انتخابات الجزائر.. بوتفليقة يهاجم المقاطعين وبن فليس يرد بقوة
الجزائر (CNN)-- بعد ساعات قليلة تفصل الجزائريين عن موعد التعبير عن أصواتهم في صندوق الاقتراع لانتخاب رئيسهم الجديد والمقرر هذا الخميس 17 أبريل/ نيسان 2014، احتدم الصراع بين الأطراف المساندة لبقاء بوتفليقة لعهدة رابعة، وبين جماعة بن فليس التي صارت وفق تصريحات الرئيس المنتهية عهدته تمارس الإرهاب على الجزائريين. بوتفليقة دعا، الثلاثاء، الجزائريين إلى التصويت في الانتخابات الرئاسية بقوة وهاجم المقاطعون واصفا إياهم بـ "الجانحين عن مسيرة الأمة،" فيما أنكر بن فليس كل التهم التي أسندت إليه وراح يكشف القرارات التي كان يتخذها بوتفليقة في زمن مضى.
صراع كرسي قصر المرادية احتدم في الفترة الأخيرة، وجعل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يقول في الرسالة التي وجهها إلى الشعب الجزائري بمناسبة الاحتفال بيوم العلم الذي يصادف يوم 16 أبريل/ نيسان "إني أهيب بكافة المواطنات والمواطنين ألا يفرطوا في المشاركة في الانتخاب الرئاسي أو يسهوا عنه،" مضيفا أن "التصويت واجب أكثر منه حق يجنّب التفكك والانفصام".
وخاطب بوتفليقة دعاة المقاطعة بالقول إن "الامتناع عن التصويت، إن كان من باعث نزعة عبثية أو خال مما يبرره، ينم عن جنوح عمدي إلى عدم مواكبة الأمة، وعن عدول عن مسايرتها والانتماء إليها." الرئيس الجزائري المنتهية ولايته، عبدالعزيز بوتفليقة
ما عن رسائل بوتفليقة الموجهة إلى منافسه الأبرز على كرسي الرئاسة، علي بن فليس، فحتى ولو لم يتحدث عنها في رسالته الأخيرة إلى الشعب الجزائري، إلا أن تصريحاته والحديث الذي جمعه بوزير الخارجية الإسباني، خوسيه ماغايو، أو مع المبعوث الأممي والعربي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي يعكس قلق بوتفليقة من مواقف بن فليس، خاصة حينما سأل الأخضر الإبراهيمي لما استقبله مساء الأحد: "نعم الحملة الانتخابية تنتهي اليوم ولكن بأي ثمن؟، أهذه فتنة أم ثورة أم ربيع؟ أهي في فائدة الشعوب؟"
وفي الجهة المقابلة فإن المترشح الحر، علي بن فليس أقام ندوة صحفية الثلاثاء بالمقر الرئيسي لحملته الانتخابية بالجزائر العاصمة، رد فيها بعنف على الاتهامات التي طالته من بوتفليقة، ومؤكدا أن تصريحات الأخير واتهامه بممارسة الإرهاب أمام ضيف أجنبي –يقصد به وزير الخارجية الإسباني- هي " ضربة لسيادة الدولة واستقرار البلاد" و أن تصريحاته بالتلفزيون الحكومي أخرجت عن سياقها واستعملت في سياق مخدوع.
وأوضح بن فليس فيما يخص الاتهامات التي و جهها له الرئيس بوتفليقة، بأنه دعا إلى العنف خلال الحملة لانتخابات 17 أبريل/ نيسان، عندما حذر الولاة والسلطات للانتباه إلى عائلاتهم وأطفالهم في حال حصول عمليات تزوير ووصف بوتفليقة العبارة بـ"الإرهاب الممارس عبر التلفزيون" قال بن فليس: "خافوا على أولادكم ليس مني لكن من الله،" ليقص بن فليس الواقعة كاملة متهما مسؤولي التلفزيون العمومي بحذف ما تبقى من مقطع الجملة في نهاية الحصة التلفزيونية التي قال فيها: "أتوجه للولاة والإداريين وأطلب منهم أن يعملوا بضمائرهم ولا يغرّهم المزورون وقلت يا ولاة ويا رؤساء دوائر ويا إداريين فكروا في أولادكم في عائلاتكم لا تربّوهم على التزوير فالتزوير حرام." المرشح الرئاسي، علي بن فليس وذهب بن فليس إلى أبعد من ذلك واعدا في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية بالعودة إلى الأرشيف ونشر شريط الحصة كاملا ليطلّع عليه الشعب الجزائري.
وفي رد رئيس الحكومة الأسبق على سؤال يخص عبارة "لن أسكت" التي قالها، أوضح بن فليس: "معناها لن أسكت عن التزوير ... هل أقابل السارق في منزلي بالترحيب.. إن صناديق الانتخاب هي منازل الشعب واغتصابها اغتصاب لإرادة الشعب ولن أسكت وسأبقى في الساحة الوطنية أندد بالتزوير." وبخصوص عدم تنشيط الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة الحملة الانتخابية أجاب بن فليس: "يقال إنه مريض وأنا أتمنى له الشفاء لكن الرئيس كان يمارس الدبلوماسية ويشكو للخارج الحملة الانتخابية."
لم يتوقف بن فليس عند هذا الحد بل جوابه على سؤال يخص هل يمتلك جواز سفر دبلوماسي، قال: "كنت وزير عدل ورئيس حكومة وأنا متحصل على جواز سفر دبلوماسي وهذا بمرسوم وقعه الرؤساء السابقون ولست أنا من سنّه لكن الرئيس بوتفليقة عدّل المرسوم السنة الماضية وجعله حكرا على عائلته وحاشيته حيث يستفيد منه أشقاؤه وإخوته وأحفاده."
وعن علاقته مع الرئيس بوتفليقه حينما كان رئيسا للحكومة قال بن فليس: "أتمنى أن يكون يسمعني –قصد بوتفليقة- الأن.. لقد ترجاني حتى أكون مدير حملته الانتخابية في 1999 ووضعت له شرطا واحد هو أن الحزب الواحد انتهى والنظام الواحد فأجابني بالقول تعالى أكتب ما تريد و نطبقه معا."
وأضاف بن فليس: "في أحد اجتماعات الحكومة وضعت بندا واحدا وهو استقلالية العدالة وعندما اطلع بوتفليقة على جدول الأعمال قال بالحرف الواحد استقلالية العدالة اعمل لها عندما تصبح أنت رئيسا، هذه النقطة لا تناقش معي،" وليختم بن فليس حديثه بالقول: "اختلفت مع بوتفليقة على مبادئ وليس على علبة حلوى."