تحقيق الجيش الإسرائيلي في واقعة قافلة مساعدات غزة الدموية يقوض بياناته السابقة
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- كشفت المراجعة الأخيرة التي أجراها الجيش الإسرائيلي لواقعة قافلة المساعدات في غزة، التي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى في 29 فبراير/شباط الماضي، عن تناقضات تقوض العناصر الأساسية لبيانات الجيش الإسرائيلي السابقة حول تسلسل أحداث الواقعة.
وقُتل أكثر من 100 شخص بعد أن فتحت القوات الإسرائيلية النار على الفلسطينيين الذين احتشدوا حول قافلة مساعدات إنسانية للأمم المتحدة في شمال غزة في 29 فبراير/شباط.
سعى الجيش الإسرائيلي في البداية إلى تصوير إطلاق النار من قواته وتدافع قافلة المساعدات كـ"حادثتين مختلفتين" في موقعين مختلفين، وأصر على أن إطلاق النار لم يحدث إلا بعد حدوث التدافع. وقال شهود عيان على الأرض إن إطلاق النار الإسرائيلي أدى إلى حدوث حالة من التدافع والذعر، مما دفع سائقي الشاحنات إلى الفرار من مكان الحادث ودهس العديد من الأشخاص.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر لشبكة CNN في 29 فبراير/شباط إن التدافع أدى إلى "حادثة وقوع ضحايا جماعية لا علاقة لها بإسرائيل" وأن إطلاق النار كان "في موقع مختلف جنوبا، بعيدا عن القافلة".
خلال مؤتمر صحفي منفصل، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "توجهت الشاحنات المحملة إلى الشمال ثم حدث التدافع وبعد ذلك وقع الحدث ضد قواتنا".
لكن الجدول الزمني الذي نشره الجيش الإسرائيلي، الجمعة 8 مارس/آذار الجاري، يكشف أن إطلاق النار الإسرائيلي الأول جاء بعد حوالي دقيقة واحدة من بدء قافلة المساعدات في عبور نقطة تفتيش عسكرية إسرائيلية وعبورها إلى منطقة مدنية في مدينة غزة. ويشير الجدول الزمني إلى أن الآلاف من سكان غزة تدفقوا باتجاه القافلة وقوات الجيش الإسرائيلي في الوقت نفسه.
ويشير بيان الجيش الإسرائيلي أيضًا إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي أطلقت النار على الأشخاص الذين تقدموا نحوهم "أثناء أحداث التجمهر".
ويتطابق الجدول الزمني الجديد للجيش الإسرائيلي بشكل وثيق مع وصف خضر الزعنون، الصحفي المحلي، لما حدث. وفي ذلك الوقت، قال خضر لشبكة CNN إن مئات الأشخاص توجهوا نحو القافلة على الفور وإن القوات الإسرائيلية فتحت النار في غضون دقائق. وأضاف أن إطلاق النار هو الذي دفع سائقي الشاحنات إلى الفرار وأن غالبية القتلى قتلوا في الفوضى التي تلت ذلك.