لغز بالجزائر.. اختفاء توقيعات نكاز تبعده عن السباق الرئاسي
الجزائر (CNN)-- شهدت الساعات الأخيرة لإيداع المرشحين ملفات ترشحهم لدى المجلس الدستوري لدخول سباق الانتخابات الرئاسية الجزائرية، حادثة خلفت لغزاً كبيراً من ورائها، تمثلت في اختفاء سيارة تحمل التوقيعات الخاصة بأحد المرشحين، قبل قليل من إغلاق باب الترشيح، مما أبعده من السباق الرئاسي.
وبعد أن جمع رشيد نكاز ما يقرب من 60 ألف توقيع، من 25 ولاية، لدعم ترشحه للانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في 17 أبريل/ نيسان المقبل، اختفت سيارة كانت تحمل نحو 11 ألف توقيع، في ظروف غامضة، بينما كانت في طريقها إلى المجلس الدستوري ليلة الثلاثاء، لإيداع طلب الترشح للانتخابات.
وحاولت CNN بالعربية الاتصال برشيد نكاز، للحصول على تعليق له حول الحادثة التي تُعد الأولى من نوعها في تاريخ انتخابات الجزائر، إلا أن محاولاتها لم تكلل بالنجاح.
وفي الوقت الذي تحدث فيه البعض عن الحادثة باعتبارها "مؤامرة" حيكت ضد نكاز، حتى لا يودع ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية، علق آخرون بالقول إن نكاز "استعملها كحيلة لتغطية فشله في جمع التوقيعات اللازمة"، والتي تصل إلى 60 ألف توقيع، بحسب الدستور الجزائري.
وقال المنسق العام للحملة الانتخابية لنكاز على مستوى العاصمة، السيد لطفي، في تصريحات لـCNN بالعربية: "رتبنا كل الأمور لإيداع ملف ترشح رشيد نكاز بصفة رسمية لدى المجلس الدستوري.. كنا متواجدين ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء في حدود الساعة التاسعة مساءً."
وتابع منسق حملة نكاز بقوله: "كان مرشحنا في اتصال مباشر مع شقيقه عبدالله، الذي كان قادماً، حسب ما قيل لنا من صحراء الجزائر إلى العاصمة، وإذا بالهاتف ينقطع، ولم يظهر أي خبر عن عبدالله حتى الآن.. وهذا ما جعله يغلق هاتفه، ويطرق كل الأبواب."
وعما إذا كان يعتبر الحادث "مؤامرة" لإبعاد نكاز عن سباق الانتخابات الرئاسية، قال لطفي: "أكيد هي مؤامرة، ولن نسكت عنها، حيث أن السلطة حاولت إبعاد مرشحنا رشيد نكاز من دخول الرئاسيات بطريقة دنيئة، ولن نسكت عما حدث" السيد لطفي، بحسب قوله.
ونقلت تقارير إعلامية محلية، منها قناة "النهار" الجزائرية، تصريحات لرشيد نكاز قال فيها: "كنت في اتصال مع سائق السيارة، لكن فجأة اختفت السيارة وعلى متنها أكثر من 11 ألف توقيع.. حقيقة لا أعرف ما حصل.. ربما اتصل به شخص ما.. لا أعرف."
إلا أن نكاز نفسه رفض الحديث عن الحادثة باعتبارها "مؤامرة"، وعبر عن دهشته لما حدث بالقول: "أخي كان موجوداً في السيارة التي تحمل الجزء المتبقي من التوقيعات المطلوبة لإكمال النصاب القانوني، ولكن السيارة اختفت، وشقيقي لم يظهر عنه أي خبر.. بل اختفى هو الآخر."
يُذكر أن رشيد نكاز، البالغ من العمر 42 عاماً، المعروف في فرنسا بدفاعه عن المنقبات، ويصفه البعض بـ"الشاب الطموح للتغيير، رغم الأجواء السياسية المعتمة"، كان قد تخلى طواعية عن جنسيته الفرنسية، حتى يتمكن من الترشح للانتخابات الرئاسية الجزائرية.
ومنح رئيس المجلس الدستوري، مراد مدلسي، مهلة ساعة إضافية بعد موعد إغلاق باب الترشيح، إلى رشيد نكاز، على أمل ظهور السيارة المختفية، لكنها لم تظهر في النهاية، ليتم إقصاؤه رسمياً من سباق الانتخابات الرئاسية.