عملية رفح.. حماس: "لن تكون نزهة" للجيش الإسرائيلي.. وتحذيرات عربية ودولية من "مجزرة"
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أمر الجيش الإسرائيلي سكان شرق رفح مغادرة المنطقة، الاثنين، وسط ترقب لـ"عملية محدودة"، بينما قالت حركة حماس إنها "لن تكون نزهة". في وقت سيجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن اتصالا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسط تحذيرات دول عربية وغربية ومنظمات إنسانية.
في إيجاز صحفي، الاثنين، قال نداف شوشاني، المتحدث الدولي للجيش الإسرائيلي، إن إجلاء السكان والنازحين الفلسطينيين في شرق رفح "ليس إجلاء واسع النطاق من المدينة، بل عملية محدودة في منطقة شرق رفح"، وأنها "جزء من خططنا لتفكيك حماس"، حسب رد شوشاني على سؤال شبكة CNN حول سبب العملية.
كان وزير الدفاع الإسرائيلي، يواف غالانت، قال للقوات داخل قطاع غزة، صباح الأحد، إن عليهم أن يتوقعوا "عملًا عسكريًا مكثفًا في رفح وأماكن أخرى في جميع أنحاء القطاع في المستقبل القريب".
في المقابل، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، إن "أي عملية عسكرية في رفح ستضع المفاوضات في مهب الريح".
وأضاف الرشق، في تصريحات نقلها الموقع الرسمي لحركة حماس أن العملية المحتملة "لن تكون نزهة لجيش العدو، ونتنياهو وحكومته يتحملان كامل المسؤولية".
ومن المتوقع أن يتحدث الرئيس جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، حسبما قالت مصادر مطلعة على المكالمة لشبكة CNN.
وقال أحد المصادر إن المكالمة ستجرى هذا الصباح قبل أن يغادر بايدن ويلمنجتون بولاية ديلاوير للعودة إلى البيت الأبيض.
سبق أن أعرب البيت الأبيض عن تشككه للغاية في أي توغل في رفح، بسبب المخاوف بشأن التأثير الإنساني المحتمل.
وتأتي المحادثة أيضًا في الوقت الذي توقفت فيه محادثات الرهائن ووقف إطلاق النار بشكل أساسي في الوقت الحالي مع بقاء مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز في قطر لمحاولة مواصلة المفاوضات.
في هذه الأثناء، قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان الاثنين: "تؤكد فرنسا مجددًا معارضتها الصارمة للهجوم الإسرائيلي على رفح حيث يعيش أكثر من 1.3 مليون شخص في وضع بالغ الصعوبة".
وأضاف البيان أن "فرنسا تشير أيضًا إلى أن التهجير القسري للسكان المدنيين يشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي".
كما وجه كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، تحذيرًا صارخًا الاثنين من أن "أوامر الإخلاء الإسرائيلية للمدنيين في رفح تنذر بالأسوأ: المزيد من الحرب والمجاعة".
وأضاف الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في منشوره على موقع إكس: "يمكن للاتحاد الأوروبي، مع المجتمع الدولي، ويجب عليهما العمل لمنع مثل هذا السيناريو".
وصدرت تحذيرات عربية مماثلة من العملية العسكرية المحتملة، وقالت مصر والأردن في بيانات منفصلة، إن "مجزرة" محتملة تهدد الفلسطينيين في رفح، وأن التصعيد يحمل "مخاطر إنسانية بالغة".
وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان صحفي، الاثنين، في أعقاب أوامر الإخلاء التي أصدرتها إسرائيل لسكان شرق رفح، من أن حوالي 600 ألف طفل في رفح قد يواجهون "كارثة أخرى".
وقالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف، إن "رفح أصبحت الآن مدينة للأطفال الذين ليس لديهم مكان آمن للذهاب إليه في غزة".
وأضافت: "إذا بدأت عمليات عسكرية واسعة النطاق، فلن يتعرض الأطفال لخطر العنف فحسب، بل أيضًا للفوضى والذعر، في وقت تضعف فيه حالتهم الجسدية والعقلية بالفعل".
ويشكل الأطفال حوالي نصف سكان رفح الحاليين البالغ عددهم 1.2 مليون نسمة، "كثيرون منهم نزحوا عدة مرات ويعيشون في خيام أو في مساكن غير رسمية وغير مستقرة"، وفقاً لليونيسف.
وقالت المنظمة الأممية إن الأطفال "مستضعفون بشكل خاص" و"يتعرضون للقتل والإصابة بشكل غير متناسب"، مستندة إلى ما قالته وزارة الصحة الفلسطينية حول أن أكثر من 14 ألف طفل قتلوا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
في سياق متصل، قال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، يان إيغلاند، الاثنين، إن الأوامر التي أصدرتها إسرائيل لسكان شرق رفح "مثيرة للقلق"، محذرًا من أن "غياب هذه الضمانات الأساسية للسلامة والعودة، كما يقتضي القانون الإنساني الدولي، يؤهل توجيهات النقل الإسرائيلية باعتبارها ترحيلاً قسريًا، وهو ما يرقى إلى مستوى انتهاك خطير للقانون الدولي".
وحث إيغلاند حماس وإسرائيل على التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.
وأضاف: "سيكون حكم التاريخ قاسيًا على الرجال الذين واصلوا حربًا قتلت عددا لا يحصى من النساء والأطفال".