بلير لـCNN: الأبرياء بالمنطقة عالقون بحرب المتطرفين السنة والشيعة
لندن، بريطانيا (CNN) -- قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، طوني بلير، إن على الغرب القيام بكل ما بوسعه لمساعدة سكان الشرق الأوسط الذين يحاولون النجاة بأنفسهم من صراع المتشددين السنّة والشيعة، معتبرا أن الصور التي قيل إنها تعود لجثث ضحايا السجون السورية تؤكد مسؤولية الغرب حيال المنطقة رغم ثقل التجارب السابقة في أفغانستان والعراق.
وقال بلير، في مقابلة مع CNN تناولت الوضع في الشرق الأوسط، إن استبعاد إيران من مؤتمر "جنيف 2" كان "أمرا طبيعيا" نظرا لأن المؤتمر "يدور حول وضع آلية انتقالية للسلطة، وبالتالي إذا كان هناك من دول معارضة لهذا الأساس فما من جدوى لمشاركتها." مضيفا أن المهمة الأصعب "ستكون التأكد من استغلال تلك المفاوضات من أجل فتح طريق لحل يسمح بإنهاء المعاناة وسفك الدماء في سوريا."
ولدى سؤاله عن طريقة التوصل إلى اتفاق من ذلك النوع في ظل غياب أطراف حاضرة في سوريا عن مؤتمر "جنيف 2" رد بلير بالقول: "هذا أمر صحيح، ولكن ما من طريقة أخرى، فإذا استمر الوضع على ما هو عليه فستكون الخيارات أمام سوريا مروعة للغاية -- طوني بلير."
وأضاف بلير: "ما نراه في سوريا فظيع. أعلم أن هناك عددا كبيرا من الأبرياء الذين علقوا وسط هذا الصراع، وهناك الملايين من المشردين في بلد يتعرض حاليا للتدمير بعدما كان مهدا للحضارة، وبالتالي فمن المهم جدا العمل من أجل توفير إطار يسمح بالخروج من هذا الوضع وإلا فستستمر المعاناة."
وحول رأيه بالصور الخاصة بجثث قيل إنها تعود لضحايا التعذيب في السجون السورية قال بلير: "إنها صور مثيرة للغثيان، وأفظع ما فيها أنها قد حصلت فعلا على نطاق واسع ووقع ضحيتها أناس أبرياء، وغياب التغطية الإعلامية المكثفة لهذه القضايا لا يعفينا من مسؤولية محاولة المساعدة لإنهاء هذا الوضع."
وأضاف: "أتفهم بالطبع أن آخر ما يرغب به الناس في الولايات المتحدة وبريطانيا هو التورط في الشرق الأوسط من جديد بعد كل ما حصل في العراق وأفغانستان، ولكن هذه الصور هي دليل على ما يحصل في سوريا وهذا الأمر لن يتوقف عند حدود سوريا، ويجب علينا إدراك ذلك -- طوني بلير."
وعن مدى مسؤولية الغرب عن ما يحصل بالعراق اليوم قال بلير: "المشكلة نفسها موجودة في كل المنطقة وهي وجود قوى متشددة مصدر دول مثل إيران التي تدعم الجانب الشيعي، وكذلك لدينا تنظيمات مثل القاعدة وبعض الجماعات التي تقاتل في سوريا وعناصر من الإخوان المسلمين."
وتابع بالقول: ":لدينا متطرفين من الجانبين، وبينهما، لدينا سائر السكان الذين يحاولون النجاة بأنفسهم من المتطرفين ودورها هو محاولة القيام بكل ما بوسعنا فعله من أجل مساعدتهم على ذلك وإلا فإن كل دول المنطقة ستكون عرضة لهذه الضغوطات التقسيمية ولن يكون هناك وسيلة للتخلص من المشاكل القائمة اليوم، وما يجري في سوريا سيظل قائما ويسيطر عليها وعلى المنطقة."