"عيد الغدير" وخلافة علي بن أبي طالب.. إليكم رأي بن باز وما ورد بكتاب الإرشاد

نشر
7 دقائق قراءة
رجل شيعي يمشي حاملاً علمًا يصور ابن عم النبي محمد، علي بن أبي طالب (وسط) وولديه، في بغداد عام 2018Credit: AHMAD AL-RUBAYE/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—يحتفل أبناء المذهب الشيعي بـ"عيد الغدير" في الـ18 من شهر ذي الحجة (بالتقويم الهجري) وحديث نقل عن النبي محمد يراه الشيعة دليلا على تسليم الخلافة لعلي بن أبي طالب من بعد النبي في حين يرى أبناء المذهب السني غير ذلك، وفيما يلي نستعرض لكم رأي الطرفين:

كتاب "الإرشاد في معرفة حُجَج الله على العباد":

محتوى إعلاني

نقل الموقع الرسمي لمركز الارتباط بالمرجعية الشيعية العليا بالعراق، علي السيستاني من كتاب الإرشاد ما يلي عن عيد الغدير:

محتوى إعلاني

"لمّا قضى رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) نُسُكَه في حجة الوداع، أشرك علياً (عليه السلام) في هَدْيه، وقَفَل إلى المدينة وهو معه والمسلمون، حتّى انتهى إلى الموضع المعروف بغَدير خُمّ، وليس بموضع إذ ذاك للنزول لعدم الماء فيه والمرعى، فنَزَل (صلى الله عليه وآله) في الموضع ونَزَل المسلمون معه.

وكان سببُ نزوله في هذا المكان نزولَ القرآن عليه بنَصْبه أميرَ المؤمنين (عليه السلام) خليفةً في الاُمّة من بعده، وقد كان تَقَدَّم الوحيُ إليه في ذلك من غير توقيتٍ له فأخَّرَه لحضُور وقتٍ يَأْمَنُ فيه الاختلافُ منهم عليه، وعَلِمَ اللهُ سبحانه أنّه إن تجاوز غديرَ خُمّ انفصل عنه كثيرٌ من الناس إلى بلادهم وأماكنهم وبواديهم، فأراد اللهُ تعالى أن يَجْمعَهم لسِماع النصّ على أمير المؤمنين (عليه السلام) تأكيداً للحُجّة عليهم فيه. فأنْزَل جلّت عظمته عليه: (يَا اَيُّهَا الرَّسولُ بَلِّغْ مَا اُنْزِلَ اليْكَ مِنْ رَبِّكَ) يعني في استخلاف عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام) والنصّ بالإمامة عليه (وَاِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ) فأكَّد به الفرضَ عليه بذلك، وخوَّفَه من تأخير الأمرِ فيه، وضمِنَ له العِصمةَ ومَنْعَ الناس منه.

فنزل رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) المكانَ الذي ذكرناه، لما وَصَفناه من الأمر له بذلك وشرحناه، وَنَزَلَ المسلمون حوله، وكان يوماً قائظاً شديد الحَرّ، فأمر (عليه السلام) بدَوْحاتٍ هناك فقُمَّ ما تحتها، وأمر بجمع الرِحال في ذلك المكان، ووَضْعِ بعضها على بعض، ثمَّ أمَرَ مناديه فنادى في الناس بالصلاة. فاجتمعوا من رِحالهم إليه، وإنَّ أكثرَهم ليلُفُّ رداءه على قدمَيْه من شدّة الرَمْضاء. فلمّا اجتمعوا صَعِدَ عليه واله السلام على تلك الرِحال حتى صار في ذِرْوَتها، ودَعا أميرَ المؤمنين (عليه السلام) فرَقى معه حتّى قام عن يمينه، ثمَّ خَطَبَ للناس فحَمَد الله وأثنى عليه، ووَعَظَ فابلغ في الموعظة، ونَعى إلى الأُمّة نفسَه، فقال عليه واله السلام: «إني قد دُعِيْت ويُوشِك أن أُجِيب، وقد حان مني خفوفٌ من بين أظْهُركم، وإنّي مُخلِّفٌ فيكم ما إن تَمَسّكتم به لن تَضِلّوا أبداً: كتاب الله وعترتي أهلَ بيتي، وإنَّهما لن يَفْتَرِقا حتّى يَرِدا عَليَّ الحوضَ».

ثمّ نادى بأعلى صوته: «ألَسْتُ أولى بكم منكم بأنفسكم؟» فقالوا: اللهم بلى، فقال لهم على النَسَق، وقد أخذ بضَبْعَيْ أميرِ المؤمنين (عليه السلام) فرَفَعَهما حتّى رُئيَ بياضُ إِبْطَيْهما وقال: «فَمَنْ كُنتُ مَوْلاه فهذا عليٌّ مَوْلاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عَاداه، وانْصر من نَصَره، واخْذُل من خَذَله» ."

رأي عبدالعزيز بن باز (مفتي المملكة العربية السعودية الراحل)

في إجابة على سؤال نصه: "هل أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام بالخلافة لعلي؟" رد عبدالعزيز بن باز بما يلي وفقا لما ورد على موقعه الرسمي:

"هذا القول لا يعرف عن أحد من طوائف المسلمين سوى طائفة الشيعة، وهو قول باطل لا أصل له في الأحاديث الثابتة عن رسول الله صل الله عليه وسلم، وإنما دلت الأدلة الكثيرة على أن الخليفة بعده هو أبو بكر الصديق وعن سائر أصحاب النبي صل الله عليه وسلم، ولكنه صل الله عليه وسلم لم ينص على ذلك نصا صريحًا، ولم يوص به وصية قاطعة، ولكنه أمر بما يدل على ذلك، حيث أمره بأن يؤم الناس في مرضه، ولما ذكر له أمر الخلافة بعده قال عليه الصلاة والسلام: يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر ولهذا بايعه الصحابة بعد وفاة النبي صل الله عليه وسلم ومن جملتهم علي-رضي الله عنه، وأجمعوا على أن أبا بكر أفضلهم.

وثبت في حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أن الصحابة كانوا يقولون: (في حياة النبي صل الله عليه وسلم خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان) ويقرهم النبي صل الله عليه وسلم على ذلك، وتواترت الآثار عن علي أنه كان يقول: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، وكان يقول: لا أوتى بأحد يفضلني عليهما إلا جلدته حد المفتري، ولم يدع يوما لنفسه أنه أفضل الأمة، ولا أن الرسول صل الله عليه وسلم أوصى له بالخلافة، ولم يقل أن الصحابة ظلموه وأخذوا حقه، ولما توفيت فاطمة -رضي الله عنها- بايع الصديق بيعة ثانية تأكيدا للبيعة الأولى، وإظهارًا للناس أنه مع الجماعة وليس في نفسه شيء من بيعة أبي بكر جميعًا.

ولما طعن عمر وجعل الأمر شورى بين ستة من العشرة المشهود لهم بالجنة ومن جملتهم علي-رضي الله عنه، لم ينكر على عمر ذلك، لا في حياته ولا بعد وفاته، ولم يقل إنه أولى منهم جميعًا، فكيف يجوز لأحد من الناس أن يكذب على رسول الله صل الله عليه وسلم ويقول إنه أوصى لعلي بالخلافة؟ وعلي نفسه لم يَدِّع ذلك؟ ولا ادعاه أحد من الصحابة له؟ بل قد أجمعوا على صحة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، واعترف بذلك علي، وتعاون معهم جميعًا في الجهاد والشورى وغير ذلك."

نشر
محتوى إعلاني