جولة CNN بالعربية بـ"غرفة إدارة الأزمات الكبرى" في الأردن
عمان، الأردن (CNN)-- عند الوصول إلى البوابة الرئيسية له، لا يمكن التنبؤ بأن الزائر سيجد نفسه داخل مبنى مكون من أربعة طوابق يمتد على مساحة 18 دونما، وبانخفاض عن سطح الأرض يبلغ 40 مترا، حيث ترتفع وتيرة التأهب لدى الزائر عند المرور بعدة قاعات وممرات ودهاليز قبل أن تتسع الطريق للولوج إلى القاعات الداخلية التي تضعك أمام مركز تحكم وسيطرة تقني فائق المستوى.
هذه هي بداية الطريق في "الغرفة الكبرى" كما درجت وسائل الإعلام الأردنية على تسميتها، أو رسميا "المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات،" وقد بوشر بتأسيسها عام 2005 عقب ما يعرف بتفجيرات عمان، وبتوجيهات ملكية، وهي اليوم تعمل بكامل جاهزيتها في إحدى بقاع منطقة دابوق غرب العاصمة عمان.
وضمن جولة شاركت فيها CNN بالعربية، الثلاثاء مع وفد من الجامعة العربية، اطلعت على أبرز المهام التي يقوم بها المركز، في مقدمتها التنسيق على العمل في أضخم مركز لإدارة الأزمات في الشرق الأوسط، والذي من المتوقع أن يصار الى اعتماده كمركز إقليمي لشبكة عربية لإدارة الأزمات، عند صدور قانون خاص به، بحسب ما صرح به نائب مدير المركز اللواء الركن المتقاعد الدكتور رضا البطوش في وقت سابق من مؤتمر عقد في عمان حول الأزمات.
ورغم حظر اصطحاب الزائر لأية وسائل اتصال أو تصوير، فإن متعة التجول في المبنى، عززتها حالة التأهب في الدوائر المختلفة، والتي تصل ذروتها عند الولوج إلى "قاعة العمليات الكبرى" المزودة بشاشة عرض ضخمة "Video Wall" تضم 40 شاشة، ومرتبطة بآلاف المصادر للمعلومات.
ويشرح أحد المرافقين للوفد في الجولة، آلية عمل القاعة من الناحية الفنية، حيث تعمل على مدار الساعة (24 ساعة باليوم على مدار الأسبوع) ومزودة بأحدث أنظمة التزود بالمعلومات والاتصالات عبر الأقمار الصناعية والسلكية واللاسلكية، حيث يمكن للمستخدمين في القاعة، الحصول على أية معلومات من مواقع حدوثها بالصوت والصورة وببث حي ومباشر.
وتعتبر هذه القاعة التي تحمل اسم "قاعة الشهيد النقيب الشريف محمد علي ابن زيد آل عون،" القاعة الرئيسية التي ترتبط بالدوائر الأخرى في المبنى وبالمؤسسات الأمنية والخدماتية والعسكرية في أرجاء البلاد، وتطل عليها عدة قاعات مصغرة لاجتماعات ومؤتمرات، من أبرزهما غرفتان هما مكتبان خاصان للملك عبد الله الثاني بن الحسين، وأخرى للأمير علي بن الحسين وهو مدير المركز.
وتشير المعلومات التي اطلعت عليها الشبكة خلال الجولة، إلى أن مهمة قاعة العمليات، تتركز في جمع البيانات والمعلومات المتعلق بالأزمات التي قد تحدث "سواء داخل المملكة أو خارجها"، قبل وقوعها، على الأقل بنحو شهر، لتقديم تصورات سريعة واستراتيجية محكمة لإدارة تلك الأزمة، سياسية كانت أم اقتصادية أم خدماتية، عدا عن التنسيق بين الوزارات والمؤسسات المختلفة في أي مكان لمواجهة أي "أزمات حربية ".
كما أنها تتيح لصناع القرار أيضا، إمكانية الوقوف على أدق التفاصيل، لأزمات وكوارث يمكن تجنب وقوعها من خلال أنظمة إنذار مبكر وأنظمة استباقية وآليات ربط تعكس الأحداث من منظر حقيقي الأبعاد، أو التنبؤ بأي أزمة "مفتعلة" أو طبيعية".
ولا تقتصر مهمة المركز على وضع استراتيجيات سريعة للأزمات، بل إنه يتوسع في إجراء تمرينات وهمية دورية، "لمكافحة الإرهاب" و "عمليات تحرير الرهائن" والتعامل مع الكوارث من حرائق أو زلازل.
ويتميز المبنى بأنه محصن "ضد الصدمات أو الضربات الصاروخية أو الهجمات الكيماوية،" وهو مزود بأنظمة داخلية لتنقية الهواء والمياه في حال تعرض الأجواء لأي ملوثات ويعمل بمولدات كهرباء خاصة، كما يحتوي على منامات منفصلة للرجال وللنساء وغرفة للرياضة، لتأمين المبيت فيه في حالات الطوارئ.
وتحمل الكوادر العاملة في المبنى، من مختلف الأجهزة الرسمية، مؤهلات غير عادية كل في اختصاصه، حيث استقطبت إدارة المركز مجموعة من الشباب والشابات جميعهم أردنيين، "من ذوي المواهب" وأصحاب براءات الاختراع، بحسب مسؤولين تحدثوا خلال الجولة.
وتأتي الجولة للمركز المتوقع أن يتم الإعلان عن بدء عمله بشكل رسمي في وقت قريب، على هاش مؤتمر إقليمي عقد في العاصمة عمان على مدار يومي الاثنين والثلاثاء، بمشاركة جامعة الدول العربية، حيث خرج بتوصيات لإنشاء شبكة عربية لإدارة الأزمات.
وكان أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، قد قام بزيارة إلى المركز الأحد خلال مشاركته في مؤتمر إدارة الازمات في عمان، قائلا إن المركز سيشكل نموذجا للدول العربية والمنطقة.