غوتيريش من عمّان: "أي هجوم عسكري في رفح يمكن أن يؤدي إلى كارثة مدمرة"
عمّان، الأردن (CNN)-- قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن أي هجوم عسكري في رفح يمكن أن يؤدي إلى "كارثة إنسانية مدمرة"، وأن المجاعة التي أصبحت "وشيكة" في قطاع غزة تتطلب إيصال مساعدات هائلة وفتح مزيد من نقاط المرور.
جاءت تصريحات غوتيريش خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، على هامش زيارته العاصمة عمّان، الاثنين. وأجرى جولة في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين، وعقد مباحثات موسعة حول دعم استمرار عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الأردن.
وردًا على استفسارات الصحفيين، قال غوتيريش إن قرار عدم السماح لدخول قوافل المساعدات إلى شمال قطاع غزة هو "أمر غير مقبول على الإطلاق"، في الوقت الذي تعيش غزة "وضعًا مأساويًا بالأساس"، مشددًا على أهمية وسرعة "إيصال مساعدات هائلة".
وفيما أشاد غوتيريش بدور وجهود العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الذي وصفه بالمناصر العالمي للسلام، قال إن "من اتخذوا قرار عدم إدخال المساعدات لشمال غزة عليهم أن يواجهوا التاريخ للعواقب التي تترتب على ذلك"، مضيفا أن هناك حاجة "لتكثيف الجهود دون أية عقبات أو محددات من الجانب الاسرائيلي لنكون قادرين على إنقاذ الناس المقيمين في شمال غزة من الخطر الوشيك للمجاعة".
وتأتي تصريحات غوتيريش عشية جلسة مرتقبة لمجلس الأمن الدولي، للتصويت على مشروع قرار أمريكي لوقف إطلاق النار في غزة. وأكد أنه لا يمكن التوصل إلى إنهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني دون حل الدولتين، وأنه "السبيل الوحيد لتلبية تطلعات الفلسطينيين المشروعة والإسرائيليين".
وقال غوتيريش إن "لا شيء يبرر هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول واحتجاز رهائن في غزة، ولا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني."، فيما نقل حديثا دار بينه وبين بعض العاملين التابعين للأمم المتحدة عند زيارته إلى معبر رفح، اعتبروا فيه أن الأزمة هي "أسوأ الأزمات الإنسانية في العقود الأخيرة"، وأن "حجم التدمير والقتل في مستوى غير مسبوق في غزة."
وأشار غوتيريش إلى أن هناك "وعيًا متزايدًا" في العالم، بضرورة توّقف ما يجري في غزة وإنهاء القتال "الآن"، وإطلاق سراح المحتجزين في غزة.
وفي وقت سابق الاثنين، شدد غوتيريش من مخيّم الوحدات على "التزام الأمم المتحدة بضمان استمرار دعم الاونروا والحفاظ على تدفق خدماتها" في الأردن الذي يعتبر موطنا لـ 2.4 مليون لاجىء فلسطيني وهو العدد الأكبر في المنطقة.
وأكد غوتيريش أن الأمم المتحدة ستنشر نتائج التحقيقات المستقلة، التي تجريها بشأن ادعاءات ضلوع موظفين تابعين للأونروا في هجوم السابع من أكتوبر، وقال إن المراجعة التي تجريها الأونروا في هذا الصدد، ستجعلها "أقوى وأكثر فاعلية".
وأعرب غوتيريش عن أمله في تراجع الكونغرس عن قراره بشأن الميزانية المؤقتة التي تشتمل على وقف تمويل الولايات المتحدة لوكالة الأونروا حتى مارس/آذار 2025، وصادق عليها الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرًا.
وأشار غوتيريش إلى أن الأونروا تعمل حاليًا في ظروف صعبة جدًا، بسبب توقف المساعدات لها من عدد من الدول.
وبشأن وقف إطلاق النار في غزة، قال غوتيريش، إن هناك توافقا كبيرًا اليوم لدى المجتمع الدولي بضرورة وقف إطلاق النار، بما في ذلك من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وكذلك بضرورة إبلاغ إسرائيل أن "الاجتياح البري" لرفح، قد يسفر عن "كارثة إنسانية".
من جهته، حثّ وزير الخارجية الأردني أعضاء مجلس الأمن الدولي على تبني قرار الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة"، قائلا: "حتى لو من أجل اتخاذ فقط موقف قانوني أخلاقي، بأن ما يحدث من جرائم حرب ومن تجويع للأبرياء ومن قتل لهم مرفوض وغير مقبول ويشكل خرقا لكل مايمثله مجلس الأمن ولكل ما يمثله القانون الدولي".
وأشار الصفدي خلال المؤتمر المشترك مع غوتيريش إلى أن العالم متفق اليوم على أن أي "عملية عسكرية في رفح ستؤدي إلى "كارثة إنسانية"، وتابع: "نقول كفى توفيرًا للحصانة لإسرائيل في حربها على غزة"، معتبرًا أن "اقتحام إسرائيل لرفح سيؤدي إلى مذبحة ومجزرة إنسانية".
وحسب الصفدي، فقد رأى أنه ليس هناك "ما يردع إسرائيل علنيًا" حيال ما يجري في قطاع غزة، وأضاف: "هذه الحكومة الاسرائيلية التي يقودها متطرفون عنصريون، لا يمكن أن يُسمح لهم بالاستمرار بقتل الابرياء وإغراق المنطقة بخطر توسع الحرب واستمرار الصراع".
وقال الصفدي إن إسرائيل "تستخدم التجويع كسلاح في غزة"، مؤكدًا أن "المأساة" في غزة ستنتهي إذا توقف العدوان وإذا سمحت إسرائيل بدخول المساعدات، لافتا أن المساعدات "متوفرة، ولكن ما هو غائب سماح إسرائيل بدخول المساعدات".
وأضاف الصفدي "بدلا من إرسال السلاح إلى إسرائيل يجب إرسال المساعدات إلى غزة"، مشددًا ضرورة أن تواجه الحكومة الإسرائيلية "عقوبات على ما تقوم به من خرق للقانون الدولي".
وجدد الصفدي التأكيد على استمرار الجهد الأردني في الدعوة والعمل على وقف إطلاق النار في غزة، إلا أنه أكد على أن الأردن وحده لن يكون قادرًا على فرض هذا العدوان الذي تتحدى فيه إسرائيل العالم كله"، وأن "أصواتا في العالم أصبحت ترفضه بشكل أكبر وتتصدى له".
وتابع: "ثمة تغير في الموقف الدولي إزاء العدوان الاسرائيلي وما يحدث من تجويع للناس، ومن قتل لهم ومن حرمانهم من المساعدات ولكن ما زلنا نتعامل مع واقع تتحدى فيه إسرائيل حتى شركائها. الولايات المتحدة الشريك الأكبر لإسرائيل، قالت بعدم شن الهجوم على رفح وطالبت بإدخال المساعدات".