تقرير سري يحذر من مخزون اليورانيوم المخصب عند إيران

نشر
7 دقائق قراءة

(CNN)-- حذر تقرير سري صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، اطلعت عليه وكالة أسوشيتد برس للأنباء، الثلاثاء، من أن إيران "تحدت المطالب الدولية بكبح جماح برنامجها النووي، وزادت مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى مستويات قريبة من درجة الأسلحة".

وقال التقرير إنه "اعتبارا من 26 أكتوبر/ تشرين الأول، تمتلك إيران 182.3 كيلوغراما (401.9 رطلا) من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60٪، بزيادة قدرها 17.6 كيلوغراما (38.8 رطلا) منذ التقرير الأخير في أغسطس/ آب".

محتوى إعلاني

واليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 60٪ هو مجرد خطوة فنية قصيرة بعيدا عن مستويات الأسلحة بنسبة 90٪.

كما قدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها ربع السنوي أنه "اعتبارا من 26 أكتوبر، بلغ إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب 6604.4 كيلوغرام (14560 رطلا)، بزيادة قدرها 852.6 كيلوغرام (1879.6 رطلاً) منذ أغسطس".

وبموجب تعريف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن حوالي 42 كيلوغراما (92.5 رطلاً) من اليورانيوم المخصب إلى درجة نقاء 60٪ هو الكمية التي يمكن بها نظريا تصنيع سلاح ذري واحد، إذا تم تخصيب المادة بشكل أكبر، إلى 90٪.

وتأتي التقارير في وقت حرج حيث تبادلت إسرائيل وإيران الهجمات الصاروخية في الأشهر الأخيرة بعد أكثر من عام من الحرب في غزة، التي تحكمها حركة حماس المدعومة من إيران.

وإضافة إلى ذلك، تثير إعادة انتخاب دونالد ترامب تساؤلات حول ما إذا كانت إدارته وإيران قد تنخرطان وكيف.

وتميزت الفترة الأولى لترامب في منصبه بفترة مضطربة بشكل خاص، عندما انتهج سياسة "الضغط الأقصى" ضد طهران، وانسحب من جانب واحد من الاتفاق النووي الإيراني، مما أدى إلى إعاقة الاقتصاد الإيراني من خلال العقوبات، وأمر بقتل قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني

الدبلوماسيون الغربيون يفكرون في توبيخ إيران

وعرضت إيران، الأسبوع الماضي، عدم زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60٪، خلال زيارة إلى طهران قام بها رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الاجتماعات: "تمت مناقشة إمكانية عدم قيام إيران بزيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60٪ ، بما في ذلك تدابير التحقق الفنية اللازمة للوكالة لتأكيد ذلك، إذا تم تنفيذه".

وذكر التقرير أنه بعد يوم واحد من مغادرة غروسي لإيران، في 16 نوفمبر/تشرين الثاني، أكد مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن "إيران بدأت تنفيذ التدابير التحضيرية الرامية إلى وقف زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60في مواقعها النووية تحت الأرض في فوردو ونطنز".

وتأتي هذه التقارير قبل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع في فيينا وكانت الدول الغربية تدرس قرارا ينتقد إيران لفشلها في تحسين التعاون مع الوكالة.

وقال دبلوماسي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه من المحتمل ألا تصمد الالتزامات التي قطعتها إيران خلال زيارة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حالة تمرير قرار.

 وفي الماضي، استجابت إيران لقرارات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال تعزيز برنامجها النووي بشكل أكبر.

وأكدت إيران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، لكن غروسي حذر في وقت سابق من أن طهران لديها ما يكفي من اليورانيوم المخصب إلى مستويات قريبة من درجة الأسلحة لصنع "عدة" قنابل نووية إذا اختارت القيام بذلك.

 واعترف بأن الوكالة التابعة للأمم المتحدة لا تستطيع ضمان عدم نزع أي من أجهزة الطرد المركزي الإيرانية للتخصيب السري.

تقدم ضئيل في تحسين العلاقات

كما ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران فشلت في اتخاذ خطوات ملموسة حتى الآن لتحسين التعاون، رغم مناشدات غروسي، الذي أجرى محادثات الأسبوع الماضي مع محمد إسلامي من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان.

ومع ذلك، ذكر التقرير السري الصادر الثلاثاء أيضًا أنه خلال زيارة غروسي لإيران في 14 نوفمبر "وافقت إيران على الرد على مخاوف الوكالة المتعلقة بسحب إيران لتعيين العديد من مفتشي الوكالة ذوي الخبرة من خلال النظر في قبول تعيين 4 مفتشين إضافيين ذوي خبرة"

وفي سبتمبر/ أيلول 2023، منعت إيران بعض مفتشي الوكالة الأكثر خبرة في فيينا من دخول البلاد.

وأشار التقرير أيضا إلى أنه لم يكن هناك تقدم حتى الآن في إعادة تركيب المزيد من معدات المراقبة، بما في ذلك الكاميرات، التي أزيلت في يونيو/ حزيران 2022

ومنذ ذلك الحين، تأتي البيانات المسجلة الوحيدة من كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية المثبتة في ورشة عمل أجهزة الطرد المركزي في أصفهان في مايو/ أيار 2023، رغم أن إيران لم توفر للوكالة الدولية للطاقة الذرية إمكانية الوصول إلى هذه البيانات ولم يتمكن المفتشون من صيانة الكاميرات.

وفي الأسبوع الماضي، حذر إسلامي من أن إيران قد ترد إذا تم تحديها في اجتماع مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية القادم.

 واعترف غروسي بأن بعض الدول تفكر في اتخاذ إجراءات ضد إيران.

وفي محاولة لضمان عدم تمكن إيران من تطوير أسلحة ذرية، أبرمت القوى العالمية اتفاقا مع طهران في 2015 وافقت بموجبه على الحد من تخصيب اليورانيوم إلى المستويات اللازمة للطاقة النووية في مقابل

كانت إيران قد أعلنت عن نيتها رفع العقوبات الاقتصادية عنها، وكُلِّف مفتشو الأمم المتحدة بمراقبة البرنامج.

وبموجب الاتفاق النووي الأصلي لعام 2015، سُمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 3.67% فقط، ويمكنها الاحتفاظ بمخزون من اليورانيوم يصل إلى 300 كيلوغرام، ويُسمح لها باستخدام أجهزة الطرد المركزي الأساسية للغاية فقط.

وبعد عام من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في عهد دونالد ترامب، بدأت إيران في التخلي تدريجيًا عن جميع القيود التي فرضها الاتفاق على برنامجها وبدأت في تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 60%.

نشر
محتوى إعلاني