أمريكا تدرس حماية السفن التجارية في البحر الأحمر.. ومسؤولون يوضحون سبب عدم ضرب الحوثيين في اليمن
(CNN) -- تدرس الولايات المتحدة الأمريكية تعزيز حماية السفن التجارية التي تُبحر عبر طريق الشحن الحيوي في البحر الأحمر، وسط سلسلة من الهجمات الصاروخية الأخيرة التي شنها مسلحو الحوثي المدعومون من إيران والذين يعملون انطلاقا من اليمن، وفقا لمسؤولين عسكريين.
وناقشت الولايات المتحدة سبل تعزيز الأمن في المنطقة مع أعضاء القوات البحرية المشتركة، وهي قوة مهام بحرية متعددة الجنسيات مكلفة بحماية الشحن التجاري في البحر الأحمر.
وقال المسؤولون الأمريكيون علناً إن المناقشات تركزت على إمكانية مرافقة السفن النشطة في البحر الأحمر والتي تمر عبر مضيق باب المندب إلى خليج عدن - القناة الضيقة التي تفصل بين اليمن والقرن الإفريقي.
وعرض سبعة أعضاء من القوة البحرية - التي تتألف من 39 دولة تتناوب على القيادة - بالفعل المساعدة، حسبما قال نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة للحضور في المجلس الأطلسي في واشنطن، الاثنين، في حين رفض المسؤولون الأمريكيون الإفصاح عن هوية تلك الدول.
وتعكس المناقشات حول تعزيز دور القوة البحرية قلقًا متزايدًا في المنطقة من سلوك الحوثيين المدعومين من إيران في القناة الحيوية، التي يمر من خلالها ملايين البراميل من النفط يوميًا.
وهاجم الحوثيون، الذين تمولهم وتدربهم إيران، بشكل متكرر السفن التجارية بطائرات بدون طيار وصواريخ في الأسابيع الأخيرة، وفي نوفمبر/تشرين ثاني استولوا على سفينة شحن مرتبطة بإسرائيل، واحتجزوا طاقمها كرهائن.
وأطلق الحوثيون صواريخ باتجاه إسرائيل، وتم اعتراض أحدها من جانب مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية في أكتوبر/تشرين الأول.
وأسقطت مدمرة أمريكية، الأحد، ثلاث طائرات بدون طيار تابعة للحوثيين خلال هجوم صاروخي على سفن، استمر لساعات عدة.
"حرب الناقلات" في الثمانينات
هناك بعض الأحداث السابقة البارزة لهذا النوع من الحماية التي يناقشها المسؤولون الأمريكيون حاليًا – منها في الثمانينيات، حين أطلقت الولايات المتحدة عملية الإرادة الجادة خلال ما يسمى "حرب الناقلات" بين إيران والعراق لمرافقة السفن الكويتية في الخليج وعبر مضيق هرمز.
في الوقت الراهن، لا يعتقد كبار مسؤولي الدفاع أن ضرب الحوثيين في اليمن هو الخيار المناسب، لأنهم لا يريدون أن يروا الوضع يتصاعد أكثر ولا يملكون حاليًا أدلة على أن الصواريخ التي أطلقها الحوثيون في الأسابيع الأخيرة استهدفت خصيصًا الأصول الأمريكية في المنطقة، حسبما قال مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية لـCNN.
ومع ذلك، تبقى جميع الاحتمالات على الطاولة وتحتفظ الولايات المتحدة الأمريكية بحق الرد في المكان والزمان المناسبين بالنسبة لها، حسبما قال مسؤول في وزارة الدفاع.
والسبب الآخر الذي يجعل الولايات المتحدة تخفف من ردها هو أنها تنظر إلى موجة الهجمات على أنها انتهاز للفرص، وليست جزءًا من جهد استراتيجي تبذله طهران لتصعيد الصراع، وفقًا للعديد من المسؤولين الأمريكيين الذين تحدثوا إلى شبكة CNN.
وقال نورمان رول، المسؤول السابق عن شؤون إيران في وكالة الاستخبارات المركزية، إن ضرب السفن التي تربطها الجماعة بإسرائيل في دعايتها تسمح لقادة الحوثيين بالادعاء بأنهم يقاتلون ضد إسرائيل، لضمان استمرار تدفق الدعم الإيراني لهم.
وأضاف رول: "مشاركة الحوثيين في الهجمات على إسرائيل تسمح لهم بإظهار انخراطهم في لعبة المقاومة، والمساعدة في تحويل الموارد الإسرائيلية من غزة، وإظهار العداء ضد الولايات المتحدة، وإرسال رسالة تحذير لدول الخليج".
وأشار المسؤول الاستخباراتي السابق إلى وجود عنصر أيديولوجي قوي في هجمات الحوثيين، جزء منه أن القضية الفلسطينية تتمتع بـ"شعبية جارفة" في اليمن.
وأردف رول: "قدرة قادة الحوثيين على التباهي أمام أتباعهم من القبائل بأنهم نفذوا هجمات ضد إسرائيل والولايات المتحدة تعزز مكانتهم داخل الحركة".
سلاح الحوثي أصبح أكثر تطورًا
يتابع المسؤولون الأمريكيون عن كثب التحسينات المتكررة في مدى ودقة وقوة صواريخ الحوثي محلية الصنع.
في البداية، تم تجميع أسلحة الحوثيين محلية الصنع إلى حد كبير باستخدام مكونات إيرانية تم تهريبها إلى اليمن على شكل قطع، وفقًا لمسؤول مطلع على المخابرات الأمريكية.
ولكن بما أن الحوثيين قاموا مرارًا وتكرارًا بإجراء هندسة عكسية للأسلحة الإيرانية، فقد أجروا تعديلات صغيرة تدريجية أدت إلى تحسينات شاملة كبيرة، على حد قول هذا الشخص، الذي قال إن استخدام الحوثيين للصواريخ الباليستية متوسطة المدى ضد إسرائيل أمر جديد.
ومع ذلك، فإن نوع الصواريخ الباليستية المضادة للسفن التي يطلقونها على السفن لا تزال بدائية نسبيًا و"من غير الممكن أن تصيب السفن في الظلام"، حسبما قال المسؤول نفسه، الذي أشار أيضا إلى أن صواريخ كروز المضادة للسفن أكثر قدرة وفعالية، لكنها "تفتقر إلى القدرة على إغراق أي شيء".
ورغم ذلك، يشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من أن هذا النشاط قد يهدد بتعطيل التدفق التجاري الدولي الذي يمر عبر مضيق باب المندب، المزدحم بشكل كبير.
وخلال حرب الناقلات في الثمانينيات، تم تغيير علم الناقلات المملوكة للكويت والتي ترافقها سفن عسكرية أمريكية، إلى العلم الأمريكي، وهي خطوة كانت مثيرة للجدل بشدة في ذلك الوقت تم استخدامها للالتفاف على القانون الأمريكي الذي يحظر على السفن البحرية مرافقة السفن المدنية التي ترفع علمًا أجنبيًا.
ولا توجد خطط حالية لتغيير علم أي من السفن التي ترافقها الولايات المتحدة وشركاؤها هذه المرة، وفقًا لمسؤول عسكري أمريكي.