تحليل: استقالة حكومة الببلاوي تمهد لرئاسة السيسي

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: STR/AFP/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في بيان غير متوقع بث مباشرة على التلفزيون الرسمي الاثنين، أعلن رئيس الحكومة المصرية المؤقتة، حازم الببلاوي، استقالة حكومته، في خطوة اعتبرها البعض أنها تمهد الطريق أمام وزير الدفاع، المشير عبدالفتاح السيسي، الذي يتمتع بشعبية واسعة، للترشح لرئاسة مصر في الانتخابات المقبلة.

محتوى إعلاني

وتقول آرني بيكر، مديرة مكتب مجلة "التايم" الشقيقة لـCNN، في مقالتها التحليلية، إنه بالنسبة للكثير من المصريين، فإنه بيان لم يأت بالسرعة الكافية، فشوارع القاهرة مزينة بالفعل بلافتات تحمل صور السيسي، التي طبعت على قمصان النوم، وأقداح الشاي المعروضة في واجهات المحال التجارية، وتصوره أخرى ضمن سلسلة قادة مصر العظام، بدءاً من صورة لأحد ملوك الفراعنة، تلتها صورة للملك فؤاد، ثم جمال عبدالناصر، وأنور السادا

محتوى إعلاني

والسؤال المطروح في مصر الآن، لا يتعلق إذا ما كا  السيسي سيعلن عن ترشحه للرئاسة أم لا.. بل متى سيعلن ذلك؟.. وقد أعرب أحد أبرز رجال الأعمال في البلاد، نجيب ساويرس، خلال مقابلة مع صحيفة "الأهرام"، عن تأييده لرئاسة السيسي.

ورغم أن رئيس الوزراء "المستقيل"، حازم الببلاوي، لم يطرح سببا واضحا لاستقالة حكومته، إلا أن الاستقالة يُنظر إليها باعتبارها الخطوة الأولى نحو إعلان  السيسي ترشحه للرئاسة، ووفقاً للقانون فإنه يحظر على أعضاء الحكومة دخول السباق الرئاسي، واستقالتها الجماعية ربما مؤشر دعم للسيسي، كما هو الحال بكافة أنحاء البلاد، أما بالنسبة للسيسي فالأمر، وببساطة، لا يتطلب سوى استقالته من وزارة الدفاع.  

تنظر شريحة كبيرة من المصريين إلى السيسي كبطل، منذ إطاحته بالرئيس السابق، محمد مرسي، في يوليو/ تموز الماضي، الرئيس الذي لم يحظ بشعبية واسعة، وهو أول رئيس يصل إلى السلطة بمصر في انتخابات ديمقراطية، على خلفية الثورة السلمية التي أقصت حسني مبارك، الرجل القوي الذي أمسك بزمام السلطة لمدة 30 عاما، غير أن فترة حكم مرسي شابها سوء الإدارة، وعدم الكفاءة، ومخاوف من ميوله الإسلامية، التي من شأنها إحداث تغيير أبدي بنسيج المجتمع المصري القائم على التعددية.

فعندما احتج المصريون في حشود جماهيرية واسعة ضد حكم مرسي الصيف الماضي، تدخل السيسي، الذي كان حينها وزير دفاعه، وتولى زمام الأمور

بالتأكيد هناك مرشحون آخرون للرئاسة لدى إعلان موعد الانتخابات في وقت لاحق من العام، لكن من المسلم به، وعلى نطاق واسع، أن السيسي سيفوز بسهولة، لأنه، وعلى حد قول ساويرس، "أظهر حنكة قيادية، الشعب المصري بحاجة إليها"، وأضاف رجل الأعمال المصري المعروف لـ"التايم" قائلاً: "البلد بحاجة إلى قائد يلتف الشعب بأكمله حوله.. السيسي وحده قادر على جمع الشعب خلفه، لدفع البلاد صوب الاتجاه الصحيح."

وللبعض الآخر نظرة مغايرة، خاصة وأن الحكومة المؤقتة التي تدعم السيسي، شرعت في حملة شرسة من التخويف والتمييز ضد أنصار مرسي، وقال ريمون أمين، 25 عاماً: "لا مشكلة لدي مع أشخاص مثله، لأنه يملك المنصة الرئاسية القوية.. لكن تكمن المشكلة إذا تم انتخابه، لأنهم يعتقدون أنه (الإله المنقذ).. فالرجل لا يشكر زوجته كل صباح لأنها لم تخن، ولذلك لا ينبغي أن نحتفي بما يقوم به السيسي.. هو واجبه كخادم للشعب."

وقال أمين إنه سيحجم عن الإدلاء بصوته في الانتخابات لأن النتيجة محسومة، على حد قوله، مضيفا: "لماذا يصر المصريون على صناعة فرعون، ومن ثم يعبدونه؟".. واختتم بزفرة قائلاً: "ما من مغزى للتخلص من مبارك، لنأتي بالسيسي"، طبقا لبيكر.

نشر
محتوى إعلاني