مصر.. ترحيب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. ومطالبات بإدخال أكبر قدر من المساعدات

نشر
7 min قراءة

القاهرة، مصر (CNN)-- رحب سياسيون مصريون بتوصل إسرائيل وحركة حماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الرهائن والمحتجزين اعتبارًا من الأحد المقبل.

 وأشاد السياسيون المصريون بدور بلادهم في التوصل لهذا الاتفاق، واستمرار دورها الداعم للقضية الفلسطينية منذ بدء الأحداث عقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مطالبين بالتجهيز لإدخال أكبر قدر من المساعدات إلى قطاع غزة الذي يعاني جراء الأحداث.

محتوى إعلاني

ويبدأ من الأحد، تطبيق المرحلة الأولى ومدتها 42 يومًا على وقف لإطلاق النار، وانسحاب وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية خارج المناطق المكتظة بالسكان، وتبادل الرهائن والمحتجزين، وتبادل رفات المتوفين، وعودة النازحين داخليًا إلى أماكن سكناهم في قطاع غزة، وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج، وتكثيف إدخال والتوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة، وفق بيان رسمي للوسطاء.

وفور الإعلان عن التوصل للاتفاق، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي: "أؤكد على أهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، لمواجهة الوضع الإنساني الكارثي الراهن، وذلك دون أي عراقيل، لحين تحقق السلام المستدام من خلال حل الدولتين".

فيما قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة :"نرحب بالتوصل إلى هذا الاتفاق، الذي جاء بعد جهود مضنية على مدار أكثر من عام بوساطة مصرية قطرية أمريكية، ولعبت الجهود المصرية دورًا مهمًا في هذا الشأن بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مؤكدا أن مصر ستظل دوما داعمة للسلام العادل، ومدافعة عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".

وحسب بيان رسمي، فإن السيسي والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، شددا خلال لقائهما، الخميس، في أبوظبي، على "ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية بالكميات الكافية ودون عراقيل لأهالي القطاع لإنقاذهم من المأساة الإنسانية التي يواجهونها"، كما نقلت وسائل إعلام مصرية، أن مصر تستعد لإدخال أكبر قدر من المساعدات إلى قطاع غزة لدعم أهالي القطاع.

وفي نفس الصدد، قال رئيس حزب المصريين الأحرار، عصام خليل، إن "مصر قامت بدور محوري في التوصل لاتفاق وقف النار بين طرفي النزاع في غزة بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية، كما ستقوم بدور بالغ الأهمية في عملية مراقبة تنفيذ الاتفاق لضمان عدم تجدد الصراع وإحلال السلام والاستقرار بالمنطقة والحفاظ على أرواح المدنيين، وهذا الدور يأتي استكمالًا موقف مصر الإيجابي منذ بداية الحرب ورفضها تهجير الفلسطينيين إلى سيناء للحفاظ على حقوق القضية الفلسطينية".

وأضاف خليل، في تصريحات خاصة لـ"CNN بالعربية"، أن "مصر تجهز لإدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية لدخولها عبر معبر رفح مع بدء تنفيذ الاتفاق لتخفيف معاناة أهالي قطاع غزة، إضافة إلى إدخال معدات بناء للمساهمة في إعادة إعمار غزة خلال الفترة المقبلة".

وتابع أن "التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يمثل قبلة حياة لسكان القطاع، الذين يعانون من عدم توافر الاحتياجات الأساسية مما يتطلب ضرورة سرعة التجهيز لإيصال أكبر قدر من المساعدات فور دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وفي الوقت نفسه تنحية الفصائل الفلسطينية الخلاقات جانبًا لاستكمال تنفيذ بنود الاتفاق".

وشدد خليل على ضرورة أن "يواصل وسطاء الاتفاق دورهم خلال مراحل التنفيذ، والتأكيد على أهمية التزام إسرائيل ببنود الاتفاق خاصة في المرحلة الأولى، لاستكمال باقي المراحل"، مشيرا إلى "تجدد القصف الإسرائيلي فجر الخميس على سكان غزة بعد ساعات قليلة من الإعلان عن التوصل للاتفاق".

وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق، حسين هريدي، إن مصر "كان لها دور مؤثر وبارز منذ اندلاع الأحداث في أكتوبر 2023 سواء في كيفية التعامل مع الحرب الإسرائيلية على غزة أو مستقبل القطاع بعد توقف الحرب"، مستشهدًا بدعوة مصر لعقد أول مؤتمر دولي بعد بدء الحرب بأيام أكدت فيه على أهمية وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وعودة السكان الفلسطينيين إلى منازلهم، وضمان إدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية تكفي احتياجات أهالي القطاع، وبحث مبادرات إعادة إعمار غزة.

وأشار هريدي، في تصريحات خاصة لـ"CNN  بالعربية"، إلى أن "اتفاق وقف إطلاق النار، كان مقترحًا من قبل مصر بطريقة غير رسمية مطلع العام الماضي، وهذا المقترح تبناه مجلس الأمن في يونيو/ حزيران الماضي، وشمل هذا المقترح 3 مراحل لوقف إطلاق النار، وبدء إعادة الإعمار في غزة، وبحث حلول سياسية لوصول للاستقرار دائم بالمنطقة، مع التأكيد على انسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل من محور صلاح الدين".

وقال حسن هريدي إنه من المقرر أن تصل بعثة من الاتحاد الأوروبي إلى مصر خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ، الأحد، لبحث كيفية إدارة معبر رفح، بالتنسيق مع الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، لإعادة تشغيل معبر رفح في أسرع وقت ممكن.

فيما ربط الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، محمد عز العرب، توقيت التوصل للاتفاق بعودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مستشهدًا بإعلان دخول الاتفاق حيز التنفيذ قبل ساعات من تنصيب ترامب، والذي أشار في تصريحات سابقة بأهمية التوصل لحلول لكل النزاعات فور تسلمه الحكم.

وأشار عز العرب، في تصريحات خاصة لـ"CNN بالعربية"، إلى "دور الوسطاء خاصة الوسيط المصري، على إحباط أي محاولات لممارسة دور الوساطة"، مذكرا بـ"محاولات الحكومة الإسرائيلية تضعف الدأب المصري في ممارسة دور الوساطة للوصول لاتفاق بين طرفي النزاع، ولكن مصر لم تتوانى عن ممارسة دورها لاعتبارات خاصة بالمصالح الوطنية واعتبارات خاصة بالالتزامات القومية العربية بالنسبة لسياسات مصر الخارجية، وتخفيف الأعباء عن سكان قطاع غزة".

نشر
محتوى إعلاني