مقرها بأبوظبي.. شركة تهدف لجعل حجز عمليات إطلاق الصواريخ بسهولة حجز غرفة فندق

نشر
5 دقائق قراءة
Credit: Paul Hennessy/SOPA Images/LightRocket/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عادة ما تستغرق المهمات الفضائيّة التي تحمل البضائع أعوامًا حتّى تنطلق، وتبلغ كلفتها ملايين الدولارات. ولكن تودّ شركة ناشئة في العاصمة الإماراتيّة، أبوظبي، تغيير ذلك.

محتوى إعلاني

وترغب شركة "Precious Payload" أنّ تكون بمثابة موقع "Booking.com الخاص لإطلاق الصواريخ"، بحسب ما قاله المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة أندري ماكسيموف الذي وُلد في روسيا.

وقال ماكسيموف: "على غرار النظر إلى نتائج البحث الخاصة بمحركات الحجز، ستتمكّن من رؤية جميع عمليات إطلاق الصواريخ المتاحة تجاريًا حول الكوكب". وأضاف أنّ "المنصة، التي أُطلِقت في عام 2021، تُمكِّن الشركات من تخطيط وإدارة المهام الفضائية عبر منصّة واحدة".

ويأمل ماكسيموف أن تتمكن شركة "Precious Payload" من تبسيط عملية معقدة تستغرق وقتًا طويلاً، لمساعدة روّاد الأعمال على التخطيط لعمليات إطلاق حمولاتهم بسهولة، والمساهمة في "توسيع الوجود البشري في الفضاء"، على حدّ تعبيره.

تبسيط الشّحنات الفضائيّة

وعادةً ما تتطلّب المهمّات الفضائيّة فَِرقًا كبيرة، واستشارات مكلفة من خبراء الصناعة لضمان تلبية البعثات للمواصفات الصارمة، وفقًا لما ذكره ماكسيموف.

تربط الشركة العملاء في جميع أنحاء العالم بعمليات الإطلاق التجارية والحكومية. Credit: Marc Preel/AFP/Getty Images

وتعمل "Precious Payload" على تبسيط العمليّة عبر جمع البيانات من وكالات الفضاء، وعمليات إطلاق الصواريخ في جميع أنحاء العالم.

وأشار ماكسيموف إلى أنّ فريقه حلّل المعايير الهندسية والبروتوكولات التنظيمية بين وكالات الفضاء الدولية، مثل "ناسا"، ووكالة الفضاء الأوروبية، وأنشأ قائمة من المواصفات الخاصة التي تضمن التزام عمليات الإطلاق مع اللوائح أينما كانت.

وأوضح ماكسيموف أن هذا النهج ساعد بتمكين الشركة في تقليل متوسط ​​وقت إطلاق المهمات بفترة تتراوح بين 6 و10 أشهر، لافتًا إلى أنّ هدفه يتمثل بتحقيق عمليات الإطلاق في غضون "عام واحد، إضافةً إلى مليون دولار".

وتلقت الشركة، التي تربط العملاء في جميع أنحاء العالم بعمليات الإطلاق التجارية والحكومية، الحجوزات من 30 عميلًا عبر 12 دولة.

سدّ فجوة

يأمل أندري ماكسيموف أن تساعد شركته المزيد من الباحثين ورواد الأعمال على الوصول إلى الفضاء. Credit: Precious Payload

وأشارت الخبيرة في سياسات الفضاء، وأستاذة الدراسات الاستراتيجية والأمنية في كلية القوات الجوية الأمريكية للدراسات الجوية، والفضائية المتقدمة، ويندي ويتمان كوب، إلى وجود نقص في هذا النّوع من الخدمات الوسيطة.

ورأت ويتمان كوب، التي لم تكن على دراية بشركة "Precious Payload" من قبل، أنّ هناك "مكان للخدمة التي تقدّمها".

ويمكن أن تختلف العمليات اللوجستية والبيروقراطية بشكل كبير عبر وكالات الفضاء المختلفة، بحسب ما قالته ويتمان كوب لـCNN، وغالبًا ما تكون مبهمة ومعقدة.

واعتبرت ويتمان كوب أنّ من شأن خدمات مثل "Precious Payload" مساعدة الشركات الصغيرة والباحثين غير الملمين باللوجستيات الفضائية، موضحة: "سنرى حاجة أكبر إليها في الأعوام القادمة، مع كون التكنولوجيا متاحة بشكلٍ أكبر للأشخاص الذين لم يستطيعوا تحمل كلفة القيام بذلك من قبل".

وانخفضت تكاليف إرسال البضائع إلى الفضاء بأكثر من 95% خلال العقود الأربعة الماضية.

وبينما توزع شركات مثل "سبيس إكس" التابعة لرائد الأعمال، إيلون ماسك، كلفة إرسال الحمولات إلى الفضاء عبر منصتها التي تتبع نهجًا قائمًا على "مشاركة المركبات"، أكّدت ويتمان كوب أنّ نموذج "Precious Payload"، الذي يجمع بين جميع عناصر مهمات الفضاء، بما في ذلك التأمين، والموافقات التنظيمية بمثابة "شيء فريد لم أره من قبل حقًا".

وأنشأ ماكسيموف شركة "Precious Payload" بالولايات المتحدة في عام 2017، مع جمع الأموال من مستثمري "سيليكون فالي"، وقرّر أن يكون مقر الشّركة الرّئيسي في أبوظبي بعام 2020.

وتُعد دولة الإمارات جديدة نسبيًا في مجال صناعة الفضاء، مع تأسيسها لوكالتها الحكومية في عام 2014.

ومع ذلك، إلا أنّها شهدت نجاحًا في برنامج المريخ الطموح الخاص بها بالفعل، إذ أنّها أصبحت خامس دولة تصل إلى الكوكب الأحمر بمسبارها في عام 2021.

كما أعلنت البلاد العام الماضي عن صندوق بقيمة 820 مليون دولار لدعم الشركات الإماراتية والعالمية "الرائدة" في قطاع الفضاء، وذلك كجزء من جهودها لتنويع اقتصادها.

نشر
محتوى إعلاني