"جنيف 2" بنفق مظلم.. الإبراهيمي متفائل وواشنطن تفند بيان دمشق
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- خيم الغموض على مؤتمر "جنيف 2" حول سوريا، خلال الساعات القليلة الماضية، في أعقاب إلغاء الجلسة المسائية الثلاثاء، وسط تبادل اتهامات بين دمشق وواشنطن حول المأساة الإنسانية التي تعيشها مدينة "حمص" المحاصرة.
وبينما أقر المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، بوجود ما أسماها "صعوبات" تعترض المفاوضات الجارية في مدينة "مونترو" السويسرية، فقد أعرب عن "تفاؤله" باستمرار وفدي النظام والمعارضة في حضور المفاوضات، التي من المتوقع أن تستمر حتى الجمعة.
وبينما أعلنت المتحدثة باسم الأمم المتحدة، كورين مومال فانيان، إلغاء الجلسة التي كانت مقررة بعد ظهر الثلاثاء، اليوم الخامس لمؤتمر "جنيف 2"، قال الإبراهيمي إنه لم يتعرض لأي ضغوط لإلغاء الجلسة، في وقت وصف فيه الجلسة الصباحية بأنها "كانت صعبة."
وخلال الجلسة الصباحية، تقدم الوفد، الذي يمثل نظام الرئيس بشار الأسد، ببيان أدان فيه ما وصفه بـ"قرار الولايات المتحدة باستئناف تسليح المجموعات الإرهابية في سوريا"، وطالب واشنطن، وبقية الدول الأخرى، التي قال إنها "تزود الإرهابيين بالسلاح"، بالكف فوراً عن ذلك.
وجاء في بيان، حصل عليه مندوب CNN إلى جنيف، نيك روبرتسون، أن "هذا السلوك غير المسؤول" من شأنه "تقويض مؤتمر جنيف 2، وإفشال الجهود المبذولة لضمان نجاحه -- الوفد السوري"، وذكر البيان أن "هذا القرار الاستفزازي الأمريكي، يُفهم منه محاولة مباشرة لإعاقة أي حل سياسي في سوريا."
وردت الخارجية الأمريكية، على لسان المتحدث باسمها، إدغار فاسكويز، على بيان وفد الحكومة السورية باتهام نظام الأسد بمواصلة إصراره على زيادة المعاناة التي يعيشها آلاف السوريين المحاصرين في حمص، كما وصفت البيان بأنه "لا يساوي ثمن الورق الذي طُبع عليه."
وأشار المتحدث الأمريكي إلى أن نظام الأسد مازال يمنع وصول المساعدات العاجلة إلى حمص، وأضاف أنه وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي، فإن قوافل محملة بالمساعدات والمواد الغذائية، والتي تكفي لإطعام نحو 2500 شخص لمدة شهر، لم يتم السماح لها بالوصول إلى حمص.
واضاف فاسكويز قائلاً: "دعونا نكون أكثر وضوحاً.. السبب الوحيد لمنع وصول هذه المساعدات، هو أن النظام يرفض عبور قوافل الإغاثة -- إدغار فاسكويز، وأي ادعاءات أخرى، مثل تواجد القناصة والمسلحين في المدينة، هي مجرد أكاذيب"، مشيراً إلى أن "قوات المعارضة قدمت عدة تعهدات، شفهية ومكتوبة، بتأمين قوافل المساعدات."
واعتبر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن "التصريحات الصادرة عن نظام دمشق، تعكس مدى عدم اللامبالاة تجاه أرواح المدنيين الأبرياء."
أما عن اتهام سوريا بـ"عدم جدية" الولايات المتحدة في التوصل إلى حل للأزمة السورية، فقد أكد المتحدث نفسه: "الولايات المتحدة أكدت مراراً أن جنيف 2 يهدف في الأساس إلى التطبيق الكامل لما صدر عن وثيقة جنيف، بما في ذلك تشكيل حكومة انتقالية."
وأضاف بقوله: "على عكس النظام، الذي يلقي بالبراميل المتفجرة على أبناء شعبه، والذي يرفض وصول المساعدات الغذائية الذين يعيشون ظروفاً مأساوية، فإن الولايات المتحدة تريد المساعدة في إنهاء معاناة الشعب السوري، وهذا هو سبب وجودنا هنا، لنبذل أقصى جهدنا لضمان تحقيق تقدم في مسار المفاوضات."
وعن اتهام نظام دمشق للولايات المتحدة بتقديم أسلحة لمت تسميهم بـ"الإرهابيين"، فقد وصفها المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بأنها "مثيرة للسخرية"، وتابع بقوله: "نظام الأسد هو من يستعين بالإرهابيين.. أساليب القمع الوحشية التي يلجأ إليها النظام، هي مصدر العنف والتطرف في سوريا اليوم."
وتابع فاسكويز بقوله: "نحن نساعد معارضين معتدلين، سواء من السياسيين أو المسلحين، الذين يقاتلون من أجل حرية وكرامة كل الشعب السوري"، واصفاً "إعلان المبادئ"، الذي قدمه الوفد الحكومي الاثنين، والذي رفضه وفد المعارضة، بأنه "لا يساوي ثمن الورق الذي كُتب عليه."
وشدد على أن "الوثيقة الوحيدة التي يركز عليها العالم، والتي هي محل اهتمامنا هنا، هي وثيقة إعلان جنيف.. هي نقطة انطلاق المفاوضات، وهي الوثيقة التي يجب أن تتم مناقشتها من قبل جميع الأطراف، والتي يرفض النظام الإشارة إليها بشكل مباشر."