"هروب قوات الأسد" و"قصف روسي" و"تحرير مساجين".. هذه حقيقة مقاطع فيديو منسوبة إلى معارك حلب
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- انتشرت مواد مصورة عديدة على هامش هجوم مفاجىء للمعارضة السورية المسلحة استعادت به السيطرة من القوات الحكومية السورية على "غالبية مدينة حلب"، شمالي غرب البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
بشعار "ردع العدوان"، تقدمت مجموعات مسلحة، تقودها هيئة تحرير الشام وفصائل مدعومة من تركيا، في مدينة حلب، وانسحبت القوات الحكومية التي تسيطر على المدينة منذ عام 2016، فيما أعلن الجيش السوري عزمه التحضير لشن هجوم مضاد.
وبين صور ومقاطع فيديو قديمة أو مقتطعة من سياقها الحقيقي، كانت هناك فورة في المعلومات المُضللة جرى ترويجها بالتزامن مع التحولات الجارية على الأرض.
فيما يلي توضح CNN بالعربية حقيقة أبرز المواد المصورة المتداولة بشكل فيروسي خلال الساعات الأخيرة:
"هروب قوات الأسد"
أعادت حسابات وصفحات على الشبكات الاجتماعية نشر مقطع فيديو، باعتباره من معارك حلب الحالية، مع تعليق يقول: "سوريا.. شاهد عنصر من قوات الأسد يوثق عملية الهروب الجماعي لقوات الأسد والميليشيات الإيرانية بريف حلب الغربي".
في حين أظهر تحقق CNN بالعربية أن أقدم نسخة منه تعود إلى 29 يونيو/حزيران 2019، في قناة على موقع يوتيوب "phoenix9679@"، التي قالت إنه "فيديو مسرّب من هواتف قتلى جيش النظام في ريف حماة يظهر فيه هروب عدد كبير من عناصر جيش النظام في ريف حماة أمام ضربات الثوار".
وقتها، أعاد تلفزيون أورينت، القريب من المعارضة السورية، بث اللقطات، وأوضح أنها للحظة هروب العشرات من القوات السورية "خلال هجوم الفصائل المقاتلة على قرية الحويز غرب حماة، تزامن ذلك بعدما استهدفت الفصائل المقاتلة بقذائف المدفعية والصواريخ تجمعا" لقوات الأسد "على محور كفر هود شمال المحافظة".
وكان هناك فيديو آخر متداول على أنه للحظة هروب قوات سورية.
وتأكد لنا أن المقطع يعود إلى السياق الأفغاني، حيث نشرته حسابات أفغانية، قائلة إنه من الأيام الأخيرة لخروج القوات الأمريكية من البلاد.
"تحرير مساجين"
تداولت حسابات على منصة إكس مقطع فيديو منسوب للحظة "تحرير المساجين من معتقلات النظام في حلب".
ويكشف تحقق CNN بالعربية أن الفيديو قديم ويعود إلى مارس/آذار 2015، وأن المقطع المتداول حاليًا مأخوذ من فيديو مدته تزيد عن 6 دقائق، وكان لـ"لحظة تحرير المعتقلين داخل فرع أمن الدولة بمدينة إدلب"، بحسب إحدى أقدم النسخ المنشورة في صفحة "هيئة البحث العلمي لدعم الثورة".
قصف روسي
ووسط تقارير عن ضربات جوية روسية تستهدف المجموعات المسلحة التي شاركت في معارك حلب، عاودت حسابات نشر مقاطع قديمة على أنها مرتبطة بالأحداث الأخيرة، قائلة إنها لـ"غارات جوية مكثفة من الطائرات الروسية والسورية على مواقع الإرهابيين في إدلب والمناطق المحيطة بها".
بينما تأكدت شبكة CNN بالعربية من أن الفيديو يرجع عمره 5 سنوات مضت، ففي أغسطس/آب 2019، نشرت قناة الجزيرة الفيديو وقتها - نقلا عن وسائل إعلام سورية - بعنوان "قنابل القصف الروسي تحوّل ليل مدينة إدلب وريفها إلى نهار".
"القبض على مجموعات مسلحة"
في المقابل، روجت حسابات يعبر خطابها عن تأييد للحكومة السورية، صورًا مقتطعة من سياقها الحقيقي، إحداها تقول إن "الأمن السوري يلقي القبض على (مجموعات مسلحة) صوّرت مشاهد في عدد من أحياء حلب لتوحي بأنه تم السيطرة عليها".
بينما يُظهر تحقق CNN بالعربية أن اللقطة تعود إلى مايو/أيار 2022، خلال القبض على 3 عناصر لـ"خلية نائمة" من تنظيم داعش في شمال مدينة الرقة، وفقًا لما نقلته آنذاك وكالة "نورث برس" الكردية عن قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على الرقة منذ طرد داعش في عام 2017.
"انتشار عراقي"
في هذه الأثناء، كانت حسابات ناشطة في الشأن العراقي، تقول إن "القوات المسلحة العراقية تتلقى توجيهات بالانتشار وبدء دوريات مراقبة راجلة وتسيير طيران لمراقبة الحدود مع سوريا بعد الأحداث الأخيرة هناك".
أما الصورة نفسها المرفقة مع الخبر فهي لطائرة عراقية من طراز إف-16 بعد تسليمها إلى القوات الجوية في قاعدة بلد الجوية شمال بغداد، وذلك ضمن صفقة أسلحة من الولايات المتحدة. والصورة منشورة عبر وكالتي الأناضول وغيتي للصور، في يوليو/تموز 2015.