سوريا.. ما حقيقة التسجيل الصوتي لتنحي بشار الأسد عن الرئاسة؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- انتشر تسجيل صوتي منسوب للرئيس السوري بشار الأسد، باعتباره يعلن خلاله رحيله عن السلطة، بالتزامن مع عودة الحرب الأهلية السورية إلى الواجهة، في ظل استيلاء المعارضة السورية على مدينتي حلب وحماة، وتمدد تحركاتها العسكرية إلى مناطق أخرى في الأيام الأخيرة.
ظهرت صورة الأسد مع المقطع الصوتي المتداول، مع شعار لقناة "الدنيا" المحلية السورية، وعبارة ""كلمة مسجلة لسيادة الدكتور بشار الأسد يوجهها لأبناء شعبه الصامدين".
إحدى أبرز النسخ المتداولة عبر موقع إكس حصلت على عشرات الآلاف من المشاهدات، وكانت منشورة في حساب شخص اسمه سمير، ومُعرِف حسابه (الهاندل) هو songa_younga@، وينشط عبر المنصة منذ مارس/آذار 2012.
نشر سمير مقطع رحيل الأسد المتداول دون تعليق حول محتواه، وهو ما دفع كثيرين لإعادة نشره دون التأكد من حقيقته.
عندما تحقق CNN بالعربية وجد أن المقطع نُشر للمرة الأولى في قناة "Free Freedom" المملوكة لـ"سمير" في موقع يوتيوب، في 18 يوليو/تموز 2012.
اعتاد "سمير" نشر مقاطع فيديو ساخرة في قناته على يوتيوب، يقوم خلالها بمحاكاة صوت الرئيس السوري، وكان يقدم برنامجا ساخرا، اسمه (حاجي عاد)، عبر قناة أخرى في يوتيوب، كانت تحمل نفس هاندل حسابه في منصة إكس.
في ذلك الوقت، نفت وزارة الإعلام السورية صحة المقطع، مثلما عادت الجمعة لتصدر بيانًا مقتضبًا يقول: " يرجى الانتباه والحذر من نشر التنظيمات الإرهابية لمقطع فيديو مفبرك باستخدام الذكاء الصناعي يعلن عن تنحي السيد الرئيس بشار الأسد".
كيف نتأكد من المقاطع الصوتية المتداولة؟
في البداية، علينا القيام بالخطوات الأولية للتحقق من المواد الزائفة، سواء عن طريق القيام بعملية البحث العكسي أو اللجوء إلى محركات البحث المختلفة باستخدام توليفة من الكلمات المفتاحية الجيدة، للحصول على نتائج مثمرة تساعد في الوصول إلى حقيقة هذه المواد.
وينبغي التركيز في سياق الكلام في داخل المقاطع الصوتية، فضلا عن الطوابع الزمنية، أي البحث عما إذا كان هناك إشارة لعامل الزمن خلال التسجيلات الصوتية.
على سبيل المثال، في التسجيل المنسوب للأسد، كانت هناك عبارة تقول "يا أبناء شعبي الأبطال، أيها الصامدون، الذين صمدتم طيلة عام ونصف"، و عبارة "هم اليوم قاموا بعمل شنيع، قاموا بتفجير إرهابي".
لاحظ CNN بالعربية أن يوم نشر التسجيل في قناة "سمير" عبر يوتيوب كان نفس اليوم الذي حدث فيها تفجير في مبنى هيئة الأمن القومي في وسط دمشق، في 18 يوليو/تموز 2012، أي "عام ونصف منذ اندلاع الثورة السورية قبل تحولها إلى حرب أهلية مسلحة.
آنذاك، قُتل في الانفجار عدد من كبار القادة الأمنيين في سوريا، بينهم وزير الدفاع السوري داوود عبدالله راجحة ونائبه آصف شوكت صهر بشار الاسد، وآخرين.
كما ظهر المقطع وكأنه تم بثه في قناة "الدنيا" القريبة من الحكومة السورية، فيما كان شريط الأخبار الخاص بالقناة يشير إلى "النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي"، الذي كان نائبًا للرئيس الإيراني أحمدي نجاد في عام 2012، وليس حاليًا.