مصر تكثف جهود إجلاء رعاياها من السودان.. ومسؤول: إصابة طالبين بشظايا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تكثف مصر جهود إجلاء مواطنيها في السودان، سواء عبر الحدود البرية من خلال معبر أرقين أو عبر جسر جوي، بعد اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. حتى يوم الأربعاء، عاد 2679 مصريًا.
كما تسعى الحكومة إلى تأجيل امتحانات نهاية العام لطلبة الثانوية العامة العائدين من السودان، فيما أكد مسؤول مصري، إصابة طالبين من جراء سقوط شظايا قذائف في محيط سكنهم، ويجري نقلهم بالتعاون مع الهلال الأحمر.
في 15 أبريل/ نيسان، اندلعت اشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، بعد أشهر من التوتر بسبب خلاف على دمج الدعم السريع في الجيش، وأسفرت المواجهات عن مقتل 512 شخصًا وإصابة أكثر من 4 آلاف آخرين، بحسب بيانات وزارة الصحة السودانية.
قال مسؤول بوزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، إن أعداد الجالية المصرية في دولة السودان تقدر بنحو 10 آلاف مصري، نصفهم من الطلاب، إلا أن عددًا كبيرًا منهم كان يقضي الإجازة في مصر بمناسبة شهر رمضان قبل اندلاع المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتزايدت أعداد الطلاب المصريين الذين يدرسون في السودان، خلال السنوات الماضية أملًا في الالتحاق بكليات الطب في ظل انخفاض نسب القبول بهذه الكليات وكذلك انخفاض أسعارها مقارنةً بالجامعات الخاصة المصرية.
وأضاف المسؤول، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، أنه فور بدء الاشتباكات تم تشكيل لجنة وطنية تضم ممثلين عن جميع الأجهزة والمؤسسات المعنية للمتابعة المستمرة على مدار الساعة لأوضاع المصريين في السودان، وإجلاء الراغبين في العودة.
كما تواصلت السلطات المصرية مع أعضاء الجالية المصرية عن طريق وسائل التواصل المتاحة لتسجيل طلبات الراغبين في العودة للبلاد، وبلغ عددهم 3800 مواطن، وفقا للمسؤول الذي أشار إلى أنه تم توجيه القاطنين خارج الخرطوم إلى نقاط التجمع والإجلاء تمهيدًا لإعادتهم للبلاد.
وحدّدت وزارة الخارجية المصرية مقر القنصلية المصرية العامة بمدينة بورسودان بولاية البحر الأحمر، ومكتب وادي حلفا القنصلي بمدينة وادي حلفا بولاية الشمالية، مناطق إخلاء لأعضاء الجالية المصرية الموجودة بعيدًا عن العاصمة السودانية، فيما انتقل أعضاء البعثة الدبلوماسية للسفارة المصرية من الخرطوم إلى موقع آخر بالسودان، بسبب تزايد التهديدات والمخاطر الأمنية، وفقًا لبيان رسمي.
وتابع أنه تم إطلاق جسر جوي من الطائرات العسكرية لإجلاء جميع المصريين الراغبين في العودة للوطن، كما تم تيسير إجراءات دخول المصريين وأعضاء الجاليات الأخرى عبر معبر أرقين الحدودي، الذي يستقبل يوميًا المئات من العائدين ويقدم لهم كل الإجراءات اللازمة لضمان سلامتهم، مشيرًا في هذا الصدد إلى أنه تم الإبلاغ عن إصابة طالبين جراء شظايا لقذائف سقطت في محيط سكنهم في السودان، وجاري إعادتهم لمصر بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري.
في لقاءات سابقة مع الجالية المصرية بالسودان، قالت السفيرة سها جندي، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، إنه تم وضع خطة لإجلاء المصريين بصورة عاجلة بعد تفاقم الوضع بالسودان، أسوة بما حدث مع الطلاب المصريين في أوكرانيا، وفقًا لبيان صحفي.
وأشار المسؤول إلى أن اللجنة وطنية للطلاب المصريين الدراسين في الخارج برئاسة وزيرة الهجرة، التي تبحث كل البدائل المتاحة لضمان استكمال الطلاب العائدين من السودان لدراستهم الجامعية، لافتًا إلى قرار وزارة التربية والتعليم السماح لطلاب الثانوية العامة العائدين من السودان بتأجيل أداء امتحانات نهاية العام الدراسي هذا العام للدور الثاني خلال شهر أغسطس المقبل، مع الحصول على الدرجات الفعلية للامتحانات.
وأصدرت وزارة التربية والتعليم المصرية، بيانًا رسميًا بسماحها للراغبين في تأجيل الامتحانات التقدم بطلب للإدارة العامة للتعليم الثانوي بديوان عام الوزارة.
من جانبه، قال كريم طلعت السادات، عضو مجلس النواب المصري، إنه تقدم بطلب إحاطة إلى رئيس الوزراء ووزيري التعليم العالي والخارجية لوضع خطة للتعامل مع الطلبة المصريين العائدين من السودان، بعد تلقيه استغاثات من أهالي دائرته بتأثرهم سلبًا بتوقف الدراسة في السودان، وعدم قدرتهم على استكمال الدراسة العلمية.
وأضاف السادات، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن طلب الإحاطة تضمن طلبًا لتسهيل التحاق الطلاب العائدين من السودان بالجامعات المصرية، القادرة على استيعابهم بذات الكليات والسنوات الدراسية التي يدرسون بها، بعد خضوعهم لاختبارات علمية من قبل لجنة متخصصة من المجلس الأعلى للجامعات، لضمان استكمال تعليمهم الجامعي، فيما لم يتم الاستقرار على مقترح بالنسبة للطلاب في مراحل التعليم الأساسي.
وأجلت مصر 2679 من مواطنيها في السودان حتى يوم الأربعاء عبر الإجلاء البري والجوي بالتنسيق مع السلطات السودانية. ولم تعلن سوى وقوع حالة وفاة واحدة لمحمد الغراوي مساعد الملحق الإداري بسفارة مصر في الخرطوم، الذي استشهد يوم الإثنين الماضي خلال توجهه من منزله إلى مقر السفارة.