ما حقيقة التيارات الجهادية المسلحة في تونس؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يضمّ جبل الشعانبي، الواقع غرب تونس وعلى مقربة من الجزائر، وفقا للسلطات التونسية وخبراء إرهاب وأمن، بضع عشرات تلقى عليها باللائمة في تنفيذ هجمات ضد قوات الجيش والأمن واغتيالات سياسية. لكن "وحدة" أعمالها، لا تنفي أنها تتشكل أساسا من فسيفساء من مسلحين ومقاتلين، جاء بعضهم من الجزائر ومقربين من تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وتونسيين عائدين من سوريا ومالي، وليبيين من "الجماعة الليبية المقاتلة."
وقال خبير الأمن العسكري، ماثيو فيردين، وهو فرنسي، إنّ جبل الشعانبي ليس جديدا على سطح الأحداث -- ماثيو فيردين "الإرهابية في تونس بل كان منذ 2006 مأوى لمسلحين اشتبكوا مع قوات الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وأكثر من ذلك فإنّ الجبل كان مأوى لمن كان الاستعمار الفرنسي يعتبرهم إرهابيين تونسيين وجزائريين أثناء حرب التحرير الجزائر والمقاومة في تونس."
وأضاف "الجبل هو مأوى طبيعي للمختفين. ويضم نحو 300 مغارة يعرفها حتى الجيش التونسي. وهو الآن، إلى حد أسابيع قليلة ماضية، مأوى يضم إرهابيين استغلوا ثغرة الانفلات الأمني واستقروا هناك للتدريب قبل أن يتم اكتشافهم في ديسمبر/كانون الأول 2012."
لكن منذ اغتيال مجموعة من الجيش التونسي في أعقاب اغتيال سياسيين بارزين اثنين، لم يعد "نشاط تلك المجموعات خارج الشعانبي حيث تستمر العمليات الأمنية العسكرية هناك."
ونظرا لتعدد جنسيات المشتبه بوجودهم في الجبل فإن البعض يربطهم بالخريطة المعقدة والمتشابكة للتنظيمات الجهادية في شمال أفريقيا، ويبرز في هذا الإطار الحركات التي نشطت في منطقة الصحراء الكبرى، وبينها حركة "أنصار الدين" السلفية التوجه، والتي برزت خلال المواجهات في إقليم أزواد المالي.
ويعتقد أن للتنظيم، الذي يقوده "إياد أغ غالي" علاقات قوية مع القاعدة، ما وفر له خبرات ميدانية وموارد مالية سمح له بمد نفوده على مناطق واسعة من شمال مالي قبل التدخل العسكري الفرنسي.
كما يحتفظ تنظيم القاعدة بوجوده في شمال أفريقيا من خلال "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ويقود التنظيم الجزائري أبو مصعب عبد الودود "عبد المالك دروكدال" الصادر بحقه عدة أحكام بالإعدام.
وأدرجت الخارجية الأمريكية قبل نهاية العام الماضي جماعة "الملثمون" التي يقودها الجزائري مختار بلمختار على قائمة التنظيمات الإرهابية، وذلك بعد تورطها في عمليات كبيرة في مقدمتها الهجوم على منشأة "أميناس" الجزائرية للغاز، والذي أدى إلى سقوط عشرات القتلى، بينهم أجانب.
وكانت جماعة "الملثمون" جزءا من "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي" قبل أن تتحول إلى تنظيم مستقل نهاية عام 2012 بانشقاق قائدها بلمختار عن القاعدة. وكان البيان الأول لبلمختار قد حمل تهديدات مباشرة باستهداف المصالح الغربية، كما شهد الإعلان عن تشكيل جماعة فرعية تحمل اسم "الموقعون بالدم" تضم قوات النخبة من مقاتلي "الملثمون."
وبعد هجوم "أميناس" الذي وقع في يناير/كانون الثاني الماضي، قام "الملثمون" بهجوم آخر في مايو/أيار، عبر تفجير انتحاري مزدوج في النيجر أدى إلى مقتل 20 شخصا، قبل أن يعود بلمختار ويعلن الاندماج مع "حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا" تحت اسم جديد هو "المرابطون."
وبحسب الخارجية الأمريكية فإن تنظيم "المرابطون" يمثل الخطر الأكبر على المصالح الأمريكية والغربية في منطقة الساحل الأفريقي حاليا، مضيفا أن قرار الإدراج على قائمة التنظيمات الإرهابية سيشمل كافة الأسماء التي ينشط تحتها تنظيم بلمختار، بما في ذلك "المرابطون" و"الموقعون بالدم."