة الجامعة العربية واتهمتها بمحاولة تعطيل اجتماع تشاوري عربي في العاصمة طرابلس، الأحد، مُعربة عن استيائها مما اعتبرته "تسيسًا" و"انحيازًا".
وجاء اجتماع الأحد وسط انقسام عربي حوله، وفيما حضره عدد من وزراء الخارجية العرب، على رأسهم وزيري خارجية تونس والجزائر، غاب وزراء مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
في سبتمبر/ أيلول الماضي، كانت هناك تقارير عن انسحاب وزير الخارجية المصري سامح شكري من الاجتماع الوزراي لمجلس جامعة الدول العربية، اعتراضًا على تولي وزيرة الخارجية الليبية رئاسة الاجتماع، وهو ما فسره البعض بأنه تصرف جاء في ضوء أن القاهرة تعتقد في انتهاء ولاية حكومة عبدالحميد الدبيبة.
وانتقدت المنقوش، في تصريحات على هامش اجتماع طرابلس، "الانحياز الواضح" لأمانة الجامعة العربية لصالح "إحدى الدول"، عن طريق "ابتداع شرط غير موجود في الميثاق واللوائح وغير مسبوق"، وذلك باشتراط إعلان 14 دولة عربية بشكل كتابي حضورها.
وهو شرط قالت المنقوش إنه سبّب "الحرج" لدى بعض الدول، ورفضت وزيرة الخارجية الليبية ما وصفته بأنه "تمييز" و"تسييس" لظروف العمل في الجامعة العربية.
واعتبرت المنقوش، وهي أول امرأة تقود الدبلوماسية الليبية، أن هناك محاولات "عربية لعرقلة الجهود الدولية في الاستقرار ومسار الانتخابات"، على حد قولها.
لاحقا، كتبت المنقوش في حسابها عبر تويتر: "اجتماع طرابلس أعاد تذكير الرأي العام العربي، كيف أن الحُلم العربي لم يتحقق ويواجه تحديات خطيرة، وقد عجزت جامعة الدول العربية عن تحقيق أقل مستويات التضامن العربي مع بلدي من وسط عاصمته. أعلنا إصرارنا أننا في طريق الاستقرار، ولن نتنازل عن حقوق شعبنا، ويدعمنا الأوفياء من أشقائنا العرب".
في مطلع الشهر الحالي، قال عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة، إنه سيتم تنظيم الانتخابات في عام 2023.
تأجل إجراء الانتخابات المدعومة من الأمم المتحدة في 24 ديسمبر/ كانون الأول 2021، بسبب خلافات بين الفصائل المتنافسة حول الإجراءات الانتخابية والمرشحين للرئاسة.
منذ عام 2014، تعيش ليبيا حالة من الانقسام ما بين فصائل متحاربة، في أعقاب انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي ضد معمر القذافي.
لدى البلاد حكومتان، الأولى بقيادة الدبية وهي مستقرة في طرابلس غربي ليبيا، والثانية يقودها فتحي باشاغا من طبرق في شرقي البلاد.
عبر حسابه في تويتر، الأحد، شكر باشاغا "الدول العربية والإسلامية الشقيقة وعلى رأسها جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والأمانة العامة للجامعة العربية على امتناعهم عن المشاركة في المسرحية التي حاولت الحكومة المنتهية الولاية تسويقها للإدعاء بأنها الجهة المعترف بها دوليًا".
في حين دعا باشاغا "جيراننا في دولتي الجزائر وتونس إلى إعادة النظر في سياستها الخارجية تجاه ليبيا، وأن لا ينجروا وراء أهواء حكومة انتهت ولايتها القانونية والإدارية من قبل السلطة التشريعية وفقا لأحكام الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي".