في عالم الشاحنات الضخمة..كيف تمكنت المصرية عبير لهيطة من تحدي التغيير؟

نشر
5 دقائق قراءة
Credit: Egytrans

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "المرأة آخر من يدير شركة نقل ولوجستيات ناجحة في الشرق الأوسط"، هذا ما يعتقده البعض، في عالم الآلات الثقيلة، وقيادة الشاحنات الضخمة.

محتوى إعلاني

ورغم أن النساء يشكلن نصف القوى العاملة وأغلبية خريجي الجامعات، إلا أنهن يشغلن فقط حوالي ربع عدد الأدوار القيادية، وفقاً لما ذكره المنتدى الاقتصادي العالمي بتقريره الصادر في عام 2020.

تحدي التغيير

محتوى إعلاني

ولعل هذا ما شكل تحديًا كبيرًا لسيدة الأعمال المصرية عبير لهيطة عندما تم اختيارها في عام 2015 لمنصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة المصرية لخدمات النقل والتجارة "ايجيترانس" المملوكة لعائلتها، لتكون أول سيدة تحتل ذلك المنصب في تاريخ الشركة الممتد لفترة 50 عامًا.

لكن هذا التحدي هو ما دفعها للاستمرار، إذ تقول في مقابلة مع CNN بالعربية: "في البداية كان السبب الرئيسي لاختياري هذا المجال هو تاريخ الأسرة الراسخ بالشركة، وشغف والدي وشقيقي بالعمل، وشعوري بالانتماء والمسؤولية والرغبة بالمساهمة في نمو الشركة وتطويرها".

Credit: Egytrans

أما الصورة التي تتبادر إلى الأذهان عند التفوه بعبارة "نقل ولوجستيات" أي الآلات الثقيلة، والمستودعات، وقيادة الشاحنات، وبيئة العمل الصعبة التي لا تناسب المرأة بنظر المجتمع، فكانت السبب في استمرار لهيطة بالعمل، موضحة أن "مجال اللوجستيات يقدم مزايا مختلفة للسيدات ولا يقتصر على ذلك الجانب فحسب، إذ أنه قطاع متنامي، ومن بين الأكبر في الاقتصاد المصري".

وتمكنّ والد لهيطة من أن يكون داعمًا أساسيًا في مسيرتها المهنية، إذ تؤكد: "علَمني معنى المسؤولية وأهمية العلاقات الإنسانية في العمل، وكان صاحب فكر سابق لعصره، وضع حجر الأساس القوي لهوية إيجيترانس وقواعدها في السوق المصرية، وكذلك شقيقي الذي كان قدوتي بالإنجازات الكبيرة التي حققها على مستوى توسع الشركة".

Credit: Egytrans

تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل

واستطاعت لهيطة متابعة مسيرة والدها وشقيقها، وعملت على ابتكار استراتيجية تحولية للشركة وتنفيذ العديد من البرامج والخدمات المتميزة التي ساهمت في تنمية "ايجيترانس" كشركة لخدمات النقل واللوجستيات معترف بها في المنطقة، ما جعلها ضمن قائمة "فوربس" لـ100 سيدة أعمال قوية في الشرق الأوسط لعامي 2022 و2023.

وترى لهيطة أن العديد من المؤسسات اليوم تسعى إلى زيادة عدد النساء في المناصب القيادية العليا، وذلك لأن الشركات التي لديها نسبة أعلى من النساء في المناصب التنفيذية ومجلس الإدارة تميل إلى الأداء بشكل أفضل، إذ تقول: "أرى أن السيدات أمامهن فرص كثيرة وكبيرة، وكل ما هو مطلوب إفساح المجال لهن والتأكيد على مبدأ تكافؤ الفرص، فإذا حققنا ذلك لا يوجد ما يمنع السيدات من تحقيق النجاح، وترك بصمتهن في مختلف المجالات بما يعود بالنفع الحقيقي على الشركات ومنظومة الأعمال والاقتصاد ككل".

Credit: Egytrans

وتعتبر لهيطة أن هناك العديد من الخطوات التي تُمكّن النساء من الوصول للمناصب القيادية، منها وجود برامج توجيه ورعاية وتعليم للصفات القيادية الضرورية مما سيشجعهن على متابعة أدوار وظيفية تنفيذية، بالإضافة إلى التركيز على خلق ثقافات عمل شاملة، ومحاربة التحيزات اللاواعية التي تعيق النساء، وتوعية الموظفين بثقافة التنوع، وتشجيع المرأة على الدخول في القطاعات غير التقليدية مثل النقل، واللوجستيات، والطاقة، والهندسة.

Credit: Egytrans

أما الأهم برأيها، فيتمثل بأهمية الثقة بقدرات المرأة ومنحها الفرصة المناسبة. وفي هذا الصدد تقول: "لقد منحني دعم ابجيترانس للمرأة وقدراتها في عالم الأعمال فرصة لممارسة مهنة يهيمن عليها الرجال بشدة، والمساهمة في رحلة ايجيترانس نحو النمو المحلي والإقليمي، الأمر الذي جعلنا ندرك أهمية وضرورة تعزيز دور المرأة في هذه المجالات".

Credit: Egytrans

وتؤكد لهيطة: "أنا فخورة أن نسبة النساء في الإدارة والجناح التنفيذي في ايجيترانس أعلى بكثير من متوسط الصناعة البالغ 10% مع تمثيل النساء بنسبة 33% في مجلس الإدارة، و25% بالمناصب القيادية في الشركة".

نشر
محتوى إعلاني