نائب رئيس الوزراء الأردني السابق لـCNN: إسرائيل لديها قوة دفع والأردن لديه قوة منع
عمّان، الأردن (CNN)-- رأى نائب رئيس الوزراء الأردني السابق، جواد العناني، بأن الأردن حقق اختراقات عديدة في مسارات الحرب على غزة سياسيا وإنسانيا ودبلوماسيا، وقال بأن "لإسرائيل قوة دفع، ولكن للأردن قوة منع"، مؤكدا أن الأردن يمتلك "عناصر تصعيد لاحقة" أيضا، تعقيبا على السياسة التصعيدية المتدرجة التي أعلنت عنها الحكومة الأردنية، للرد على التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة وتداعياته.
وأوضح العناني في تصريحات لموقع CNN بالعربية في هذا السياق، بأن "دفاع الأردن عن القضية الفلسطينية لا يقتصر على هذه الحرب"، وقال: "الأردن يدافع عن القضية الفلسطينية وتأثيراتها المباشرة جغرافيا وديموغرافيا وسياسيا وعن العلاقات الخارجية ومستقبل العملية السلمية، الملك عبدالله الثاني في خطاباته كافة، نبّه مرارا إلى خطورة تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما تحدث عنه رئيس الحكومة مؤخرا يشير إلى جاهزية الإجراءات في أي حالة طوارئ".
واعتبر رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة، في تصريحات سابقة له بأن محاولات تهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية إلى الأردن، هي بمثابة إعلان حرب على المملكة، وأن على إسرائيل أن تتوقع أي شيء من الأردن "في حال اقتربت من القدس أو المسجد الأقصى".
وتتقاطع المواقف الرسمية الأردنية في رفض سيناريوهات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية، فيما شكلّت خطوة استدعاء السفير الأردني من تل أبيب وإبداء عدم الرغبة بعودة السفير الاسرائيلي إلى عمّان، خطوات تصعيدية محورية، قد يتبعها خطوات أخرى، كما يرى العناني.
وفيما يخص التحذير من "التهجير" كخطر أكبر لتداعيات الحرب على غزّة، قال العناني: "حديث الأردن عن اعتبار التهجير للأردن بمثابة إعلان حرب لغة مقصودة.. إسرائيل نجحت في حدوث حركة نزوح من الشمال إلى الجنوب في غزة، ولكن الأردن سيمنع أي نزوح إلى الضفة الشرقية، يجب ألا نكون عنصرا مساعدا لهم، هم لديهم قوة دفع ونحن لدينا في الأردن قوة منع".
وشكّل كسر الأردن للحصار على غزة خطوات متقدمة في الموقف الرسمي وفقا للعناني، وقال إن صوت الأردن "أصبح مسموعا أيضا ووضع له مكانة في المحور الصحيح في التحركات الدبلوماسية"، وتابع: "يجب أن يكون للأردن دور مؤثر في الحلول السلمية للقضية الفلسطينية حتى الوصول إلى حل مشرّف".
ورأى العناني أن "خطوة السفراء لها ثقلها ووزنها" وأن الأمر لابد أن ينسحب على الموقف المصري، بحسبه.
وتحدث وزير خارجية الأردن، أيمن الصفدي، ليل الأربعاء، بلهجة حادة حول رفض الأردن لأي سيناريوهات أو حتى حديث "عن" مرحلة ما بعد غزة وانتهاء الحرب عليها، معتبراً أن ما يطرح من سيناريوهات في هذا السياق "غير واقعي ومرفوض ولا يتعامل معها الأردن".
وقال خلال ندوة نظمت في أمانة عّمان، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، إن الأردن يشدد الآن في هذا السياق على وقف الحرب والجرائم التي ترتكب ضد الفلسطينيين، وأي حديث آخر يتم بعد ذلك، مؤكداً رفض الأردن لأي حديث عن "إدارة غزة ما بعد الحرب عبر قوات عربية أو غير عربية".
وردا على تساؤلات مشاركين حول إعلان إسرائيل عزمها القضاء على حركة حماس في غزة، قال الصفدي: "حماس فكرة، والفكرة لا تنتهي، من يريد وضعاً مغايراً عليه أن يلبي حاجات وحقوق الشعب الفلسطيني وبالسلام الشامل، إذا لم يذهب المجتمع الدولي بهذا الاتجاه وبخطة تحقق السلام والدولة الفلسطينية وحقوق شعبها فإننا سنعود للحرب كل 5 أو 6 سنوات، ولن يشهد أحدٌ الاستقرار والأمن الذي يطالب به كل العالم".