أبرز تصريحات القادة والزعماء بقمة القاهرة للسلام في مصر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—انطلقت فعاليات قمة القاهرة للسلام في العاصمة المصرية، السبت، بمشاركة قادة وزعماء عرب ودوليين في اجتماع يهدف إلى دعم القضية الفلسطينية وبحث مستقبل عملية السلام ووقف التصعيد في قطاع غزة.
وقال الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي في كلمته الافتتاحية إن "محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم هو القضاء على القضية الفلسطينية.. أين المساواة بين أرواح البشر بدون تمييز؟.. مصر ترفض التهجير ونزوح الفلسطينيين لسيناء"، وتابع: "تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث وفي كل الأحوال لن يحدث على حساب مصر أبدا"، مؤكدا على أن "مصر دفعت ثمنًا هائلًا من أجل السلام في هذه المنطقة، وبقيت شامخة تقودها نحو السلام".
من جهته قال العاهل الأردني الملك عبدالله في كلمته: "تغضبني وتحزنني أعمال العنف التي استهدفت المدنيين الأبرياء.. ومع ذلك، كلما تزداد وحشية الأحداث يبدو أن اهتمام العالم يقل شيئا فشيئا. ففي أي مكان آخر كان العالم ليدين استهداف البنى التحتية للمدنيين والحرمان المتعمد للسكان من الغذاء، والمياه، والكهرباء، والاحتياجات الأساسية. وبالتأكيد كانت لتتم مساءلة الفاعل فورا".
وقال رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس في كلمته: "لن نقبل بالتهجير وسنبقى صامدين على أرضنا مهما كانت التحديات"، مضيفا: "الشعب الفلسطيني يعاني ويلات الحصار ونُحذر من محاولات تهجير شعبنا خارج أراضيهم إلى دول أخرى وسنبقى صامدين على أرضنا".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش في كلمته إن "مظالم الشعب الفلسطيني مشروعة وطويلة، لا يمكننا ولا يجب أن نتجاهل السياق الأوسع لهذه الأحداث المأساوية: الصراع الطويل الأمد و56 عاما من الاحتلال الذي لا نهاية له في الأفق، ولكن لا شيء يمكن أن يبرر الهجوم المشين الذي شنته حماس والذي أرهب المدنيين الإسرائيليين، ولا يمكن لتلك الهجمات البغيضة أن تبرر أبدا العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".
العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى قال بكلمته إن "تطورات الأحداث في قطاع غزة، ومعاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، والظروف الصعبة القاسية التي يمر بها، تؤكد الحاجة الملحة الى احتواء هذه الأزمة الخطيرة وتأثيراتها الانسانية، وتتطلب جهدا دبلوماسيا متواصلا بين كافة الأطراف الاقليمية والدولية، لوقف التصعيد وانهاء العمليات العسكرية ، وتوفير الحماية للمدنيين الأبرياء من الجانبين من انعكاسات هذه الحرب ، والإفراج عن جميع الأسرى والرهائن والمحتجزين، وتسهيل وصول المساعدات الطبية والغذاء والماء والوقود والكهرباء إلى قطاع غزة بموجب القانون الدولي الإنساني، والكف عن أي ممارسات من شأنها اتساع دائرة العنف ، مؤكدين رفضنا القاطع لتهجير شعب غزة الشقيق من أرضه وأرض أجداده".
ولي عهد الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الصباح بدوره قال بكلمته: "نتابع بكل ألم استمرار وتصاعد العمليات العسكرية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة ونشهد العقاب الجماعي الذي يتعرضون له بغارات جوية أدت إلى سقوط آلاف الضحايا الأبرياء.. مأساة الفلسطينيين الإنسانية هي نتيجة عدم سعي المجتمع الدولي لإيجاد حل عادل وشامل لهذه القضية والتعامل مع الانتهاكات الإسرائيلية بمعايير مزدوجة".
وقال رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، بكلمته: "يتعرض الشعبُ الفلسطيني إلى عملية إبادة جماعية باستهدافِ المدنيين في المجمعاتِ السكنية والكنائس والمستشفيات.. مجزرة مستشفى المعمدانية أظهرت الوجه الحقيقي للاحتلال الصهيوني، ونواياه التي تجاوزت كلَّ الخطوط الحمراء.. ما يحدث جريمةُ حرب مُكتملة الأركان، بدأت بقتل العُزل وفرض حصار خانق على ما تبقى من الأحياءِ منهم.. من الصعب أن نصوّر بالكلمات ما يحدث يومياً من أعمال فظيعة ومذابح، ودفن للأبرياء تحت أنقاضِ منازلِهم على أرض نزوحهم الأوّل أيامَ نكبة عام 1948".
وقال وزير خارجية السعودية، الأمير فيصل بن فرحان في كلمته: " نطالب المجتمع الدولي بالتحرك بشكل جدي واتخاذ موقف حازم ضد إسرائيل وإلزامها باحترام القانون الدولي الإنساني.. نؤكد على تمسك المملكة بالسلام خيارا استراتيجيا عبر الوقوف مع الشعب الفلسطيني الشقيق لاستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية بحدود عام 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية"، مضيفا بأن بلاده "حرصت منذ اندلاع الأزمة عل التشاور والتنسيق مع الأشقاء والشركاء بالمجتمع الدولي ونأمل أن تسهم هذه القمة في تحفيز تحرك حازم للمجتمع الدولي لإيجاد حل ينهي هذه الأزمة.."
الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد قال بتدوينة على صفحته بمنصة أكس (تويتر سابقا): "شاركت في قمة القاهرة للسلام.. في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة، تعمل الإمارات مع أشقائها وأصدقائها على الوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين، وضمان ممرات إنسانية آمنة لدعم قطاع غزة، وتفادي توسع الصراع ما يهدد الاستقرار والأمن الإقليميين، وإيجاد أفق للسلام الشامل".
وتعليقا على القمة، قال نائب وزير الخارجية السابق، والأمين العام للمجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير علي الحفني، إن القمة تعد أهم الاجتماعات الدولية في الوقت الحالي إذ يشارك فيها عدد كبير من الزعماء والرؤساء والمسؤولين، وتهدف لإيجاد حل سلمي للأوضاع في فلسطين، ووقف الاقتتال بين الطرفين المتنازعين (الفلسطيني والإسرائيلي)، ومنع امتداد نطاق المواجهة العسكرية إلى مناطق أخرى في هذا الإقليم، والتخفيف عن معاناة الشعب الفلسطيني، الذي يواجه عقوبات جماعية نتيجة تحركات الفصائل الفلسطينية، وتتمثل هذه العقوبات في منع المياه والغذاء والعديد من الاحتياجات الأساسية لأكثر من 2 مليون مواطن يعيشون في قطاع غزة.
وأضاف "الحنفي"، في تصريحات لـCNN بالعربية، أن مصر تحاول من خلال شبكة اتصالات واسعة مع كافة الأطراف لدفع في اتجاه وقف العمليات العسكرية، وإتاحة ممرات آمنة للمدنيين، وتوصيل كافة الاحتياجات الأساسية للمحرومين في قطاع غزة، الذي يعيش أهلها في معاناة شديدة مما يتطلب استدامة خط المساعدات لأهالي القطاع عبر معبر رفح، خاصة في ظل وجود حالات حرجة تتطلب نقلها للمستشفيات على الجانب المصري لإسعاف الحالات الطبية الحرجة.
وقال وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري، أيمن محسب، إن قمة القاهرة للسلام بحثت 3 ملفات رئيسية وهي: أولًا وقف إطلاق النار في فلسطين بشكل فوري، وثانيًا فتح معبر رفح لدخول المساعدات الإنسانية لأهالي غزة، وثالثًا الرفض القاطع لتهجير أو نزوع الفلسطينيين، مشيرًا لأهمية عقد القمة باعتبارها بارقة الأمل الوحيدة في ظل الصمت الدولي الرهيب تجاه هذه الأحداث.
وأكد "محسب"، في تصريحات لـCNN بالعربية، أهمية نتائج القمة في تشكيل موقف موحد للضغط على إسرائيل للوقف الفوري للاعتداءات على المدنيين، لافتًا إلى أبرز آليات الضغط العربي وهي وقف إجراءات التطبيع بين عدد من الدول العربية وإسرائيل، وكذلك تعطل المشروعات التنموية المشتركة.