مسؤولون أمريكيون يوضحون لـCNN توقعاتهم بشأن مستقبل العملية الإسرائيلية في غزة
(CNN) -- قال العديد من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، لشبكة CNN، إنهم يتوقعون أن تستمر المرحلة الحالية من العملية البرية الإسرائيلية في غزة والتي تستهدف جنوب القطاع عدة أسابيع قبل أن تنتقل إسرائيل، ربما بحلول يناير/كانون الثاني، إلى استراتيجية تستهدف بشكل مركز مقاتلين وقادة محددين من حركة "حماس".
وذكر مسؤول أمريكي أن البيت الأبيض يشعر بقلق عميق بشأن الكيفية التي ستتطور بها العمليات الإسرائيلية خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وبحسب المصادر، حذرت الولايات المتحدة إسرائيل بشدة في محادثات "جادة ومباشرة"، من أن القوات الإسرائيلية "لا يمكنها تكرار هذا النوع من التكتيكات المدمرة التي استخدمتها في شمال غزة، وعليها بذل المزيد من الجهد للحد من الخسائر في صفوف المدنيين".
وتابعت المصادر أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بذلك مع تحول الرأي العام العالمي بشكل متزايد ضد عمليتها البرية، التي أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين، حيث أصبح مقدار الوقت المتاح لإسرائيل لمواصلة العملية في شكلها الحالي والاحتفاظ بدعم دولي ذي معنى يتضاءل بسرعة.
وحذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إسرائيل من أنها لا تستطيع "الفوز في حرب المدن إلا من خلال حماية المدنيين"، وذلك تصريح ربما يكون التحذير العلني الأكثر مباشرة حتى الآن.
وفي حديثه في منتدى ريغان للدفاع الوطني خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال أوستن إن الدعم الأمريكي لإسرائيل "غير قابل للتفاوض"، لكن إسرائيل تخاطر باستبدال "نصر تكتيكي بهزيمة استراتيجية" إذا لم تفعل المزيد لمنع مقتل مدنيين.
وقُتل ما يقرب من 16 ألف فلسطيني منذ أن بدأت إسرائيل حملتها في أكتوبر/ تشرين الأول، في أعقاب الهجوم الذي شنته "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر، وفقًا لوزارة الصحة التي تديرها "حماس" في غزة.
وقال مسؤول إسرائيلي إن بلاده تعتقد أنها قتلت "عدة آلاف من حماس".
على الرغم من أن كبار المسؤولين في إدارة جو بايدن دعوا إسرائيل علنا إلى بذل المزيد من الجهد لتقليل عدد الوفيات بين المدنيين، إلا أنهم حرصوا على تجنب توبيخ أي من تكتيكات إسرائيل بشكل مباشر، معتقدين أن المسؤولين يعتقدون أنه من الأكثر فعالية تقديم المشورة لإسرائيل بهدوء خلف الكواليس.
وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأمريكية، لـCNN، إنهم لم يشعروا بالارتياح لاستخدام كلمة "مقبول" للتعبير عن رد إسرائيل حتى الآن على النصيحة العسكرية من الإدارة الأمريكية - على عكس بعض التصريحات العامة الصادرة عن كبار أعضاء الإدارة.
ويؤكد المسؤولون الإسرائيليون، سرا وعلانية، أن جزءا من هدفهم النهائي يتلخص في "إضعاف حماس إلى الحد الذي يجعلها غير قادرة على تكرار الهجوم الذي شنته".
وقال مسؤول أمريكي كبير، لـCNN، إنه من غير المرجح أن يتحقق هذا الهدف بحلول نهاية العام، ومن المتوقع أن تستمر إسرائيل في السعي لتحقيق هذا الهدف في المرحلة التالية من الصراع الذي يرى المسؤولون الأمريكيون أنه "حملة طويلة المدى".
ووافق مسؤول إسرائيلي على أنه من المرجح أن ينتقل الجيش لمرحلة جديدة في الأسابيع القليلة المقبلة.
وطلبت CNN من مجلس الأمن القومي الأمريكي والحكومة الإسرائيلية التعليق.
وقال مصدر أمريكي مطلع على المعلومات الاستخبارية إن التقييمات الأمريكية الحالية تظهر أن إسرائيل لا تستطيع ببساطة الحفاظ على مستوى عملياتها عالية الكثافة إلى أجل غير مسمى، وخاصة مع استدعاء جنود الاحتياط، وكذلك تحتاج إسرائيل أيضا إلى الرد على الهجمات شبه اليومية التي يشنها "حزب الله" اللبناني على حدودها الشمالية - وهو سبب آخر يجعل القوات الإسرائيلية على الأرجح بحاجة إلى الانتقال إلى المزيد من الغارات المستهدفة بمجرد القضاء على أكبر عدد ممكن من مقاتلي "حماس" المتمركزين في غزة.
ويأمل المسؤولون الأمريكيون أن تنتقل إسرائيل إلى استراتيجية أكثر تركيزا بحلول شهر يناير/ كانون الأول، والتي ستشبه الطريقة التي انتقلت بها الولايات المتحدة من القتال المكثف في العراق وأفغانستان إلى "حملة أكثر تحديدا ضد قادة الإرهابيين"، حسبما قال مسؤولون أمريكيون كبار، لـCNN، وذكر أحد المصادر أن المسؤولين الإسرائيليين أشاروا إلى أن هذه هي نيتهم.
ولقد حرص كبار المسؤولين الأمريكيين على عدم انتقاد إسرائيل علنا، ويصرون بشكل متزايد على أن استراتيجيتهم المتمثلة في تقديم المشورة لإسرائيل قد حققت بعض النتائج.
وبعد أن دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إسرائيل إلى اتخاذ خطوات ملموسة لحماية المدنيين خلال زيارة إلى المنطقة الأسبوع الماضي، كشف الجيش الإسرائيلي عن خريطة على الإنترنت لغزة مقسمة إلى قطع صغيرة كمحاولة واضحة للسماح لإسرائيل بتحذير السكان من منطقة معينة لكن الخريطة تتطلب اتصالا بالكهرباء والإنترنت، وكلاهما انقطع في غزة عدة مرات.
وفي إشارة إلى هذا التطور، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، للصحفيين، الاثنين، إن إسرائيل "اتخذت في الواقع خطوة غير عادية للغاية وحددت بدقة المنطقة التي يعتزمون إجراء مناورات برية فيها، وقد طلبوا من الناس في تلك المنطقة للخروج".
ومع ذلك، فقد رفض عدة مرات تقديم تقييم حول ما إذا كانت التكتيكات الإسرائيلية أكثر تناسبا منذ انهيار الهدنة مع "حماس" الأسبوع الماضي واستؤنف القتال، وقال للصحفيين إنه "من السابق لأوانه" إصدار حكم.
وأصر المسؤولون الأمريكيون أيضا على أن التوغل الأولي للقوات الإسرائيلية في شمال غزة كان من الممكن أن يكون أوسع نطاقًا بكثير لولا تحذيرات الولايات المتحدة.
وكانت الخطة الأصلية لإسرائيل بعد هجوم "حماس" تضمنت عملية برية وجوية وبحرية واسعة النطاق بمشاركة مئات الآلاف من القوات الإسرائيلية والرغبة في "تسوية" قطاع غزة بأكمله، بحسب ما قاله أشخاص مطلعون على الخطط.
- أمريكا
- إسرائيل
- الإدارة الأمريكية
- الجيش الإسرائيلي
- الحدود اللبنانية الإسرائيلية
- الحكومة الإسرائيلية
- حركة حماس
- حزب الله
- قطاع غزة