نصف مليون صورة توثق رحلة اللجوء الفلسطيني

نشر
5 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون
CNN
CNN
CNN
CNN
CNN
CNN
6/1قرابة نصف مليون صورة تختزل رحلة اللجوء الفلسطينية

أبو زكريا في المعرض مع صورته.

عمان، الأردن(CNN)-- لم يخطر ببال الحاج مجاهد العزب، أبو زكريا، 73 عاما، أن تمضي به السنين ليشاهد صورة فوتوغرافية له معروضة أمام الجمهور، توثق لرحلة لجوئه من فلسطين، بعد أن اختزنتها ذاكرته منذ عام 1967 ، ولتكون واحدة من  مئات آلاف الصور، التي أدرجت اليوم كجزء من "الذاكرة العالمية" لتروي قصة اللاجئين الفلسطينين منذ نكبتهم في عام 1948.

محتوى إعلاني

واستحضر الحاج أبو زكريا الذي التقته CNN  بالعربية، بعضا من ذكريات اللجوء، خلال تجواله، في معرض هو الأول من نوعه، لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، افتتحته الوكالة الأحد في العاصمة الأردنية عمان، بعنوان "أرشيف الأونروا السمعي والبصري من أجل لاجئي فلسطين ..الرحلة الطويلة"  .

محتوى إعلاني

وتتداخل ذكريات اللجوء عند أبو زكريا التي حاول أن يرويها بدقة، كلما نظر إلى صورته في المعرض، وظهر بها مفترشا الأرض مع عدد من أفراد أسرته، قائلا إنه لم يعلم "أنه صاحب الصورة"، إلا عندما أخبره القائمون على المعرض من الوكالة، ووجهوا له دعوة الحضور.

يقول أبو زكريا الذي يعيش اليوم في مخيم سوف للاجئين الفلسطينيين في محافظة جرش، نحو 50 كم شمال عمان:"بعرفش متى هذه الصورة يمكن في أوائل 1968 بقرية دامية في الغور،عندما نقلتنا الدولة من جرش على الغور من البرد والشتاء...كنا بالأول بأريحا  في عين السلطان، ولجأت إليها في 1948 بعدما طلعت من بلد اسمها ياسور تتبع قضاء مدينة الرملة، ومن أريحا ذهبت إلى مدارس الوحدات، ومن ثم اخترنا أنا وعائلتي مخيم سوف حيث كانت تسمى حينها مخيمات طوارىء."

ويشير أبو زكريا إلى أنه لجأ عام 1967 برفقة زوجته وأبنائه وأعمامه وأخواله، حيث عمل خبازا قبل أن يستقر به الحال مختارا للمخيم، وأبا لخمسة ذكور وابنتين من زوجتين، وله ستة أحفاد.

وعن طول رحلة لجوئه يقول: "السياسة بنعرفش وقت ايش بتقصر ووقت ايش بتطول.."،"في الضفة الغربية النا دار في مخيم قلنديا طلعنا ودشرناها ورانا..في عين السلطان دار من الوكالة ."

أما عن حلم العودة فعلق قائلا :" بنحب نرجع على بلدنا الاصل في 1948 مش 67 لأن أراضي67  أردنية ..".

المعرض الذي وثق لحظة مهمة في حياة أبي زكريا، اشتمل على نماذج من أرشيف الأونروا الذي عملت على جمعه منذ تأسيسها من الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، كمواد فلمية وصور مطبوعة سلبية ورقمية، وبواقع نحو 430 ألف صورة سلبية، إلى جانب 10 آلاف نسخة مطبوعة من الصور، و85 ألف شريحة عرض، فيما بلغ عدد أشرطة الفيديو 730 شريطا و75 فيلما، بحسب بيان الوكالة.

وبدوره، أعرب المفوض العام للأونروا فيليبو غراندي في كلمة خلال افتتاح المعرض، عن اعتزازه بعمله ضمن مشروع الأرشفة، لافتا إلى إسهام منظمة اليونسيف بشكل رئيسي فيه ليحمل اليوم "ذاكرة العالم"، على حد تعبيره.

كما أعرب غراندي عن حزنه لأن يرى في هذا الأرشيف "مشاهد للاجئين فلسطينيين وهم يلجأون إلى الخيم وعيونهم مليئة بالخوف"، وأن يرى ذات المشاهد في مخيم اليرموك بسوريا اليوم.

وقال :"من المحزن أن هذه الصور تتكرر، وأن الشعب الفلسطيني ما يزال يعاني من نفس هذه الظروف..ونحن نعلم أن هذه المعاناة لن تنتهي إلا بإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين."

وأضاف غراندي أنه تعلم قيمة كبيرة من الفلسطينيين خاصة اللاجئين، وهي قيمة "الصمود"، قائلا " سأشارككم اليوم بها باللغة العربية " الصمود".

وبين غراندي أنه اتخذ قراراً منذ عدة سنوات بأرشفة صور اللجوء بطريقة الكترونية، لأن الوكالة كانت على وشك أن تخسر جزءا من أرشيفها، ولأن يكون متاحا أمام الجميع في العالم، لرحلة عمرها 56 عام،ا وما تخللها من منح الدول المضيفة للاجئين من فرص.

ويستضيف الأردن العدد الأكبر من اللاجئين الفلسطينين، حيث يقدرون بأكثر من 2.1 مليون لاجئ بحسب تقارير الأونروا،  يتوزعون على 10 مخيمات رسمية، و3 غير رسمية، إضافة إلى انتشار أعداد أخرى خارج المخيمات.

 

نشر
محتوى إعلاني