مصر.. الحكومة تكشف سبب إصابة 480 مواطنًا بنزلات معوية في أسوان
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تسببت إصابة عدد كبير من سكان قريتين في محافظة أسوان جنوبي مصر، بنزلات معوية في رواج منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام القليلة الماضية، تحذر من شرب مياه النيل بدعوى تلوثها. وسرت شائعات حول سبب هذا التلوث، وسط روايات ما بين الحديث عن صرف أحد المصانع لمخلفاته أو اختلاط الصرف بمياه الشرب أو انتقال الكوليرا من السودان.
وقُوبلت هذه الشائعات بنفي من مصنع كيما حول تسريب الصرف الصناعي للنيل، ومن وزارة الإسكان بتأكيد سلامة المياه، فيما كشف وزير الصحة حقيقة الأمر بأن سبب إصابة عدد من مواطني أسوان بنزلات معوية هو مرض الإيكولاي، الذي انتشر نتيجة اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي.
وأرجع الأهالي مسؤولية انتشار العدوى البكتيرية إلى الشبكات الداخلية في المنازل غير المطابقة للمواصفات.
واستقبلت مستشفيات محافظة أسوان 480 حالة مصابة بنزلات معوية منذ 16 سبتمبر/أيلول الجاري، كانت معظمها حالات بسيطة عدا 168 حالة احتاجت للدخول إلى الأقسام الداخلية بالمستشفيات، بسبب تأخر توجهها للمستشفى، خرج منها 49 حالة وتبقت 78 حالة يتماثلون الشفاء، إضافة إلى 36 حالة في العناية المركزة من أصحاب الأمراض المزمنة، وفق تصريحات رسمية لوزير الصحة خالد عبد الغفار.
وقال أستاذ الوبائيات والأمراض متوطنة والطب وقائي، الدكتور خالد عبد العظيم، إن بكتيريا "الإيكولاي" تعيش في أمعاء الإنسان بشكل طبيعي دون أن تسبب في أي عوارض أو مشاكل صحية، إلا أنه حال تلوث المياه أو الطعام بهذه البكتيريا تظهر أعراضها على المريض وتسبب في إسهال وغثيان وقئ وارتفاع في درجات الحرارة.
وأضاف عبد العظيم، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن مواجهة مرض "الإيكولاي" يتطلب أخذ عينات من كل الأماكن التي ظهر فيها المرض؛ لإجراء تحليل دقيق لمعرفة مصدر العدوى، سواء كانت من مياه أو طعام ملوثين، ومعرفة سبب هذا التلوث، خاصة أن أعراض "الإيكولاي" تتشابه مع أمراض السلمونيلا والكوليرا وفيروسات أخرى. كما أكد ضرورة أخذ عينات من المرضى الذين ظهرت عليهم الأعراض للتعرف على سلالة مرض "الإيكولاي" نفسه.
وحسب تصريحات صحفية لوزير الصحة، خالد عبد الغفار، فإن الحكومة شكلت فريق عمل وأخذت عينات من مصادر المياه لفصحها، وتأكدت من سلامة مياه الشرب.
وأكد وزير الإسكان والمرافق أن هناك 108 محطات مياه لخدمة محافظة أسوان، كانت نتائج فحصها مطابقة للمواصفات، فيما رصد فريق العمل شبكات داخلية مُنفذة بمعرفة الأهالي غير مطابقة للمواصفات، وتم تأمين هذه الوصلات، سواء لمياه الشرب أو الصرف الصحي، حسب قوله.
وطمأن محافظ أسوان، إسماعيل كمال، المواطنين بشأن الحالات المرضية في قريتي أبو الريش ودراو، لافتًا أن المحافظة تجهز للاحتفال ببدء الموسم السياحي الشتوي ولم يتم إلغاء فوج واحد.
من جانبه، قال أستاذ الصحة العامة بكلية الطب جامعة الزقازيق، واستشاري الطب الوقائي، الدكتور عبد اللطيف المر، إن بكتيريا الإيكولاي تعيش في الإنسان بطريقة عادية، ومعظم أنواعها غير ضارة، لكنها قد تتغير إلى الحالة العدائية بسبب بعض السلوكيات غير الصحية أو عدم اتباع النظافة الشخصية أو ضعف المناعة عند كبار السن والصغار. وأشار إلى وجود حوالي 3 ملايين حالة إصابة بالبكتيريا سنويًا في جميع أنحاء العالم.
وأضاف المُر، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن الوضع الصحي في قريتي أبو الريش ودراو، مطمئن مع خروج معظم الحالات المصابة بالبكتيريا، وعدم استقبال حالات جديدة في المستشفيات مع الإجراءات الحكومية بتزويد أهالي القريتين بمصادر مياه نظيفة، وتواجد فرق طبية لمتابعة المرضى وتقديم الرعاية الصحية لهم، وتوعية الأهالي بأية سلوكيات قد تؤدي للإصابة بهذه البكتيريا أو غيرها من الأمراض المعدية.