رأي: حرب أوباما بالطائرات الموجهة باليمن "عالية المخاطر"
يشار إلى أن المقال يعبر عن رأي بيتر بيرغن، محلل شؤون الأمن القومي لـCNN، ويرأس مؤسسة أمريكا الجديدة، ومؤلف كتاب "مانهنت: 10 سنوات من البحث عن بن لادن من 11.9 إلى ابوتأباد،" ولا يعبر بالضرورة عن رأي شبكة CNN.
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— خلال نهاية الأسبوع الماضي، قامت الإدارة الأمريكية بشن ضربتين باستخدام طائرات دون طيار في مكانين مختلفين باليمن، الأمر الذي أدى إلى مقتل 15 شخصا من العناصر التابعة للمليشيات إلى جانب ثلاثة من المدنيين، في الوقت الذي قامت القوات اليمنية بشن عمليات "غير مسبوقة" ضد الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في البلاد، والتي قد تؤدي إلى قيام الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه المزيد من الضربات باستخدام الطائرات دون طيار، إلا أن هذا الأمر ليس واضحا بعد.
حملة الطائرات دون طيار الأمريكية في اليمن هي إلى حد كبير حرب الرئيس باراك أوباما.
بعكس باكستان، المكان الذي قام فيه الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش بتسريع حملة الطائرات دون طيار الخاصة بجهاز الاستخبارات أو ما يعرف بـCIA، نلاحظ أنه وخلال الفترتين الرئاسيتين لبوش فإن ضربة واحدة فقط باستخدام طائرات دون طيار تم تنفيذها في اليمن.
بالمقارنة فإنه وفي عهد الرئيس باراك أوباما، تم توجيه 92 ضربة بطائرات دون طيار بالإضافة إلى 15 ضربة أخرى باستخدام وسائل مختلفة مثل صواريخ كروز بحسب أرقام مؤسسة أمريكا الجديدة.
بالفعل فإن أوباما سرع بشكل كبير حملة الطائرات دون طيار في اليمن خلال العامين 2011 و2012 في الوقت الذي تباطأت فيه عمليات الطائرات الموجهة في باكستان.. 47 ضربة في اليمن وقعت العام 2012، وهو رقم يحقق لأول مرة من ناحية تقارب عدد الضربات الموجهة في اليمن وباكستان.
هذه الضربات باستخدام الطائرات الموجهة لا تستهدف عناصر معروفة ولكن نوعا ما تستهدف أشخاصا تعرض سلوكيات مشتبهين بهم من عناصر الميليشيات المسلحة، ومنذ الاثنين، فإن الضربات الأمريكية في اليمن قتلت ما بين 753 و965 شخصا، غالبيتهم من عناصر هذه الميليشيات في الوقت الذي سقط فيه 81 مدنيا، بحسب أرقام مؤسسة أمريكا الجديدة. بيتر بيرغن
كل هؤلاء القتلى ما عدا ستة منهم قتلوا في عهد الرئيس باراك أوباما.
بدأ برنامج الطائرات دون طيار في اليمن بعد عدة محاولات إرهابية لاستهداف الولايات المتحدة الأمريكية تم تتبعها وصولا إلى الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في اليمن أو ما يعرف بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تبنى مسؤولية ما عرف بـ"قنبلة الملابس الداخلية،" الذي إن نجح لكان أكبر عملية إرهابية ضد الولايات المتحدة الأمريكية منذ أحداث 11 من سبتمبر/ أيلول، بعد أن قام عمر فاروق عبدالمطلب في يوم الميلاد للعام 2009 بالصعود على رحلة للخطوط الجوية "نورثويست،" محاولات تفجير قنبلة.. القنبلة لم تنفجر ونجح عبدالمطلب بحرق نفسه فقط.
بعد أقل من عام بعد محاولة عبدالمطلب قام تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بإرسال ظرفين إلى الولايات المتحدة الأمريكية يحملان طابعتين من نوع "HP،" وبداخلهما قنبلتان شديدتا التفجير، كان من الصعب جدا رصد هاتين القنبلتين اللتان لم تكن لهما رائحة في الوقت الذي بدا فيه جهاز التفجير على أنه قطعة من الطابعة.
كلا القنبلتين تم اكتشافهما في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2010 قبل أن يتم تفجيرهما اكتشفت واحدة في دبي بالإمارات العربية المتحدة في الوقت الذي عثر على الثانية بمطار بالمملكة المتحدة، وتم العثور عليهما بنجاح بعد اقتفاء الرقم المتسلسل للظرفين قدمه جهاز الاستخبارات السعودية التي تمكنت من زرع جاسوس داخل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
يعتقد أن الشخص الذي يقف وراء صنع هاتين القنبلتين هو إبراهيم العسيري، وبحسب مسؤول أمريكي فإن العسيري يصعب العثور عليه بسبب لجوئه إلى وسائل الاتصال القديمة عبر حملة للرسائل وتجنب أي اتصال باستخدام الأجهزة الإلكترونية.
وبحسب مسؤول آخر فإن العسيري كان يجري تجارب على زرع قنابل داخل اجسام انتحاريين من خلال عملية جراحية.. العسيري يعتبر أهم هدف للولايات المتحدة الأمريكية في اليمن، في الوقت الذي تشير فيه معلومات إلى أن العسيري قام بتدريب عناصر من القاعدة على أساليب صنع القنابل المتطورة في حال قتل بأحد الضربات الجوية الموجهة.
في عهد الرئيس باراك أوباما، تمكنت الولايات المتحدة من قتل 35 شخصا من قيادات تنظيم القاعدة في اليمن بما فيهم أنور العولقي الذي قام بإدارة العمليات ضد أمريكا قبل مقتله في العام 2011 عن طريق ضربة بطائرة دون طيار.
على العكس من باكستان التي دان قادتها الضربات الأمريكية بطائرة دون طيار، قال الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي في تصريحات لصحيفة واشنطن بوست في العام 2012 إنه شخصيا يقوم بالتوقيع على الضربات الجوية الأمريكية بالطائرات دون طيار في اليمن قائلا: "الطائرات الموجهة أكثر تطورا من الناحية التكنولوجية من العقل البشري."