حرج بالقاهرة بعد تشبيه فهمي علاقة مصر وأمريكا بـ"الزواج الشرعي"
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- توالت ردود الأفعال الغاضبة على تصريح لوزير الخارجية المصري، نبيل فهمي، شبّه فيه العلاقة بين القاهرة وواشنطن بـ"الزواج الشرعي"، وليست مجرد "نزوة لليلة واحدة"، الأمر الذي وضع الوزير في موقف لا يُحسد عليه.
وتسبب التصريح الذي أدلى به فهمي، الذي يزور الولايات المتحدة حالياً، في مقابلة مع الإذاعة الحكومية الأمريكية، في موقف حرج للخارجية المصرية، التي سارعت بإصدار بيان رسمي، في محاولة للخروج من هذا الموقف، عن طريق إعادة تفسير تصريحات الوزير.
ونقل البيان، الذي حصلت CNN بالعربية عليه الخميس، عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، بدر عبدالعاطي، قوله إن "التصريح المنسوب لوزير الخارجية حول العلاقات المصرية – الأمريكية، غير دقيق، وأن ترجمته من الإنجليزية للعربية غير صحيحة."
وأضاف المتحدث الرسمي: "لم يذكر الوزير أن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة هي علاقة زواج، وإنما ما ذكره الوزير هو أنه بخلاف العلاقات العابرة بين الدول، فإن العلاقات المصرية - الأمريكية هي علاقات ممتدة على مدى طويل ومتشعبة، ومثل الزواج تحتاج لكثير من الجهد والمتابعة بدر عبدالعاطي، ويتخذ خلالها قرارات عديدة وفي مجالات متعددة، وقد تتعرض بين الحين والآخر إلى بعض المشاكل."
وتابع بقوله إن "هذا هو بالفعل واقع العلاقات بين البلدين، منذ حرب أكتوبر (تشرين الأول 1973) المجيدة، وما شهدته وتشهده هذه العلاقات في الآونة الأخيرة من اضطرابات، وضرورة ان تستند إلى الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي منهما، وذلك وفقاً لما ذكره وزير الخارجية في السابق، وخلال اجتماعات عديدة أثناء زيارته لواشنطن."
وأصدر "التيار الشعبي"، الذي يتزعمه المرشح الرئاسي "المحتمل"، حمدين صباحي، بياناً أعرب فيه عن رفضه وإدانته لتصريح نبيل فهمي، والذي وصفه بأنها "خرج عن لياقة التصريحات الدبلوماسية"، معتبراً أن "مثل هذه التصريحات جاءت مخيبة للآمال بعد ثورتين."
وأضاف بيان التيار الشعبي، بحسب ما أوردت صحيفة "اليوم السابع"، أن "السلطة الانتقالية تقدم نفسها بهذه التصريحات، كوريث لنظامي المخلوع (حسني) مبارك والإخوان (المسلمين)، وكمنفذ للسياسات الأمريكية التيار الشعبي، والأمين على مصالح واشنطن في المنطقة."
كما اعتبر سفير مصر السابق لدى روسيا، رؤوف سعد، أن الغرض من تشبيه فهمي العلاقات بين مصر وأمريكا بأنها "علاقة زواج شرعية، وليست نزوة تستمر ليوم واحد"، هو "توصيل رسالة بكلام مبسط"، مفاده أن "العلاقة مع أمريكا تقوم على الندية والتكافؤ."
وبينما دعا الدبلوماسي السابق إلى "عدم المبالغة في الأمر"، بحسب ما نقلت صحيفة "صدى البلد"، فقد شدد على أن العلاقة بين مصر وأمريكا هي "علاقة إستراتيجية"، وأن "مصر تدير علاقاتها بما يحقق مصالحها، سواء مع الولايات المتحدة أو روسيا أو الاتحاد الأوروبي."