واشنطن توضح ما دار في اجتماع محمد بن سلمان و وزير الخارجية الأمريكي
(CNN)-- أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء، أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أكدا، في الاجتماع الذي عقد في قصر السلام بجدة "التزامهما المشترك بتعزيز الاستقرار والأمن والازدهار في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، في بيان، إن وزير الخارجية الأمريكي وولي العهد السعودي أكدا على أن "هذا الالتزام يتضمن اتفاقية سياسية شاملة لتحقيق السلام والازدهار والأمن في اليمن"، وأضاف المتحدث: "شدد الوزير أيضا على أن علاقتنا الثنائية تتعزز بالتقدم في مجال حقوق الإنسان".
وتابع أن "الوزير وولي العهد بحثا تعميق التعاون الاقتصادي خاصة في مجالات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا".
ووفقا للبيان، شكر بلينكن محمد بن سلمان "على دعم المملكة العربية السعودية لإجلاء مئات المواطنين الأمريكيين من السودان، وعلى شراكة المملكة المستمرة في المفاوضات الدبلوماسية لوقف القتال هناك".
وقال مسؤول أمريكي، للصحفيين، إن الاجتماع بين بلينكن وولي العهد السعودي استمر لمدة ساعة و40 دقيقة.
ووفقا للمسؤول، أجرى بلينكن والأمير محمد بن سلمان "مناقشة مفتوحة وصريحة غطت القضايا الإقليمية والثنائية، وكانت هناك درجة جيدة من التقارب حول المبادرات المحتملة بشأن المصالح المشتركة، مع الاعتراف أيضا بالاختلافات القائمة".
وتابع المسؤول الأمريكي أنه "فيما يتعلق بالسودان، شكر الوزير ولي العهد السعودي على دعم المملكة لإجلاء المواطنين الأمريكيين وتعاونها الوثيق لدفع الأطراف إلى وقف إطلاق النار، وتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية، وإنهاء الصراع بشكل دائم".
وقال المسؤول إن الجانبين "ناقشا السبل المحتملة لحل القضايا المتبقية التي يمكن أن تؤدي إلى حوار سياسي يمني يمني، وكذلك إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل واتفقا على استمرار الحوار حول هذه القضية".
وذكر المسؤول الأمريكي أن بلينكن "أثار أيضا ملف حقوق الإنسان بشكل عام وقضايا محددة".
وكانت وكالة الأنباء السعودية (واس) قالت إنه "جرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وأوجه التعاون في مختلف المجالات وسبل تعزيزه، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها".
وكان وزير الخارجية الأمريكي وصل إلى المملكة بعد ظهر يوم الثلاثاء، وسيتوجه إلى الرياض الأربعاء لعقد مزيد من الاجتماعات.
ويأتي الاجتماع في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على إدارة علاقتها المعقدة مع الدولة الخليجية.
وتوترت العلاقات بين البلدين، لا سيما في أعقاب تعذيب وقتل الصحفي جمال خاشقجي، والذي حمل تقرير استخباراتي أمريكي ولي العهد المسؤولية عنه.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال بلينكن إن الولايات المتحدة ستراجع "عواقب" قرار مجموعة أوبك بلس بخفض إنتاج النفط، قائلا إن السعوديين يعرفون أن القرار "سيزيد الأرباح الروسية".
وقبل أيام قليلة من رحلة بلينكن، قالت السعودية مرة أخرى إنها ستخفض إنتاج النفط ابتداء من يوليو/ تموز، وهي خطوة من المرجح أن ترفع الأسعار على الأمريكيين.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قالت في بيان سابق إن بلينكن يسافر إلى السعودية في الفترة من 6 إلى 8 يونيو/حزيران، حيث يجتمع مع المسؤولين السعوديين لـ"مناقشة التعاون الاستراتيجي الأمريكي السعودي في القضايا الإقليمية والعالمية ومجموعة من القضايا الثنائية بما في ذلك التعاون الاقتصادي والأمني".
وأضافت: "سيشارك الوزير أيضا في اجتماع وزاري لمجلس التعاون الخليجي الأمريكي في 7 يونيو، لمناقشة التعاون المتعاظم مع شركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز الأمن والاستقرار وخفض التصعيد والتكامل الإقليمي والفرص الاقتصادية في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
وتابعت: "سيستضيف بلينكن مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في 8 يونيو، اجتماعا وزاريا للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم (داعش) في الرياض لتسليط الضوء على الدور الحاسم الذي يلعبه التحالف لمواجهة التهديد المستمر لـ(داعش) وإعادة تأكيد التزامنا بضمان هزيمة التنظيم بشكل دائم".
وجدّد وزير الخارجية الأمريكي، الاثنين، التزام الولايات المتحدة بتعزيز التطبيع بين إسرائيل والسعودية.
وجاءت تصريحات بلينكن في واشنطن أمام مجموعة ضغط "إيباك" المؤيدة لإسرائيل، حيث قال إن التطبيع بين البلدين سيكون موضوع نقاش، وقال: "للولايات المتحدة مصلحة أمنية وطنية حقيقية في تعزيز التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية".
وأضاف: "نعتقد أننا نستطيع، بل يجب علينا بالفعل، أن نلعب دورا أساسيا في دفعه إلى الأمام".
وتابع: "ليست لدينا أوهام أنه يمكن أن يتم ذلك بسرعة أو بسهولة، لكننا نظل ملتزمين بالعمل لتحقيق هذه النتيجة، بما في ذلك خلال رحلتي هذا الأسبوع إلى جدة والرياض للمشاركة مع شركاء سعوديين وخليجيين".
وقال إن اتفاقيات التطبيع "ليست بديلا للتقدم بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، وأنها "لا يجب أن تأتي على حسابها".